هل قتل 4 ضباط روس في إدلب و هل أكدت حميميم ذلك ؟ .. حقيقة ” القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية ” ( صور + فيديو )

تناقلت العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية خبراً يتحدث عن مقتل ضباط روس في سوريا على يد المعارضة المسلحة، ناسبة إياه لقاعدة حميميم الروسية.

ويفتح هذا الخبر -من جديد- باب التساؤل عن مدى مصداقية المعلومات المنسوبة لقاعدة حميميم والصفحات والقنوات التي تدعي تمثيلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسيعمل عكس السير، في الشرح التالي، على توضيح حقيقة صفحة “القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية” في فيسبوك، ومن ثم تفنيد خبر مقتل الضباط الروس الذي نسب لـ”قاعدة حميميم والمتحدث باسمها”.

حقيقة القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية

تم إنشاء صفحة بالعنوان أعلاه بعد إنشاء الروس للقاعدة واستقرار قواتهم فيها رسمياً، وقدم القائمون على الصفحة أنفسهم على أنهم عسكريون/ ضباط عاملون داخلها، وأن صفحتهم أبصرت النور بعلم وموافقة القيادة، إلا أنها ليست ناطقة رسمية باسم القاعدة أو أي جهة روسية، أي أن الصفحة “حقيقية” ولكن “غير رسمية”، وهي الصفة التي سيتضح سبب الإصرار عليها  لاحقاً.

وتوجد العديد من الأدلة التي رصدها عكس السير، تؤكد أن الصفحة حقيقية ومدارة من داخل القاعدة، أبرزها نشر صور من داخل القاعدة (غير موجودة لدى مصدر آخر ويتم حذفها لاحقاً) ونشر مقطع مصور يظهر القائمين على الصفحة وهما إيلينا وإيفانوف.

وظهر الإثنان وهما ملثمان ويرحبان بزوار ومعجبي الصفحة، قبل أن يقوما بعد مدة بحذفه، وكان عكس السير احتفظ بصورة ملتقطة منه. (الصورة 1)

إلى جانب ذلك، كانت الصفحة سباقة في كثير من الأحيان لنقل تصريحات روسية متعلقة بسوريا من وسائل الإعلام الروسية مباشرة (عبر المترجم/ة وعد)، قبل نشرها في وسائل الإعلام العربية (حتى الروسية الناطقة بالعربية)، كما أنها كانت تنشر صوراً (غير موجودة لدى مصادر أخرى) متعلقة بقصف طال منطقة حميميم أو حادثة شهدتها المنطقة، كحادثة انقلاب شاحنة عسكرية روسية في ريف اللاذقية (2017/09/03) والتي أرفقتها بصورة للشاحنة بعد وقوع الحادثة. (الصورة 2)

تحولت الصفحة -التي اعتادت أن تؤكد على أنها غير رسمية- من خلال تفاعلها مع السوريين المعجبين بها لمنبر لعرض الشكاوي والرسائل السياسية والاجتماعية المختلفة، ومشاكل الجيش النظامي ومعاناة عناصره، ليقوم القائمون عليها لاحقاً بالإعلان عن إنشاء قناة في تطبيق تيليغرام حظيت هي الأخرى بمتابعة الآلاف.

خلال مشوارها، أعلن القائمون على “القناة المركزية”، أكثر من مرة، التوقف عن النشر بأوامر من القيادة تارة وبلا أسباب تارة أخرى، وسرعان ما كانت تعود للنشاط مجدداً وإن كان بوتيرة أخف، لتعلن بعد ذلك أنها ستغلق بشكل نهائي في فيسبوك وسيقتصر نشاطها على قناة الـ تيليغرام، قبل أن يتم إغلاقها هي الأخرى بشكل نهائي.

وكما جرت العادة مع الصفحات الموالية الكبرى في فيسبوك، حيث يقوم مدونون معارضون بإنشاء نسخ شبيهة في محاولة لتضليل المتابعين الموالين وتمرير أخبار ساخرة على أنها صحيحة (دمشق الآن – كنانة علوش – قذيفة هاون – صفحة الشهداء – صفحة الرئاسة – الشيخ شلاش …)، تم إنشاء صفحة شبيهة بصفحة القناة المركزية، بنفس الاسم والرابط، باستثناء أن الأخير أضيف له الرقم 1، وظلت هذه الصفحة التي يمكن لمن تابعها وتابع الحقيقية قبلها أن يكتشف اختلاف أسلوب الخطاب بشكل كبير إلى جانب انعدام الميزات التي كانت تتمتع بها الأولى وذكرناها سابقاً، ظلت ناشطة حتى بعد إغلاق الصفحة الحقيقية، ووقع في فخها كثيرون. (الصورة 3)

تحدث ناشطون ووسائل إعلام عن أنه “حتى الصفحة الحقيقية مزورة” ولا علاقة لها بالقاعدة، وأدلتهم كانت مبنية بالدرجة الأولى على خاصية الشفافية التي قدمها فيسبوك وكشف من خلالها البلدان التي يوجد فيها مدراء الصفحات، وفي حالة القناة المركزية كان المدراء في كندا وتركيا، إلا أن هذا الدليل يمكن الرد عليه بالتأكيد على أن هذه الخاصية يمكن تجاوزها عبر الـ VPN (الأمر الذي قمنا بتجريبه على صفحات) يضع الشخص في بلدان أخرى، كم أن هذه الميزة/ الخاصية يمكن تجاوزها وإخفاؤها لمن لا يرغب بكشف مكان وجوده لأسباب معينة (يوافق عليها أو يرفضها فيسبوك بعد التقدم بطلب) وهو الأمر الذي فعلته الصفحة المزورة الثانية التي تم إخفاء موقع مدرائها الثلاثة. (الصورة 4)

الدليل الآخر هو التكذيب الذي أصدرته وزارة الدفاع الروسية لخبر نقلته وسائل الإعلامن القناة/ الصفحة، وقالت إنها صفحة زائفة منسوبة لقاعدة حميميم، وقد نشرت وسائل الإعلام الروسية الرسمية الخبر، علماً أنها كانت تعتمد الصفحة كمصدر في أخبارها.. واستنتاجنا هنا هو أن تأكيد الصفحة دائماً على أنها “غير رسمية” هدفه التنصل من أخبار أو معلومات معينة إن تبين أنها لم تكن صحيحة أو مناسبة أو كانت نتائجها غير متوقعة.

