دار أوبرا ألمانية تعتذر عن منحها وساماً للسيسي !
قال هانز يواخيم فراي، رئيس دار “زمبر أوبر” في مدينة دريسدن الألمانية، الذي منح وسام “القديس جورج” للرئيس المصر عبد الفتاح السيسي: “نود أن نعتذر عن هذا المنح للوسام وأن نتبرأ منه، لقد كان منح الوسام خطأ”.
وكان فراي قد برر القرار باختيار السيسي بأن المهرجان يعد فعالية ثقافية وليس سياسية، وأضاف أن الأمر يتعلق بـ”إقامة حوار من خلال لغة الثقافة”، وأشار إلى أن السيسي يدافع في مصر عن الاستقرار وبناء المجتمع، ويعد أيضاً صوتاً لأفريقيا بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي.
وطالب ديرك هيلبرت عمدة مدينة دريسدن الألمانية بإيضاح معايير حصول الرئيس المصري على الوسام، وأعلن هيلبرت أيضًا أنه سيدرس مشاركته في مهرجان دار أوبرا “زمبر أوبر” هذا العام بعد منحه هذا الوسام للرئيس المصري.
ونقل كاي شولتس، المتحدث باسم بلدية المدينة عن العمدة، قوله: “بالنسبة لي، ليس مفهوماً كيف تم هذا التكريم وبناء على أي معايير حدث ذلك”، وأضاف المتحدث أن هيلبرت طلب أيضاً معلومات عن ضيوف الشرف والفائزين بالجائزة المقرر أن يحضروا المهرجان هذا العام والذي سيقام في السابع من شهر شباط القادم.
وأضاف العمدة: “أتحفظ على ذكر إذا ما كنت سأظهر رسميًا في برنامج (المهرجان) كما كان يحدث من قبل، وإذا ما كنت سأشارك مع ضيوفي في المهرجان أم لا”.
وفي السياق نفسه طالب كل من النائب البرلماني كاي غيرينغ، العضو في لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، عن حزب الخضر، وإيرهارد غروندل، الخبير الثقافي، رئيس دار أوبرا “زمبر أوبر” بالعدول عن قرار منح الوسام للسيسي، وذلك أيضاً من أجل تفادي الأضرار التي قد تلحق بدار الأوبرا “المرموقة”، وقالا إن “السيسي مستبد ومعاد للديمقراطية بشكل لا تشوبه شائبة”، وإن منحه الجائزة يعد “إهانة” لجميع المنتقدين السلميين لنظامه.
وأعلن عدد من وسائل الإعلام الألمانية مقاطعة المهرجان كان أولها قناة “MDR”، ثم تبعتها صحيفة “زيكزيشه تسايتونغ” التي كانت على مدى سنوات طويلة شريكًا إعلاميا للمهرجان، حيث قالت مجموعة “DDV” الإعلامية المالكة للصحيفة، على حسابها بموقع تويتر: “إن عدم احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حق التعبير عن الرأي بحرية، لا يتفقان مع موقف دار النشر وفهمها لذاتها، ومع مجالس تحريرها”.
ومن المقرر أن تنظم دار أوبرا زمبر في دريسدن مهرجاناً في السابع من شباط، يشارك في إحيائه مغني البوب، رولاند كايزر، ويوديت راكرس، المذيعة في القناة الأولى بالتلفزيون الألماني، وأنهما أعلنا أنهما يفكران في إعادة التفكير في قرار حضور المهرجان، وذلك كرد فعل على منح الوسام للسيسي، حيث كتبت راكرس على حسابها بموقع تويتر، تقول: “استثارني هذا المنح جداً، وأنا في نقاش منذ ذلك الحين، بصفتي مقدمة الحفل، بشأن ما يجب أن يترتب على هذه الخطوة”، وجاءت تغريدة راكرس عبر موقع تويتر قبل اعتذار فراي.
وقال كايزر عبر حسابه على موقع فيسبوك إن “الحدث الثقافي الصاخب” تحول إلى “حدث سياسي”، مضيفاً أنه ومنذ الإعلان عن منح الوسام للسيسي فإنه “في نقاشات بشأن النتائج المترتبة بالنسبة لي على المنح”.
يذكر أن وفداً من دار أوبرا دريسدن “زمبر أوبر” سلم الرئيس المصري الوسام في العاصمة المصرية القاهرة، الأحد الماضي، على الرغم من الانتقادات الموجهة لذلك.
وكان فراي قد تسبب في الماضي بالفعل في إحداث صخب إعلامي بسبب قرار آخر مثير للجدل، حيث كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عام 2009، ضيفاً للأوبرا وحصل على جائزة منها. (DPA – DW)[ads3]