الأمريكية كريستينا كوش تسجل رقماً قياسياً جديداً في الفضاء

هبطت المركبة الروسية Soyuz التي كانت كريستينا كوش على متنها في مراعي كازاخستان حوالي الساعة 9:12 بتوقيت غرينيتش.

وأمضت كوش 328 يوماً في محطة الفضاء الدولية (ISS)، كاسرةً الرقم القياسي السابق الذي سجلته الأمريكية بيغي وايتسون.

وكان بقاؤها في المحطة أقصر بـ12 يوماً من الرقم الأطول على الاطلاق الذي سجله الأمريكي سكوت كيلي. الأخير كان في المركبة نفسها بين 2015 و2016.

وتجاوزت كوش رقم الـ289 الذي حققته زميلتها الأمريكية وايتسون في 28 من ديسمبر/كانون أول العام الماضي. ولكن عودتها إلى الأرض تضع الحدّ الذي على المسافرين الفضائيين في المستقبل أن يكسروه.

ولا تزال وايتسون تحافظ على الرقم القياسي لأطول وقت تمضيه امرأة في الفضاء، وهو وقت متراكم على مدى ثلاث رحلات فضائية بين 2002 و2017.

وخلال مهمتها، أنجزت كوش 5.248 دورة حول كوكب الأرض وسافرت 223 مليون كيلومتر- ما يعادل 291 رحلة ذهاباً وإياباً إلى القمر من الأرض.

كوش عادت في Soyuz مع عضوين آخرين – رائد الفضاء من وكالة الفضاء الايطالية الأوروبية لوكا بارميتانو ورائد الفضاء الروسي أليكساندر سكفورتوف. وهبط الثلاثة بالقرب من جزقازغان في مركز كازاخستان.

وقالت كريستينا كوش للصحافيين خلال اتصال مباشر من محطة الفضاء الدولية، بحسب ما اوردت “هيئة الإذاعة البريطانية”:” بالنسبة لي، الأمر يتعلق بالشرف الذي أشعر به في اتباع خطوات أبطالي”.

وأضافت قائلة:” بالنسبة لي، كان مهماً أن أرى أشخاصاً أجد فيهم انعكاساً لنفسي، يكبرون، حين كنت أتصور في ما يمكنني أن أقوم به في حياتي وما هي أحلامي. أن أكون مصدر إلهام لأحدهم هو شرف بحد ذاته”.

وتابعت كوش قائلة إنها أرادت أن تلهم الجيل المقبل من مستكشفي الفضاء.

وفي 18 اكتوبر/تشرين أول الماضي قامت كوش بأول عملية سير نسائية صرفة في الفضاء على الاطلاق إلى جانب مواطنتها جيسيكا ماير.

مستعيدةً الحدث التاريخي مع ماير، قالت كوش لـ”أن بي سي نيوز”: حين تلقينا في البداية إشارة الانطلاق من غرفة الضغط، ثم خرجنا وكنا نسند على درابزين ثم انتبهنا فجأة لبعضنا البعض. علمنا إلى اي مدى كانت هذه اللحظة مميزة، ولن انسى هذا مطلقاً”.

وبعد ذلك قامت كوش وماير بعمليتي سير في الفضاء معاً، في 15 و20 يناير/ كانون ثاني الماضي.

وكانت رائدة الفضاء االسوفيتية سفيتلانا سافيتسكايا أول امرأة سارت في الفضاء خارج محطة الفضاء Salyut 7 لأكثر من ثلاث ساعات مع رائد فضاء رجل هو فلاديمير جانيبيكوف في 25 يوليو/تموز 1984.

وكانت كوش قد قالت سابقاً إن رحلتها الى الفضاء قد تساعد وكالة الفضاء الأمريكية على فهم تداعيات رحلات الفضاء طويلة الأمد، في وقت تسعى فيه ناسا إلى إعادة رواد فضاء إلى القمر عام 2024.

وتُعدّ كوش عضواً محتملاً في رحلة العودة الأولى تلك.

وخلال وجودها في محطة الفضاء الدولية ، خضعت كوش إلى تجربة البروتيين على نفسها كجزء من مشروع يمكن أن يكون له نتائج على علاج السرطان. إلى ذلك، كان هناك أوقات راحة ضمت ليالي كاريوكي مع أعضاء الفريق الاخرين.

وقالت كوش إنه بين الأمور التي ستفتقدها خلال إقامتها في المحطة الفضائية، هي الحرية التي وفّرتها لها الحاذبية الصغرى “انعدام الوزن”. وفي مقابلتها، استعرضت كوش إدارة جسمها 180 درجة، موضحةً بالقول: “إنه أمرٌ مسلٍّ جداً أن تكون في مكان حيث بإمكانك أن تقفز متى أردت بين السقف والأرض”.

ولم تجتز كوش فقط علامة وايتسون في رحلتها الفضائية، ولكنها أيضاً كسرت رقمي حاملَي المرتبتين الخامسة والسادسة لأطول رحلات وهما الروسيين يوري رومانينكو وسيرغي كريكاليف.

ولا يزال حامل أطول رحلة فضائية على الإطلاق هو الروسي فاليري بولياكوف الذي أمضى أكثر من 437 يوماً خارج محطة مير السوفيتية ولاحقاً الروسية من 8 يناير/كانون ثاني 1994 إلى 22 مارس/آذار 1995.

كانت كوش قد انطلقت الى محطة الفضاء الدولية في 14 مارس/آذار من العام الماضي. وكان مقرراً ان تبقى في القاعدة لمدة 6 اشهر، ولكنه جرى تمديد الفترة إلى ابريل/نيسان 2019 بسبب مشاكل في جدولة الرحلة.

وتجد الإشارة إلى أن كوش ولدت في ميتشيغان ونشأت في نورث كارولاينا، وتحوز شهادتين في الفيزياء والهندسة الكهربائية.

وكان من المقرر أن تكون كوش واحدة من اثنتين تؤديان أول عملية سير نسائية صرفة في الفضاء في مارس/آذار الماضي، وذلك بعد وقت قليل بعد الوصول إلى المحطة الفضائية. ولكن مشكلة تقدير تتعلق بالبدلة الفضائية الفضائية لزميلتها في ناسا آن ماكلين أجبرتها على تكليف شخص آخر من أعضاء الفريق بالسير، وهو نيك هاغ.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها