ما معنى أن يسقط صاروخ إيراني من سوريا على تل أبيب في 2020 ؟
يتحدث رئيس الأركان أفيف كوخافي عن 2020 كعام فيه احتمال عال لحرب مع إيران وفروعها على الحدود الشمالية. كما أن العام 2019 وصف في الجيش كعام مع احتمال عالٍ للحرب، ولكن في غزة. أما حالياً، فهذا لم يحصل. العكس هو الصحيح، ثمة احتمالية عالية للتهدئة في إطار تسوية، مهما كانت مليئة بالثقوب.
هذا هو دور رئيس الأركان: أن يرى نصف الكأس الفارغة وأن يحدد للجيش أهدافاً للجاهزية. فمنذ حرب يوم الغفران يتخذ الجيش جانب الحذر من الاعتماد على تحليل نوايا العدو، إذ إن تحليلات من هذا النوع أفشلت إسرائيل المرة تلو الأخرى. كوخافي، كأسلافه، يؤمن بما تراه العينان الحادتان والأذنان الحساستان للاستخبارات. فإذا كان العدو مثلاً طور ونصب أسلحة تعرض الاستقرار الإقليمي للخطر، ينبغي أن تعطى لذلك الأجوبة العسكرية وتحذير الجمهور من الآثار التي تحدث على الجبهة الداخلية. أي أن المواجهة العسكرية، سواء كانت جزئية أم كاملة، تحوم فوق رؤوسنا في الأشهر القريبة المقبلة. هذا تماماً ما فعله كوخافي، الأسبوع الماضي، في خطابه المقلق، فالأزمة موضع الحديث ترتبط أساساً بأزمة النووي الإيراني وبقدر أقل بسوريا نفسها.
غير أنه أمام نصف الكأس العسكرية الفارغة، ثمة نصف كأس مليئة تأخذ بالحسبان التغييرات السياسية السريعة الجارية حولنا، التي يمكنها أن تغير الوضع من الأقصى إلى الأقصى، وتلطف حدة البشائر القاسية.
العام 2020 سيكون العام الذي يفترض فيه بالنظام السوري أن يقمع بقايا الثورة في شمالي الدولة ويعد سوريا، كدولة، لعصر إعادة البناء. بعض من المواضيع هي على جدول الأعمال السوري: تعزيز نظام الأسد تجاه الداخل، وخروجه من العزلة الدولية، وتحديداً العزلة الاقتصادية. سوريا بحاجة، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، إلى ما لا يقل عن 400 مليار دولار لترميم البنى التحتية. هذه المبالغ المالية لن تأتي من دولة واحدة، بل من تحالف من الدول يمكنها أن تساعد في البناء المادي لسوريا. منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011 دعمت إيران سوريا بمبالغ بنحو 8 مليار دولار في السنة. اليوم، في عصر العقوبات الاقتصادية، ليس لديها القدرة على المساعدة في مثل هذه المبالغ. الروس أيضاً- الجهة السائدة في سوريا- مقيدون اقتصادياً. أما النفط السوري ففي أيدي الأكراد، والأسواق اللبنانية التي استوعبت بضائع سورية في حينه هي الآن في حالة إفلاس، والحدود المؤدية من سوريا إلى السوق التركية مغلقة. سوريا مخنوقة وتهديد العقوبات الأمريكية على النظام السوري يقف على الأبواب.
ولدى السوريين تحدٍ “صغير جداً” آخر، وهو أن ينزلوا إسرائيل عن ظهرهم، فطالما هناك وجود إيراني على الأرض السورية، فثمة احتمال قائم لهجوم إسرائيلي. الضرر الواقع على النظام السوري هائل، فلن تكون هناك دولة مستعدة لأن تستثمر الأموال في دولة يمكن أن تندلع فيها حرب في كل لحظة بين إسرائيل وإيران.
واضح للأسد وخبرائه أن كل خطة ترميم حقيقية لسوريا – إيران ستكون عنصراً معرقلاً. لقد وقع تعمق الوجود الإيراني في سوريا عندما وقفت إيران في الزمن الصحيح إلى جانب الأسد. في تلك الأيام التي تفكك فيها الجيش السوري، كانت إيران هناك: مع الخبراء، والسلاح، والميليشيات وبالطبع مع حزب الله الذي ملأ صفوف الجيش السوري المتناقصة.
إيران، عملياً، أنهت دورها في حفظ نظام الأسد. والآن ستقاتل كي تحفظ مكانها في داخل سوريا. بقدر ما تحاول إيران خوض منافسة عنيفة مع الروس على الهيمنة في سوريا، أو تعرقل علاقتها معها النظام السوري من كسر العزلة الدولية وميل الميزانيات، هكذا يهبط نفوذها في سوريا، وعلى أي حال يهبط أيضاً مستوى تهديدها على إسرائيل من الأراضي السورية. حتى لو سقط صاروخ إيراني في تل أبيب في 2020 فستكون هذه عملية إرهاب ومعناها، من ناحية إسرائيل، ضرر معنوي، ولكن لن يكون فيها ما يغير الصورة الاستراتيجية الإقليمية التي تفقد فيها إيران من أهميتها كلاعب مركزي في سوريا المرممة.
أليكس فيشمان – صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية
*العنوان والنص لصحيفة القدس العربي[ads3]
عن ما يسمى العداء الايراني الاسرائيلي الذي اصبح اسطوانة مملة مشروخة يستفيد كل طرف منهما من النغم الذي يناسبه وحقيقة الامر ان الدور الايراني متمم للدور الاسرائيلي والعكس هو الصحيح والخاسر الوحيد هم العرب الذين تقف ايران ضد امالهم في الحرية والتخلص من عبودية وتسلط الانظمة ونهب الثروات واذلال الانسان تشاطرها اسرائيل الدور ببراعة منقطعة النظير
ولنا في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا ولبنان افضل دليل