جدل حول تصريح يعتبر المسلمين من الأقليات في ألمانيا
لا يعتبر المسلمون أقلية في ألمانيا بحسب التعريف الرسمي، لكن تصريح أحد الأئمة في مدينة لايبزيغ حول اعتبارهم أقلية أثار عاصفة انتقادات كبيرة. فمفهوم الأقلية في ألمانيا يشير إلى الإثنيات أو القوميات لا الأديان.
وفي هذا الإطار، يقول رئيس هيئة الدعاة والأئمة في ألمانيا الشيخ خالد حنفي إنّ مصطلح الأقليات والجاليات استخدم في بداية الوجود الإسلامي بأوروبا، فقد كان عدد المسلمين قليلاً جداً. لكنّ مصطلح الأقليات رفض لاحقاً كونه لا يعبر عن واقع مسلمي أوروبا الذين تجاوز عددهم 7 % من سكان معظم الدول الأوروبية. كما رفض مصطلح الجاليات لأنّه لا يوحي بالاستقرار والمواطنة. ليتم الاستقرار على مصطلح الحضور الإسلامي في أوروبا.
بدوره، يقول مصدر ديني، طلب عدم ذكر اسمه، إنّ على الأئمة أن يكونوا على دراية بكلّ هذه التعريفات، كي لا يحدث أي لغط من شأنه أن يضرّ بمصالح المسلمين في البلاد، ولا يفيدها بشيء، وفق موقع “العربي الجديد”.
في المقابل، يوضح الباحث التاريخي سيبستيان ليمان لـ “العربي الجديد” أنّ الأقلية في ألمانيا هي الجماعة العرقية. ومن شروطها أن يكون أفرادها من رعايا ألمانيا، ويختلفون عن غالبية الشعب بأنّ لهم لغتهم المميزة وثقافتهم وتاريخهم وهويتهم الخاصة التي يريدون الحفاظ عليها. ومن الشروط أيضاً أن يعيشوا مع بعضهم البعض في مناطق المستوطنات التقليدية. لذا لا يوجد في التعريف أي إشارة لها علاقة بالدين، بحسب ليمان.
وعلى هذا الأساس، وبحسب التصنيف الرسمي، يعيش في ألمانيا أربع أقليات هي:
– الدنماركية وتقدر بنحو 50 ألف دنماركي يحملون الجنسية الألمانية، ويقطنون في مقاطعة كانت تابعة للدنمارك في القرن التاسع عشر.
– الفريزية وهي مجموعة هولندية تعيش على ساحل بحر الشمال، ويقدر عدد أفرادها بما بين 1100 شخص و1400.
– الغجر موجودون منذ القرن الرابع عشر في ألمانيا. ويقدر عددهم بنحو 70 ألف شخص.
– الصرب السلافيون جاؤوا في القرن السابع إلى ألمانيا ويقدّر عددهم بـ60 ألفاً.
وبالنسبة للأتراك فإنّهم أكثر المهاجرين إلى ألمانيا منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، وقد باتوا أكبر مجموعة وافدة بمليون ونصف مليون، أي 26% من كلّ المهاجرين. ويعيش معظمهم في مناطق معينة بالإضافة إلى استخدامهم اللغة التركية بين بعضهم البعض. وهو ما يطرح التساؤل حول إمكانية اعتبارهم أقلية تضاف إلى الأقليات الأربع على أساس إثني لا ديني.[ads3]