جزر آمنة لمنع كردستان ثانية

شكلت الحملة العسكرية والأمنية التي باشرتها السلطات التركية ضد «داعش»، «تحوُّلاً» في موقف أنقرة من التنظيم المتطرّف، وتتويجاً لتفاهمات بين أنقرة وواشنطن، تضمّنت إقامة «جزر آمنة» في شمال سورية، تحول دون قيام كردستان مترابطة، في مقابل بدء تركيا إجراءات في حق حوالى 15 ألف شخص يُشتبه في كونهم مقاتلين أجانب سُلِّمت أسماؤهم إلى أنقرة، والسماح باستخدام مقاتلات التحالف الدولي – العربي قواعد عسكرية تركية بينها «إنجرلك» في الحرب على «داعش».

وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ «الحياة» أن «التحوُّل» في الموقف التركي سيكون محورياً في اجتماع النواة الصلبة للتحالف والمقرر في كيبيك بكندا بعد يومين، موضحاً أن هذا التحوُّل جاء بعد مفاوضات طويلة وتنازلات متبادلة بين أنقرة وواشنطن.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان رفض الدخول في الحملة ضد «داعش» ما لم يكن ذلك ضمن «رؤية استراتيجية» تتضمن تغيير النظام السوري، باعتباره «مغناطيس جذب للمتطرفين». إذ اقترحت أنقرة حظراً جوياً شمال خط العرض 35.5 شمال سورية و «مناطق آمنة» للنازحين، تكون محظورة على القوات النظامية و «داعش» ومقاتلات النظام. وأقر الجنرال جون آلن منسّق التحالف هذه الخطة، لكن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن رفضها، بدعم من الرئيس باراك أوباما لاعتقاده بأن تنفيذها «يستفز» إيران والمفاوضات النووية آنذاك، إضافة إلى أن فرض تلك المناطق يتطلب بلايين الدولارات ونشر 50 ألف جندي.

وأوضح المسؤول أن دولاً غربية سلّمت أنقرة قوائم بحوالى 15 ألف شخص أجنبي من 90 دولة يُشتبه في دخولهم تركيا للانضمام إلى «داعش»، و17 في المئة منهم من دول غربية، فيما قالت مصادر روسية ل «الحياة» أنه في بداية 2013، كان تقدير الاستخبارات الروسية أن عدد المقاتلين من دول الاتحاد السوفياتي السابق حوالى 250 عنصراً، لكنه ارتفع إلى ألفي عنصر بينهم 1500 من الشيشان و200 روسي.

وأشار المسؤول إلى زيارة كريستين ورموث مساعدة وزير الدفاع والجنرال آلن أنقرة في 8 تموز (يوليو) الجاري، لوضع لمسات على التفاهمات، لافتاً إلى بقاء الطرفين حذرين إلى حين اتصال أوباما بالرئيس رجب طيب أردوغان لمباركته قبل يومين. وتضمّنت التفاهمات إقامة «جزيرة آمنة» من جرابلس على الحدود السورية – التركية إلى مدينة مارع معقل «لواء التوحيد»، تحول دون ربط الأقاليم الكردية الثلاثة، خصوصاً عين العرب (كوباني) وعفرين و «منع إجراء تغيير ديموغرافي يؤسس لقيام كردستان سورية»، في مقابل موافقة أنقرة على عدم وجود متطرفين، تحديداً من «النصرة» و «داعش» في هذه «الجزيرة».

وحصلت تركيا أيضاً على «تفويض أكبر» لاستخباراتها في اختيار مقاتلي المعارضة ضمن برنامج التدريب والتسليح التابع للبنتاغون لتدريب خمسة آلاف عنصر سنوياً، ذلك أنه لم يستقطب سوى 55 مقاتلاً بعد انسحاب 150 آخرين لرفضهم توقيع ورقة تضمنت تعهداً بعدم قتال قوات النظام والاكتفاء بقتال «داعش».

وبعدما سمحت أنقرة باستخدام طائرات استطلاع من قاعدة «أنجرلك» نتيجة ضغوط أميركية، سمحت لمقاتلات التحالف باستخدام عدد من القواعد بينها «إنجرلك» ب «التنسيق» مع الجيش التركي و «عند الضرورة».
وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة في بيان أنه يرحب ب «بدء العمليات العسكرية من جانب الجارة تركيا، باعتبارها تأتي في سياق وقوف أنقرة إلى جانب الشعب السوري ومطالبه المحقة».
ميدانياً، تمكّن المقاتلون الأكراد من طرد «داعش» من حي النشوة الغربية في جنوب مدينة الحسكة شرق سورية، في وقت قال ناشطون أن التنظيم فجّر ثلاث عربات في ريفي الرقة وحلب أمس.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫6 تعليقات

  1. مؤامرة لتفتيت الوطن العربي على اسس قومية وعرقية واثنية ومذهبية – الجحاش الكراد حاشى الشرفاء منهم اول الراكبين على حصان الاوهام الامريكي

