‏CNN : تشتهر بسمعتها المثيرة .. تعرفوا على تجربة العيش بمنطقة الضوء الأحمر في أمستردام

لطالما كان حي “دي فالين” في أمستردام، أحد أكثر الأحياء المثيرة للجدل بالمدينة، بفضل نوافذ بيوت الدعارة المُضاءة باللون الأحمر.

ومع ذلك أصبحت المنطقة التاريخية وجهة رائعة في السنوات الأخيرة بفضل الارتفاع الكبير في عدد السياح المتوجهين إلى العاصمة الهولندية في السنوات الأخيرة.

وتقول فيمكي هالسيما، أول عمدة أنثى في أمستردام: “لم تعد فتيات الليل مجرد عامل جذب”، نتيجةً “للسلوك التخريبي” و”المواقف غير الأخلاقية” لبعض السياح، إلى جانب ظهور هواتف مُزودة بالكاميرات، ووسائل التواصل الاجتماعي.

ونتيجةً لذلك، تشهد المنطقة إصلاحاً كبيراً في محاولة لحماية فتيات الليل من الظروف المُهينة، وتقليل تأثير السياحة الجماعية.

وتشارف الجولات السياحية في منطقة الضوء الأحمر على الانتهاء، وتدور الأقاويل حول نقل بيوت الدعارة إلى أحد الأحياء خارج وسط المدينة.

وتعاونت بلدية أمستردام، وهي واحدة من العديد من الوجهات التي تعالج حالياً أزمة السياحة، مع السكان المحليين لإطلاق حملة تستهدف ملايين الزوار كل عام.
وتعد حملة “We Live Here”، جزء من حملة “Enjoy and Respect” في أمستردام، التي تهدف إلى مكافحة السلوك الجامح، مثل التبول في الشوارع أو القنوات، والثمالة، والضوضاء الصاخبة.
ولكن، كيف تكون تجربة العيش فعلياً داخل حي يضم متاجر البضائع الجنسية والسياح الثملين؟

وتعيش مارتين جروين، صاحبة الـ70 عاماً، في منزل يطل على قناة بشارع “Oudezijds Achterburgwal” منذ سنوات عديدة.

وتقول جروين إنها عاشت في منطقة الضوء الأحمر منذ عام 1979، في منزل صغير يُطل على القناة، وعندما ولد طفلها الثاني أصبح المنزل صغيراً للغاية، واضطرت إلى الانتقال.

واشترت جروين مع 5 آخرين مبنى كبير يعود لعام 1450. وفي تلك الأيام، كان الحي يفتقر إلى سمة الأمن بشكل كبير، مع وجود الكثير من مُدمني الهيرويين وتجار المخدرات، بحسب ما قالته.

لذلك ذهبوا جميعاً، بما في ذلك الأطفال، لتعلم فنون الكاراتيه للدفاع عن أنفسهم، واليوم، لم يتبق من سكان المبنى سوى جارها الذي يسكن في طابق آخر في المبنى، حيث يواجهان الكثير من الإزعاج منذ نحو 6 أعوام من جانب السياح الصاخبين.

وتصف جورين وضع الحي في المساء، قائلةً: “لا يمكن المشي في الشوارع بطريقة طبيعية بسبب الحشود، لذا أتجنب الحي ليلاً، فهو لم يعد مُمتعًا كما كان من قبل”.

وتعتقد جورين أنه على المسؤولين نقل منطقة الضوء الأحمر إلى مطار سخيبول أمستردام، وكذلك فتيات الليل.

وتُوضح جورين أنها مسرورة بحظر الرحلات السياحية، وترى أن البلدية لا يمكنها القيام بالكثير ضد السياحة الجماعية.

وانتقلت ساشا كوك (49 عاماً) إلى المنطقة بعد زيارتها بانتظام في سنوات شبابها، وهي الآن تربي ابنها في الحي، وتقول كوك إن الحي تغير للأفضل، لكن عدد الزوار تزايد بشكل كبير.

وتعتقد كوك أن وجود الشرطة سيساعد في ردع المُتسببين في الفوضى، لكن قسم شرطة أمستردام يعاني من نقص كبير في العدد، كما يمكن أن يساعد تغيير سياسات الترخيص للمتاجر في تغيير سمعة منطقة الضوء الأحمر.

ويقول بول فان إغموند، (51 عاماً) الذي انتقل إلى منطقة الضوء الأحمر قبل 15 عاماً، إنه عندما أُتيحت له فرصة شراء شقة، وسط حي الضوء الأحمر، لم يتردّد للحظة.

ويُوضح إغموند أن ابنته، التي ولدت هنا قبل 7 سنوات، تعرفت إلى جميع فتيات الليل، مضيفاً أن جميع السكان يتحلون بالود، بما فيهم أصحاب الحانات، ومتاجر البضائع الجنسية، وفتيات الليل.

ويشير إغموند إلى وجود شيء ما حول هذا المكان، تعجز الكلمات عن وصفه، فهو جميل للغاية، خاصةً عندما يحل المساء، ويملك الكثير من الأماكن المخفية والجذابة.

ويعتقد إغموند أن المشكلة الرئيسة ليست في عدد السياح المتزايد، بل في سلوك بعض السياح، وأوضح إغموند أنه إذا تم إبلاغ الزوار بقواعد السلوك أثناء تواجدهم على متن الطائرة، أو عبر رسالة نصية بمجرد وصولهم إلى المدينة، فسيزيد معدل الوعي لديهم. (CNN)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها