وزير خارجية ألمانيا يحذر من رحيل جماعي لليهود في ظل أوجه معاداة السامية
صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بأنه يرى أن هناك خطراً أن يغادر اليهود ألمانيا في ظل معاداة السامية التي يتم معايشتها في مسار الحياة اليومية في ألمانيا.
وكتب ماس في مقال نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية، الأحد: “يتعين علينا التصدي لذلك كي لا تتحول هذه الأفكار إلى واقع أكثر مرارة، وكي لا يصل الأمر إلى رحيل يهوديات ويهود بشكل كبير من ألمانيا”.
وتابع الوزير الاتحادي: “وجود أشخاص يعتنقون الديانة اليهودية لدينا ولم يعد لديهم شعور بالأمان في بلدهم، فإن ذلك كابوس، وعار بعد مرور 75 عاماً على تحرير معسكر (الاعتقال النازي) أوشفيتس”.
وأضاف ماس أن اليهود يتعرضون للهجوم يومياً بشكل منفتح في الشوارع، ويتم تهديدهم أو سبهم عبر الإنترنت، لافتاً إلى أنه كان هناك أكثر من 400 اعتداء من مثل هذه النوعية في برلين فقط خلال ستة أشهر.
وتابع وزير الخارجية الألماني بالقول إنه يجب تحسين تأمين أية مؤسسات وجاليات يهودية في ألمانيا وفي أوروبا، وقال: “بشكل ملموس، سوف نوفر هذا العام نصف مليون يورو لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأجل هذا الغرض”.
وأعرب ماس عن استيائه من أن عدداً محدوداً للغاية من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لديها مفوض حكومي لمكافحة معاداة السامية، وأوضح في مقاله: “لا بد أن يتغير ذلك”.
وشدد الوزير على أنه يتعين على الحكومة تحديد المواقع الإلكترونية التي تتخذ فيها الكراهية وأوجه التحريض أشكالاً صارخةً، وقال: “سوف نكثف مكافحة جرائم الكراهية وحملات التضليل على الإنترنت أثناء رئاستنا لمجلس الاتحاد الأوروبي، كما يجب أيضاً أن يشعر من يقومون بالتحريض على الإنترنت بالصرامة التامة للقانون في كل مكان بأوروبا”.
وأضاف ماس أن الحكومة الاتحادية ستعمل أيضاً على أن “تنفذ جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي التزامها بوضع إنكار (المحرقة النازية) الهولوكوست تحت طائلة العقاب”.
وتابع ماس أن الأوساط السياسية لا يمكنها أن تحل محل التضامن في مسار الحياة اليومية وأوضح أن التضامن لا ينشأ إلا إذا تصدى كل شخص لمعاداة السامية في الشارع وفي أفنية المدارس وعلى الإنترنت.
وتحل الاثنين الذكرى الـ 75 لتحرير معسكر الاعتقالات والإبادة النازي “أوشفيتس” يوم 27 كانون الثاني عام 1945 على يد قوات الاتحاد السوفيتي السابق. (DPA)[ads3]