  2. كما قلنا سابقاً و لمن فاته أن كل سياسات أنقرة تقوم على مبدأ واحد و هو عدم قيام أي قائمة للأكراد أينما كان! و كل ما عدا ذلك لا بأس به و يمكن مسايرته و العيش معه! و لكن فاتها الفطار لسبب واحد وجيه أن الغرب على وشك الانهيار الافتصادي و يحتاج إلى مصادر رزق جديدة بعد أن نفد ما شفطه من أيام الاستعمار! و ليس هناك سبيل إلى ذلك إلا بسايكس بيكو جديدة و حروب مديدة حتى تهرب كل الرساميل إلبه و تصب كل مخزونات البنوك في المنطقة في بنوكها مرة اخرى لشراء الأسلحة و يصبح الغرب قبلة الجميع كما كان و تعود الأمور إلى مجاريها كما كان سابقاً! فما الحل بالنسبة لشعوب المنطقة لمنع ذلك؟؟ أعتقد أول طرق إزالة التوتر هو أن يعي الجميع أنهم بحاجة إلى تقبل الآخر و إيجاد صيغة جديدة للتعابش مبنية على أن المنطقة تسع الجميع مهما اختلفوا و أن سيطرة أحد الأطراف مهما كان قوياً لن يدوم!! على العرب و الترك و الفرس و غيرهم أن يفهموا أنهم الأقرب إلى البعض و مهما قدموا لبعضهم البعض أقل من الخسائر التي قد تنتج عن عدم تقبلهم لبعضهم البعض! و أنهم بذلك يقطعوا الطريق على الغريب أن يتلاعب بأي منهم ليكون مطية للمؤمرات! أما أسلوب الإنكار المتبع من بعضهم الآن ضد بعض أثبت فشله و لن يؤتي باي نتيجة سوى الدمار للجميع!

  3. الله سبحانه وتعالى بكرمه أنعم علينا:
    ببلاد رائعة الجمال
    وفيها مصادر ثروات خيرات وفيرة من نفط وغاز وحقول زراعية وطبيعة خلابة
    وموارد بشرية شابة هائلة تسمح بنشوء أرقى وأقوى الدول اقتصاديا وصناعيا وسياسيا

    ولكن للأسف ابتلينا بحكام طغاة سفهاء مجرمين يعتقدون انهم آلهة وأن لهم الحق أن يحكموا العباد وينهبوا البلاد الى الأبد دون رقيب ولا حسيب ومن يعارضهم ولو بكلمة واحدة فالاعتقال والتعذيب ثم الموت سيكون مصيره المحتوم…

    إضافة الى أحزاب وجماعات متطرفة نشأت نتيجة الحكم الظالم والفاسد كحزب البعث العربي وحزب العامل الكردستاني وتنظيم داعش الإرهابي وكل هؤلاء لايهمهم سوى تحقيق مصلحة جماعاتهم ولو على حساب خراب البلاد وقتل العباد..

    لاحل الا بثورة شاملة ضد الحكام الطغاة ومخلفاتهم الفكرية من كل الأحزاب والتنظيمات المتطرفة وإقامة حكم ديموقراطي عادل يحترم معتقدات ومصالح الجميع وإقامة دساتير يصيغها الأغلبية وتحترم فيها كافة حقوق الأقليات لبناء مجتمع حر ديموقراطي تمتزج فيها جميع مكونات الشعوب وتختفي فيه العصبيات والتطرف ويعيش فيه الجميع من كل الأديان والاعراق في حرية وكرامة.

  4. الأكراد إخواننا في الدين واخواننا في الوطن واخواننا في الإنسانية..

    أكثر الناس مودة للعرب وأقربهم في الفكر والثقافة هم الأكراد ولكن للأسف وجود أحزاب متطرفة قذرة في الفكر والتوجهات والاجرام كحزب البعث “العربي” الإرهابي الذي تدعمه ايران وحزب العمال “الكردستاني” الإرهابي الذي تدعمه أمريكا أوجدا شرخا كبيرا بين العرب والكورد لتقسيم المنطقة واشعال فتنة عربية-كوردية الخاسر فيها هم الجميع تنفيذا لمصالح أمريكية – إيرانية قذرة ومن يدور في فلكهم من علمانيين وعلويين الذين لايريدون أي تقارب بين المسلمين السنة من عرب وكورد بل ويتمنون ويسعون دائما للايقاع بينهم تحت مسميات قومية متطرفة لاتجلب سوى الفرقة والدمار..

    مالمانع بأن يعيش الكورد والعرب معا في وطن واحد يعيش فيه الجميع في حريو وكرامة ومساواة وازدهار..

    اللهم ألف بين قلوب المسلمين من عرب وكورد وأفضح واخذل أعداءهم وكل من يريد بهم شرا.

    1. ولكن للأسف وجود أحزاب متطرفة قذرة في الفكر والتوجهات والاجرام كحزب البعث “العربي” الشوفيني وحزب الاخوان المسلمين الارهابي القذر

  5. الشخص الذي رسم هذه الخريطة نسي أن يضم دمشق أيضا إليها فهناك توجد أيضا حارة للأكراد و في اللاذقية أيضاً