هل يؤثر نظامك الغذائي على الرغبة الجنسية لديك ؟
يمثل عيد الحب “فالنتاين”، مناسبة لاستخدام الطعام لإظهار مدى تقديرنا وإعجابنا بشخص ما. فعادة ما نخوض تجربة عشاء رومانسي في مثل هذه المناسبة وسط علب للشوكولاته مصممة على شكل قلوب، وزجاجات الشمبانيا، سواء كنا على علاقة طويلة الأمد، أو في بداية علاقة عاطفية، أو مجرد محاولة لإثارة إعجاب شريك محتمل.
ولا يتعلق الأمر بأداء الشخص في المطبخ فقط، فثمة ضغط قد يؤثر على “الأداء” في غرفة أخرى من المنزل أيضاً، هي غرفة النوم.
هل يمكن ربط الأمرين معاً؟ إذا قمت بإعداد الوجبة المثالية بانتظام، فهل سيساعد ذلك في أن تصبح أنت وشريكك في مزاج أفضل أم سيسبب انخفاضاً في الرغبة الجنسية لديكما؟
تحدثنا إلى ليلى فرودشام، الطبيبة الاستشارية في مجال الطب النفسي والجنسي والمتحدثة باسم الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، لاكتشاف المزيد عن العلاقة بين النظام الغذائي والرغبة الجنسية.
تأثير الحياة الحديثة
إذا كنت تمارس الجنس أقل مما ترغب، فلست وحدك في ذلك، ثمة انخفاض في عدد الأشخاص الذين يمارسون الجنس بانتظام، وفقا لبحث نُشر في المجلة الطبية البريطانية في العام الماضي، أشار فيه نصف النساء وحوالي ثلثي الرجال ممن شملهم الاستطلاع أنهم أرادوا ممارسة المزيد من الجنس
إذاً، ما سبب انخفاض الرغبة الجنسية؟
تقول فرودشام: “من بين المواضيع الأكثر شيوعاً التي أراها في عملي هي مشكلات العلاقة العاطفية وضغوط التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية”.
وتضيف: “لدى النساء، يحدث ذلك في الغالب نتيجة لانقطاع الطمث وجفاف المهبل واضطرابات جنسية مؤلمة”.
وتتابع: “بيد أن السبب الأكثر شيوعاً للمشاكل الجنسية هو اضطرابات القلق. وثمة طرق لإدارة كل ما سبق ذكره، ويتوجب على أي شخص يعاني من القلق أو انقطاع الطمث، زيارة الطبيب الذي سيوجههم بدوره نحو الخدمة الصحية المناسبة لهم”.
هل يؤثر نظامك الغذائي على مسببات انخفاض الرغبة الجنسية؟
وبحسب ما اوردت “هيئة الإذاعة البريطانية”، لا ترى فرودشام أن النظام الغذائي السيئ يمثل أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض الرغبة الجنسية، إلا أنها تعتقد أنه قد يكون عرضاً لأحد الأسباب الرئيسية، مما يزيد من أثر المشكلة، فالقلق والتوتر يؤثران بلا شك على اختيارات الطعام لدينا، مثلما يفعل الإرهاق ونوبات العمل. إنها تزيد من احتمالية تناولك لطعام غير صحي تقلل قدرة الأشخاص على التخطيط للوجبات. وغالباً ما تكون الخيارات المتاحة أمامهم من الأطعمة الجاهزة، غنية بالدهون والملح والسكر والكربوهيدرات المكررة.
كما يساهم الإجهاد في النضوب السريع للمغنيسيوم، وهو معدن يمكن أن يسهم في تحفيز الرغبة الجنسية.
أما الوجبات الغذائية الغنية بالسكر، فتشجع على تخزين الدهون التي يمكن أن تؤثر على نظام الغدد الصماء عن طريق إنتاج الأوسترون (هرمون الاستروجين) من مخزن الدهون. وهذا يقلل من الرغبة الجنسية، لأنه يزيد إنتاج الغلوبيولين (أحد بروتينات بلازما الدم) المرتبط بالهرمونات الجنسية، والذي يزيل الأندروجينات (مجموعة من الهرمونات) التي تعزز الرغبة الجنسية.
