” البحث عن الوطن التاريخي ” .. العودة إلى ألمانيا
تعتبر ألمانيا من الدول التي تشجع على عودة مواطنيها والأشخاص الذين تعود جذورهم لها، حيث يوجد في القانون الألماني عدد من البرامج التي تشجع على العودة وتقدم عدداً من التسهيلات لهذا الأمر.
ووفقاً للقانون الألماني، فإن الألمان هم المواطنون الذين يعيشون في البلد والدول الأخرى التي تعود جذورهم لألمانيا.
ويوجد في القانون عدد من القوانين التي تشجع عودة هؤلاء الأشخاص “اللاجئين أو المنفيين”، حيث يمكن لأحفادهم العودة إلى وطنهم التاريخي بإجراءات مبسطة، وبفضل هذه البرامج الحكومية تم إعادة توطين حوالي مليون مهاجر من خارج ألمانيا.
وفي مقابلة مع شبكة “سبوتنيك” الروسية، روى مواطن ألماني قصة عودته إلى أرض الأجداد.
دميتري الذي انتقل مع والديه من أوكرانيا إلى ألمانيا في عام 2004، يعيش الآن في مدينة شنيبيرغ، بولاية ساكسونيا.
تحدث دميتري عن بداية التفكير بالعودة إلى أرض الأجداد والخطوات التي قاموا بها، قائلاً: “والدي من العرق الألماني، وأراد منذ زمن بعيد العودة والانتقال الى ألمانيا ويوجد لدينا جذور ألمانية، والكثيرون يعرفون ذلك، كما انتقل أقاربنا في وقت سابق ليتواصل أبي معهم لمعرفة الإجراءات، حيث كان لابد من إظهار المستندات والوثائق التي تؤكد الأصول الألمانية لنا”.
وتابع: “بالفعل قدم أبي ووالدة جدتي جميع الأوراق الثبوتية، وبعد مرور 5 سنوات تم دراسة أوراقنا وطلبنا، لنتلقى دعوة رسمية للعودة الى ألمانيا، وكان عمري وقتها 10 أعوام، وانتظرنا سنةً كاملةً للحصول على إذن رسمي للعودة لنشتري التذاكر ولنغادر الى ألمانيا”.
تحدث دميتري عن الأشهر الأولى في ألمانيا، قائلاً: “وصلنا في البداية الى مخيم خاص، بدا لي أكثر نظافة وتنظيما من قريتي في أوكرانيا، فالشوارع نظيفة والملاعب كبيرة والمباني جميلة، وعشنا هناك لمدة أسبوع، في الوقت الذي كان أبي يرغب بأن ننتقل الى بافاريا أو الى الجنوب، الا انه تم نقلنا الى ولاية سكسونيا، حيث عشنا هناك في نزل خاص لستة أشهر بينما أكملت الدولة جميع الأوراق الثبوتية لإصدار الجنسية، كما يحظر علينا مغادرة البلاد”.
بعد إعطاء الجنسية الألمانية تقوم الحكومة بتقديم عروض خاصة لدراسة اللغة والأعمال المهنية، حتى يستطيع المهاجرون الانطلاق والاعتماد على أنفسهم، وأضاف دميتري بأنه خلال مرحلته الدراسية قدمت الحكومة مساعدات مالية، حيث كان بإمكاننا شراء الكتب والمشاركة في الرحلات، كما وتحاول الحكومة مساعدة الأطفال، وهذا يعتبر جزء من السياسة الاجتماعية”.
وأضاف: “بعد التخرج يمكن الإلتحاق بالكليات أو الجامعات من خلال برامج المنح الدراسية، لكن في البداية ستقوم لجنة تابعة للمؤسسة التعليمية بدراسة الوضع المالي والمادي للأسرة، حيث ستقوم لاحقا بتغطية جميع أعباء فترة الدراسة”.
وحول التكيف مع المجتمع الجديد، قال دميتري: “عملية التكيف ليست سهلة فقد جئت لبلد وثقافة جديدين وأنا في مرحلة المراهقة، ففي البداية كان تعلم اللغة صعباً، مقارنةً بمعرفتي بعدد من اللغات الأخرى، في الوقت الذي بدأت فيه تعلم اللغة قبل الرحيل لألمانيا، حيث عملت جاهداً على تعلم اللغة لأتقنها بسرعة، على عكس الكثير من أقاربي الذين استخدموا اللغة الروسية لفترة طويلة، لأتعلم القواعد بشكل أفضل من الكثيرين”.
تحدث دميتري عن بعض الأمور التي تساهم بشكل ما في التأقلم بالمجتمع، قائلاً: “تلعب ألقاب عائلات العائدين دورا في التأقلم، حيث يكون تقبل العائلات التي تحمل ألقابا ألمانية أسهل من غيرها في المجتمع”.
في الوقت الذي أذكر بأن الكثير من أطفال العائدين عانوا من أسماء عائلاتهم وجعلهم ذلك في حالة من الصدام مع الأطفال الألمان في المدرسة.
حالياً أشعر بأنني أصبحت ألمانيا بسبب تأثري بالبيئة المحيطة، ولكي تصبح ألمانياً يجب عليك تقبل الثقافة والعقلية الألمانية، لتحظى بعدها باحترام المجتمع”. (SPUTNIK)[ads3]