وقبل تنصل وزارة الدفاع الروسية من الصفحة، كان يتم تقديمها بصريح العبارة في الإعلام الروسي “الرسمي” على أنها “القناة المركزية لقاعدة حميميم” وقد نقلت معلومات عنها وأوردتها في الأخبار كل من قناة “روسيا اليوم” ووكالة “سبوتنيك” وصحيفة “الوطن” الناطقة باسم النظام. (الصور 5 – 6)



حقيقة خبر مقتل ضباط روس في إدلب و نسبه للمتحدث باسم حميميم

انتشر يوم الجمعة خبر مفاده أن المتحدث باسم قاعدة حميميم أليكسندر إيفانوف، أعلن تعرض غرفة عمليات المراقبة في شرق محافظة إدلب لهجوم نفذه إرهابيون وأسفر عن مقتل 4 ضباط من الجيش الروسي وإصابة آخرين.

ويمكن نفي هذا الخبر عبر عدة دلائل:

-لا يوجد ناطق باسم قاعدة حميميم، وأليكسندر إيفانوف هو اسم أحد مدراء الصفحة المغلقة التي كانت تؤكد دائماً أنها صفحة غير رسمية، ولم يسبق لإيفانوف أن قال إنه أو صفحته ناطقان باسم القاعدة.

-يوجد ما يسمى مركز حميميم لتنسيق المصالحة في سوريا وهو تابع لوزارة الدفاع الروسية ومديره هو اللواء يوري بورينكوف، ويمكن العثور على أخباره في المواقع الإخبارية الروسية الرسمية، على عكس أليكسندر إيفانوف.

-بحث عكس السير عن مصدر الخبر ليجد أنه قناة على تيليغرام تسمى “اللواء أليكسندر إيفانوف” وتم وصفها بأنها “القناة الرسمية لـ المتحدث باسم قاعدة حميميم الروسية في سوريا”.

ولا تحتوي القناة سوى على 322 عضواً، كما أنها تضع صورة للمتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، على أنه اللواء المزعوم أليكسندر إيفانوف، وهو الأمر الذي سبق وأن فعلته وسائل إعلام في أخبار متعلقة سابقة.

جاء في خبر القناة إلى جانب معلومة مقتل الضباط الأربعة، أن طائرة مروحية أقلعت من قاعدة حميميم باتجاه إدلب لإخلاء القتلى، ثم ذكرت أسماءهم باللغة الروسية.

ترجم عكس السير الأسماء الروسية للغة الإنكليزية والعربية ليتبين أنها “أبو مصعب السوري – سلوف دولوف باف – أبو عبيدة الشامي – أبو فؤاد السرابي”! ما يؤكد أن قناة “اللواء أليكسندر إيفانوف” ليست إلا قناة مزورة أو ساخرة. (الصور 7 – 8)

-نشرت قناة العربية (الحدث) مقطعاً مصوراً يظهر استهداف صاروخ لبناء في ريف إدلب، وقالت إنه “هجوم الجيش الحر على غرفة عمليات القوات الروسية في شرق إدلب”، وبعودة عكس السير للمصدر الأصلي للفيديو (قناة الجبهة الوطنية للتحرير في يوتيوب)، لم يجد أي إشارة إلى أنها “غرفة عمليات القوات الروسية”، حيث عنونت قناة الجبهة الفيديو بـ “استهداف غرفة عمليات لعصابات الأسد ومقتل من بداخلها بينهم ضابط على جبهة التح (بلدة في ريف إدلب الجنوبي) بصاروخ مضاد للدروع”. (الصورة 9)

-القناة ذاتها عادت لعرض الفيديو عبر نشرتها الإخبارية على أنه “تسجيل متداول لاستهداف النقطة الروسية بريف إدلب بصاروخ موجه” وأرفقته بخبر “قاعدة حميميم: مقتل 4 ضباط روس بهجوم على نقطة مراقبة في إدلب”.

بالتزامن مع عرض القناة للخبر الأخير، كان مراسلها في موسكو يؤكد أن “وزارة الدفاع الروسية لم تعلن عن مقتل جنود روس في سوريا، وتحدثت فقط عن اشتباكات للجيش السوري في إدلب واكتفت بالحديث عن خسائر المعارضة، لكنها لم تشر من بعيد أو قريب عن مقتل جنود روس، ما زلنا بالانتظار”. (الصورة 10)

-المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر هو الآخر خبراً بعنوان “تأكيداً لقيادة ضباط روس العملية العسكرية في إدلب.. قاعدة حميميم تعترف بمقتل 4 جنود روس” ثم أورد فيه المعلومات المتناقلة ذاتها، وقال إن “قاعدة حميميم التي تتخذ من مطار حميميم في ريف جبلة مقراً لها اعترفت بمقتل 4 جنود روس في هجوم على غرفة عمليات المراقبة شرق إدلب”. (الصورة 11)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. بعد كل هذا التحقيق والتدقيق نقول:
    حرية للأبد
    غصباً عن آل الفســد