وفي الوقت الذي يتعامل فيه بعض الأشخاص مع الإجهاد من خلال الإفراط في تناول الطعام، يستخدم آخرون الطعام كوسيلة للتحكم بأنفسهم عندما يشعرون أن الأمور أصبحت خارجة عن إرادتهم، فلا تعود أجسادهم تحتوي سوى القليل من الدهون، كما يفرطون في ممارسة التمارين الرياضة، فالنساء اللائي يعانين من فرط التمارين الرياضية، يعانين من نقص الوزن، سيواجهن في الغالب انخفاضاً في مستويات الهرمونات، إذ أن الهرمونات الجنسية تُصنع من الدهون. ومن المهم إيجاد توازن جيد وصحي بين النظام الغذائي وممارسة التمارين، لضمان الرغبة الجنسية الجيدة والخصوبة”.
هل هناك علاقة أكبر بين النظام الغذائي والرغبة الجنسية؟
توضح فرودشام الأمر بالقول: “نعم، أرى الكثير من المرضى الذين يعانون من سوء التغذية وقلة التمارين الرياضية، غير راضين عن أجسادهم ولا يرغبون في خلع ملابسهم أمام شركائهم”.
وتضيف: “يشعر الكثيرون أيضاً بالتوتر الشديد جراء العمل لساعات طويلة وعودتهم متأخرين إلى منازلهم، فيتناولون وجبات طعام جاهزة، وغالباً ما تحفل أمسياتهم بالدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وقراءة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل. وكل ذلك يخفض من احتمالية أن يكونوا قادرين على ادخار وقت للتواصل مع شركائهم بعلاقة حميمية والاستمتاع معهم”.
ما هي الأطعمة التي يُمكن أن تُسهم في تحفيز الرغبة الجنسية الجيدة؟
تتحدث البحوث والتقارير عن الكثير من المواد التي تحفز الرغبة الجنسية، ولكن هناك القليل من الأدلة لدعم هذه الادعاءات. ومع ذلك، ثمة من يربط بين بعض الفيتامينات والمعادن والخصوبة.
نرى هذا مع إحدى الوجبات المفضلة في عيد الحب: “المحار غني بالزنك، وهو أمر ضروري لإنتاج الحيوانات المنوية. بالطبع، يشبه المحار عضو المرأة التناسلي، وقد يكون ذلك السبب وراء وصفه بأنه مثيرٌ للرغبة، إذ نادراً ما توصف الأطعمة الأخرى الغنية بالزنك مثل بذور اليقطين، على هذا النحو، كما تقول فرودشام.
ويشجع عدد من الأطعمة على إنتاج الدوبامين، وفقاً للدكتورة فرودشام، وتشمل: “الفواكه والخضروات الطازجة، وخاصة التوت الأزرق البري والأفوكادو والهليون”.
وتوصي فرودشام أيضاً بالأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، والتي تعد “ضرورية لإنتاج وتنظيم الهرمونات وجزءاً أساسياً من النظام الغذائي الجيد. ومن الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، المكسرات والبذور والخضروات الورقية”.
ماالذي يمكنك فعله لتحسين الرغبة الجنسية لديك؟
تقول فرودشام: “من المهم رعاية الصحة العقلية ويمكن تحقيق ذلك عن طريق الحد من القلق مع ممارسة تمارين اليوغا والتركيز والنوم بشكل كافٍ وضمان قضاء أوقات بعيدة عن العمل”.
ومن المهم أيضاً “قضاء بعض الوقت مع شريك حياتك خالصاً بدون أي منغصات، ويفضل أن يتخلل ذلك ملامسة جسدية بما يرفع مستويات الأوكسيتوسين الذي يسهم في تحفيز الرغبة الجنسية، على الرغم من أن هذه قد لا تبدو الطريقة الرومانسية المثلى لضمان تحفيز الرغبة الجنسية لديك”.
وتختم الدكتورة فرودشام نصائحها بشرح كيفية تنظيم حياتك بما يساعد في تحقيق مبتغاك قائلةً: “فكر في جدولة وقت مناسب لممارسة الجنس حتى لا تغفل ذلك” في زحمة مشاغلك.[ads3]