ألمانيا : سياسيون يحذرون من ” وقوع أزمة لاجئين جديدة على غرار 2015 “
طالب نوربرت روتغن، رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، بإعادة النظر في اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع تركيا حول اللاجئين.
وقال روتغن: “إما أن نساعد، نحن الأوروبيون، اللاجئين الذين هم في تركيا بالتعاون معها، أو يأتي إلينا اللاجئون الذين أجبروا على النزوح”.
وأضاف المسؤول الألماني، في حوار مع القناة الألمانية الأولى (ARD) صباح الاثنين: “لذلك نحتاج إلى نسخة جديدة من الاتفاق (بين الاتحاد الأوروبي وتركيا)”.
وقال روتغن إنه يجب تقديم مساعدة مالية “عاجلة جداً” لمساعدة اللاجئين في تركيا، كما طالب روتغن أوروبا بممارسة المزيد من الضغوط على روسيا بشأن النزاع في سوريا، وقال “يجب أن نمارس ضغطاً سياسياً وضغطاً اقتصادياً واضحاً على روسيا”، لأنها “من الناحية السياسية لاعب حاسم”.
وانتقد المسؤول الألماني الموقف الأوروبي، بقوله: “إننا نتجاهل الأمر ونتحرك حين يكون الضرر قد وقع”، وأضاف أن كل ما يحدث الآن “كان متوقعاً قبل أسابيع”.
كذلك دعا أرمين لاشت، المرشح لرئاسة حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الاتحاد المسيحي الديمقراطي، لعمل أوروبي متضافر وعاجل من أجل تخفيف حدة الوضع بالنسبة لأزمة اللاجئين على الحدود التركية-اليونانية.
وقال لاشت الذي يشغل منصب رئيس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا، غربي ألمانيا، على هامش زيارته لإسرائيل، الأحد، إن أوساط السياسة الخارجية الأوروبية ومنسق الشؤون السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يجب أن يؤثروا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال الأيام القادمة من أجل التوصل لحلول إنسانية.
وشدد لاشت على ضرورة الحيلولة دون أن “يتم استخدام اللاجئين كوسيلة ضغط مثلاً ضد ألمانيا وأوروبا”.
وأشار السياسي الألماني البارز إلى أن روسيا وتركيا بصفة خاصة يمثلان أطرافاً فاعلةً خارجيةً “تتسبب في تهيئة وضع حول إدلب ينشأ عنه حركات لجوء جديدة”، وأضاف أن الأطراف الفاعلة “التي تتسبب في تصعيد الحرب الأهلية في سورية، لا سيما على حساب الناس، يجب التواصل معها بسبل دبلوماسية”.
وحذرت البلديات في ألمانيا من تكرار أزمة عام 2015 وطالبت الاتحاد الأوروبي بإعادة تفعيل اتفاقية اللجوء مع تركيا.
وقال رئيس اتحاد المدن والبلديات في ألمانيا، غيرد لاندسبيرغ: “يجب عدم تكرار ما حدث عام 2015، فهذا يتجاوز طاقة البلديات”.
وأضاف في تصريحات لصحيفة “نوي أوسنبروكر تسايتونغ” الألمانية، الاثنين، بأن اندماج اللاجئين الذين أتوا إلى ألمانيا من قبل “لم ينته بعد”، وشدد لاندسبيرغ على ضرورة تواصل الاتحاد الأوروبي مع تركيا “بسبب الأوضاع الراهنة يجب على الاتحاد الأوروبي إعادة تفعيل اتفاقية اللجوء بسرعة مع تركيا، وتقديم المزيد من المساعدات إذا تطلب الأمر ذلك”.
في حين طالبت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر في ألمانيا، كاترين غورينغ إيكاردت باستقبال مزيد من اللاجئين، وقالت في تصريحات لصحيفة “زاربروكر تسايتونغ” الألمانية، الاثنين، هناك الكثير من البلديات “التي لديها الإمكانية وأعلنت استعدادها لاستقبال مزيد من اللاجئين، يجب أن نستغل ذلك”.
وأضافت البرلمانية الألمانية: “اللاجئون في تركيا يحتاجون لمساعدات الاتحاد الأوروبي” والتصعيد الحالي في شمال غربي سوريا سيدفع آلافاً آخرين للنزوح، كما طالبت غورينغ إيكاردت، بإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومتين البلغارية واليونانية بشأن أزمة اللاجئين الجديدة، وكذلك طالبت هي أيضاً أوروبا، بزيادة الضغط على أطراف النزاع في سوريا بما فيها فرض عقوبات على روسيا أيضاً.
كما أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتصالاً هاتفياً، الأحد، مع رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف بسبب الوضع المتوتر على الحدود بين بلغاريا وتركيا.
وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، إن موضوع الحديث الهاتفي كان منصباً على تفاقم الوضع، وأضاف أن ميركل وبوريسوف اتفقا على ضرورة إجراء محادثات سياسية عاجلة مع تركيا في ظل الوضع القائم.
هذا وكانت تركيا قد أعلنت فتح حدودها أمام اللاجئين باتجاه الاتحاد الأوروبي، وعلى إثر ذلك عززت اليونان وحداتها بطول الحدود مع تركيا.
ولحسب بيانات الأمم المتحدة، فهناك نحو 13 ألف مهاجر عالقين على الجانب التركي في ظل جو بارد، وتفيد التقارير الأولية بأن الوضع على الحدود البلغارية التركية هادئ. (AFP – DPA – KNA – DW)[ads3]