خبير ألماني يرى أن واشنطن أضرت بنفسها باغتيال قاسم سليماني

صرح خبير ألماني في شؤون الشرق الأوسط بأنه يرى أن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في العراق قد يؤدي إلى أن تواجه الولايات المتحدة الأمريكية بالرفض في العراق.

وقال فيلفريد بوختا، الذي عمل محللاً سياسياً لدى الأمم المتحدة في العراق في الفترة بين عامي 2005 و2011، لإذاعة ألمانيا، الأحد، إن الهجوم قد يتحول بذلك إلى “هدف في مرمى” الولايات المتحدة.

وأضاف أن إيران والعراق مرتبطتان دينيا وثقافيا كدولتين بهما أغلبية شيعية، لافتاً إلى أن كثيراً من الساسة في الحكومة العراقية وجدوا لأنفسهم ملاذاً في إيران في الماضي كمعارضين لنظام صدام حسين.

وأشار الخبير الألماني إلى أن “العراق تتسم اليوم بالفساد والسيادة المتعجرفة لأحزاب عرقية طائفية”، لافتاً إلى أنه تم تنظيم احتجاج قوي ضد ذلك، وتم قمعه بشكل دموي، مضيفاً أن رئيس الحكومة عادل عبد المهدي استقال، وهو في المنصب حالياً بشكل مؤقت.

وتابع بوختا أنه يتم حالياً مواجهة خطر تغير الأجواء نحو معاداة أمريكا في أعقاب الهجوم الجوي الذي قام به الأمريكيون، لافتاً إلى أن الحكومة العراقية ترى أنها مجبرة على وصف الهجوم بأنه عمل إرهابي، وأضاف أنه من الممكن أن يتشاور البرلمان العراقي بشأن إصدار قانون لسحب الأمريكيين.

وأضاف الخبير السياسي الألماني أنه من الممكن أن يكون الهجوم الأمريكي بمثابة إحراز الأمريكيين هدفاً في مرماهم، موضحاً أنه من الممكن أن يفقد الأمريكيون أي تأثير لهم من خلال حدوث انسحاب، وبذلك ستكون إيران المنتصر.

وقال بوختا إن إعلان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، اتخاذ مبادرات للتخفيف من حدة التصعيد في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تعد “لغواً فارغاً نوعاً ما”.

وأضاف الخبير الألماني: “ألمانيا تسبح داخل التحالف العسكري الكبير حلف شمال الأطلسي، ويتعين عليها التنسيق مع الأمريكيين بشكل وثيق، وليس لديهما تقريباً إمكانات تأثير على الحكومة العراقية، ولديهما عدد محدود للغاية من جهات الحوار مع أحزاب عراقية، الحوار مع إيران يسير بشكل متباطئ، إنه مجمد نوعاً ما، وألمانيا تعد، إذا جاز القول، مشاهداً بلا حول ولا قوة في هذا التصعيد للنزاع بالشرق الأوسط”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها