حدث غير مسبوق .. ألمانيا : عزل سياسي شعبوي من رئاسة اللجنة القانونية في البرلمان
عزلت لجنة الشؤون القانونية في البرلمان الألماني (بوندستاغ) النائب البرلماني المثير للجدل من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، شتيفان براندنر، من منصبه رئيساً للجنة، وهو حدث فريد لم يشهده البرلمان الألماني في تاريخه الممتد على مدار سبعين عاما.
ويأتي إجراء اللجنة كرد فعل على تصرفات متكررة مثيرة للجدل من جانب براندنر، الذي أثار ضجة مؤخرا عندما وصف على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” منح مغني الروك الألماني أودو ليندنبرغ الناقد لـ”البديل الألماني” وسام الاستحقاق بأنه “مكافأة يهوذا”.
وكان الخبير القانوني (53 عاما) أثار من قبل الاستياء بسبب ردود فعله على الهجوم الإرهابي المعادي للسامية الذي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين في مدينة هاله قبل أسابيع.
وفي نهاية المطاف، أعلن كافة نواب الكتل البرلمانية، باستثناء نواب حزب “البديل من أجل ألمانيا”، أنه لا يمكن التسامح مع براندنر، مطالبين إياه بالاستقالة، إلا أنه رفض ذلك.
وفي تطور لحيثيات القضية، قرر هؤلاء النواب عزله من منصبه في النهاية، وذلك بعدما أعلنت اللجنة المختصة بالنظام الداخلي للبرلمان بأن هذا أمر جائز وفقا للقواعد السارية المصاغة على نحو غامض للغاية.
وتم عزل براندنر الآن بأصوات كافة الكتل الحزبية في البرلمان باستثناء حزبه “البديل من أجل ألمانيا”، حسبما أعلن نائب المتحدث باسم الشؤون القانونية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، يان-ماركو لوكاتساك.
وقال لوكاتساك: “عزل براندنر إشارة واضحة ضد التحريض والكراهية – نعيد بذلك في النهاية كرامة المنصب”.
واعتبر اتحاد المحامين الألمان عزل براندنر أمرا حتميا، حيث قال المدير التنفيذي للاتحاد، فيليب فينت، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قبل صدور قرار اللجنة بالعزل: “لا يمكن أن يمثل القانون وهذه اللجنة المهمة اجتماعيا شخص يهين الآخرين ويشوه سمعتهم ويؤجج السخط ضد مجموعات سكانية معينة”.
وانتقد براندنر تصرف الأحزاب الأخرى، حيث قال على هامش انعقاد اللجنة: “هذه هوة جديدة للحياة البرلمانية في ألمانيا، هذه هوة جديدة للديمقراطية في ألمانيا”. (DPA)[ads3]