أنتاركتيكا تحطم الرقم القياسي لأعلى درجة حرارة مسجلة
سجلت القارة المتجمدة الجنوبية في مارس من العام 2015 أعلى درجة حرارة عندما بلغت في ذلك الوقت 17.5 درجة مئوية، واعتبر حينها رقما قياسيا غير مسبوق.
وفي السادس من الشهر الجاري، سجلت درجة الحرارة في إسبيرانزا، محطة الأبحاث الأرجنتينية في القارة، قراءة بلغت 18.3 درجة مئوية، أي أعلى بنحو 0.8 درجة عن القراءة السابقة، ما يعني أن ارتفاع درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية يحدث بشكل أسرع بكثير من المتوسط العالمي.
وكشفت تغريدة من وكالة الأرصاد الجوية الأرجنتينية، الجمعة، عن سجل درجات الحرارة المسجلة، حيث تعود بيانات درجات الحرارة في المحطة إلى عام 1961، بحسب ما ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية.
وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تعد القارة القطبية الجنوبية، المنطقة القريبة من أميركا الجنوبية، واحدة من أسرع الأماكن التي ترتفع فيها درجة حرارة الأرض، حيث زادت حرارتها بمقدار 3 درجات مئوية تقريبا على مدار الخمسين عاما الماضية، وجراء ذلك، بدأت جميع الأنهار الجليدية في المنطقة تقريبا بالذوبان.
وتحطم القراءة التي سجلت في إسبيرانزا الرقم القياسي للقارة القطبية الجنوبية، مع العلم أن الرقم القياسي لمنطقة القطب الجنوبي، أي في كل مكان جنوبي خط العرض 60 درجة، هو 19.8 درجة مئوية، وتم تسجيله في جزيرة سيغني البريطانية في يناير 1982.
وقال عالم المناخ بجامعة فيكتوريا في ولنغتون جيمس رينويك، الذي كان عضوا في لجنة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المخصصة التي تحققت من السجلات السابقة في أنتاركتيكا، لصحيفة “غارديان” إنه من المحتمل أن تستأنف اللجنة مراجعة سجل إسبيرانزا الجديد.
وأضاف، وفق ما اوردت قناة “سكاي نيوز”: “بالطبع لا بد من التحقق من السجل، ولكن في انتظار تلك الفحوصات، يبدو إنه سجل صالح تماما وأن محطة تسجيل الحرارة يتم صيانتها جيدا”.
وكشف أن هذا الارتفاع في درجة الحرارة في المنطقة “علامة على الاحتباس الحراري الذي يحدث هناك”، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع في الحرارة أسرع بكثير من المتوسط العالمي.
وأوضح رينويك أن درجات الحرارة المرتفعة في المنطقة تميل إلى أن تتزامن مع رياح شمالية غربية قوية تتحرك أسفل المنحدرات الجبلية، وهي سمة من سمات أنماط الطقس المحيطة بإسبيرانزا في الأيام الأخيرة.
وأشار إلى أن هناك أنماطا مناخية معقدة في المنطقة، لكن قراءة إسبيرانزا كانت على الأرجح مزيجا من التقلبات الطبيعية والاحتباس الحراري الناجم عن ارتفاع مستويات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
يشار إلى أن أدنى درجة حرارة سجلت في أنتاركتيكا، وفي أي مكان على الأرض، كانت في محطة فوستوك الروسية، عندما انخفضت درجات الحرارة إلى 89.2 درجة مئوية تحت الصفر وذلك في 21 يوليو 1983.[ads3]