العراق : عشرات القتلى و الجرحى من المتظاهرين على يد قوات الأمن

قالت مصادر بالشرطة العراقية ومصادر طبية إن قوات الأمن فتحت النار على محتجين في مدينة الناصرية بجنوب العراق في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وذكرت المصادر أن المحتجين تجمعوا عند ثلاثة جسور رئيسية في المدينة، واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وعبوات الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وأضافت المصادر أن أكثر من 50 آخرين أصيبوا في اشتباكات بالمدينة معظمهم بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع.

وفي البصرة، أفاد شهود عيان بمقتل متظاهرين اثنين وإصابة نحو 75 آخرين بعدما فتحت القوات العراقية النار لتفريق متظاهرين حاولوا السيطرة على الطرق المؤدية إلى بوابات ميناء أم قصر التجاري.

وقال الشهود إن “الاضطرابات لا تزال متواصلة وسط انتشار كثيف للقوات العراقية”.

وتجددت الاحتجاجات في بغداد و9 محافظات عراقية أخرى، الأحد، بعد ليلة صاخبة شهدت أعمال عنف واضطرابات تسببت في سقوط قتلى ومصابين من المتظاهرين والقوات الأمنية.

وذكر شهود عيان أن “المئات من المتظاهرين شرعوا بقطع الطرق الرئيسية منذ ساعات الصباح الأولى لمنع وصول العمال والموظفين وطلبة المدارس والجامعات إلى أماكن عملهم، وأضرم متظاهرون النار في الإطارات في محافظة البصرة”.

وأضاف الشهود أن “شوارع بغداد والمحافظات التي تشهد احتجاجات شهدت انتشارا ملفتا للقوات الأمنية والعسكرية وقوات مكافحة الإرهاب والشغب وغيرها، وذلك بعدما تداول متظاهرون دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي للخروج في مظاهرات كبيرة اليوم”.

وأوضح الشهود أن “حالات قطع الطرق والانتشار الكبير للقوات الأمنية أجبرت طلبة المدارس والجامعات والموظفين على العودة إلى منازلهم رغم محاولة القوات الأمنية تفريق المتظاهرين المنتشرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع والهراوات”.

كما أفاد شهود عيان بمحافظة البصرة بأن القوات العراقية فرقت مجموعات من المتظاهرين حاولوا السيطرة على الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر التجاري.

وذكر الشهود أن المتظاهرين حاولوا اليوم السيطرة على الطرق المؤدية إلى الميناء فتصدت لهم القوات العراقية بإطلاق الرصاص في الهواء ومطاردة المتظاهرين في الطرق القريبة.

وأوضح الشهود أن المتظاهرين ابتعدوا عن المنطقة، وأحكمت قوات الأمن السيطرة على مداخل الميناء الذي عاد للعمل قبل يومين.

وكانت 3 مصادر طبية قالت إن 25 متظاهرا أصيبوا، مساء السبت، في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين ببغداد ومدينتي كربلاء والناصرية إلى الجنوب من العاصمة.

وقال مسعف يعمل في مستشفى حكومي إن 6 متظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع قرب دوار الحرية في حي الكرمة وسط كربلاء.

فيما ذكر شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت أيضا الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين.

من جانبه، قال مصدر طبي في دائرة صحة بغداد الحكومية إن 4 متظاهرين أصيبوا بجروح جراء إطلاق قوات الأمن الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين قرب جسر الأحرار وسط العاصمة بغداد.

وأضاف المصدر أن أحد المتظاهرين جراحه خطرة إثر تلقيه رصاصة مطاطية في رأسه.

في الأثناء، قال شهود عيان من المتظاهرين إن عمليات كر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين تشهدها المنطقة عند جسر الأحرار وحولها وسط بغداد.

وأضافوا أن قوات الأمن تطلق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز بين فترة وأخرى لإبعاد المتظاهرين.

وفي الناصرية مركز محافظة ذي قار، قال مصدر طبي يعمل في دائرة صحة المحافظة إن “الفرق الصحية سجلت 15 إصابة بين المتظاهرين جراء تعرضهم لقنابل الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الأمن، بعد أن حاول المئات عبور الحواجز التي وضعتها قوات الأمن على جسر الزيتون وسط مدينة الناصرية”.

من جهته، قال مصدر أمني بشرطة محافظة ذي قار، طالبا عدم الإشارة لاسمه لاعتبارت وظيفية، إن “قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي في الهواء لمنع المئات من عبور جسر الزيتون”.

وأضاف أن “متظاهرين آخرين أغلقوا جسر النصر وسط مدينة الناصرية ومنعوا حركة المرور بعد أن أضرموا النيران في إطارات السيارات بمدخل الجسر”.

ويشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل خلالها 340 شخصا على الأقل و15 ألف جريح، استنادا إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية تتبع البرلمان)، ومصادر طبية وحقوقية.

والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا مواجهات مع قوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران.

وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات وتأمين فرص عمل ومحاربة الفساد، قبل أن تشمل مطالبهم رحيل الحكومة والنخبة السياسية المتهمة بالفساد.

ويرفض رئيس الحكومة عادل عبد المهدي الاستقالة، ويشترط أن تتوافق القوى السياسية أولا على بديل له، محذرا من أن عدم وجود بديل “سلس وسريع” سيترك مصير العراق للمجهول.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها