صحيفة ألمانية تسلط الضوء على تجربة شابة سورية رفض طلب لجوئها السياسي رغم اندماجها المثالي

تحدثت صحيفة “أوبر هيسيشه بريسه” عن الشابة السورية رشا عيسى، التي أنهت تدريبها هذا العام كـ”أخصائية في خدمات سوق العمل” بنجاح، في مدينة ماربورغ، وسط غربي ألمانيا، ولكن على الرغم من ذلك، تم رفض طلب لجوئها السياسي (إقامة الثلاث سنوات).

وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن رشا عيسى، فرت من دمشق إلى ألمانيا في تشرين الأول 2015، وبعد إقامة قصيرة في مركز للاجئين، حصلت على غرفة في شقة في ماربورغ، وسرعان ما تعلمت اللغة الألمانية جيدًا.

وفي بلدها سوريا، تخرجت رشا عيسى من قسم الكيمياء، وعملت في التسويق للمبيعات، وقدمت دروسًا في اللغة الإنجليزية والعربية، وبعد إنهائها التدريب المهني في الصيف، حصلت على عمل في وكالة التوظيف في مدينة ماربورغ.

وقالت إن محتوى التدريب المهني لم يسبب لها مشاكل كبيرة، ولكن قالت: “لقد كان (التدريب المهني) تحديًا من الناحية اللغوية”، وما تزال الشابة السورية غير راضية تمامًا عن مهاراتها اللغوية، وقالت: “ما زلت أريد أن أتحسن”.

وقالت رشا: “لقد جاء زوجي إلى ألمانيا قبل فترة وجيزة من الاختبار النهائي وكان هذا بمثابة هدية لي”، في السودان، كان عليه الانتظار حتى تم السماح بدخوله إلى ألمانيا، وكان هذا هو الحال منذ ما يقرب من خمسة أشهر.

وعلى الرغم من اندماجها، إلا إن طلب اللجوء التي قدمته قد رفض، وقالت رشا: ” لأكثر من ثلاث سنوات وسبعة أشهر، لا يمكنك الانتظار لجلسة استماع من أجل البت في طلب اللجوء، هذه مدة طويلة للغاية، على الأقل يمكنني إكمال تعليمي، لكن بالنسبة لشخص ليس لديه ما يفعله، فإن هذا صعب للغاية”.

وقدمت رشا طعناً في الحكم، ورأى القاضي أنها وزوجها غير معرضين للاضطهاد السياسي، وقالت رشا: “لقد هربت خوفًا، ثم حصلت على هذا الحكم الذي خيب ظني بالفعل”.

وتحمل رشا الآن إقامة حماية فرعية ( إقامة السنة)، وهي لا تخشى أن يتم ترحيلها، ولا ترغب رشا عيسى في البقاء في ألمانيا حتى نهاية حياتها، وقالت: “سوريا هي بيتي وعائلتي هناك، إذا رحل بشار الأسد ونظامه، فأنا أريد العودة أيضًا”.

ومع ذلك، أصبحت ماربورغ أيضًا بلداً جيدًا لها: “لقد أعدت بناء كل شيء هنا، وزوجي هنا، لقد كوّنت صداقات، شعرت ببعض التمزق بين وطني الحقيقي ومدينة ماربورغ، والتي أصبحت جزءا مني”.

وقالت رشا: “مع إقامة الحماية الفرعية، يكاد يكون من المستحيل لم شمل الأسرة”، حيث انتظرت رشا لمدة ثلاث سنوات للحصول على موعد في السفارة في بيروت، ثم كانت هناك مشاكل مع جواز سفر زوجها، وهو أمر غير معترف به.

وأضافت: “اضطررنا لاسترداد جميع المستندات، والتقدم بطلب للحصول على جواز سفر جديد وترجمة زواجنا، واعتماده مرة أخرى، لقد كلفنا ذلك حوالي 6 آلاف يورو، والكثير من الوقت وحرق الأعصاب”.

وتتحدث رشا مع زوجها باللغتين العربية والألمانية، حيث يتحدثان الألمانية طوال اليوم، ولكن من الساعة الثامنة مساءاً يمكهما التحدث باللغة العربية.

وكان زوجها موظفًا مدنيًا في سوريا، والآن عليه أن يبدأ من الصفر في ألمانيا، ولكنهما سعيدان رغم كل الظروف.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها