سوتشي الأمر الواقع .. جنوب الطريق الدولي ساقط و عملية درع الربيع انتهت

نستطيع القول اليوم أن ما تم الاتفاق عليه في سوتشي 2018 قد تم تطبيقه بحذافيره رسمياً، ومعه انتهت -نظرياً- العمليات العسكرية التركية وذهبت الوعود أدراج الرياح، وانتهت كذلك العمليات العسكرية للنظام.

وزير الخارجية التركي قال اليوم إن “جنوب الطريق الدولي M4 سيخضع للرقابة الروسية وشماله سيكون تحت رقابتنا” ما يعني أن المناطق الجنوبية التي ما زالت تحت سيطرة الفصائل هي بحكم الساقطة في ظل الوجود الروسي (النظامي) وهذا أيضاً يعتبر جزءاً من اتفاق سوتشي بشكل أو بآخر.

أردوغان بدوره قال إن وقف إطلاق النار يسير بشكل جيد رغم أنه مؤقت وأنه يتمنى أن يتحول إلى دائم، ما يعني تراجعاً صريحاً عن توعده بطرد النظام من المناطق التي تقدم إليها إن لم يتراجع من تلقاء نفسه، ما يعني بالتالي أن عملية “درع الربيع” انتهت.

لا إشارة تركية صريحة إلى مصير مئات الآلاف من النازحين الذين تم تهجيرهم بفعل تقدم النظام في إدلب، ويمكن نظرياً اعتبار أن ما ينتظرهم هو المساكن المؤقتة التي هي ليست إلا “خيم صلبة” سبق وأن وعد بها الرئيس التركي أو العودة على مسؤوليتهم إلى مناطقهم التي سيطر عليها النظام، وما يرافق ذلك من “مصالحة” يعلم الجميع نهايتها (موت – اعتقال – سوق للجيش).

ليس ذكاء القول إن ما حصل متوقع، كثيرون هم من توقعوا ذلك من باب “اعتياد هذا الخد على اللطم”، إذ لم يسبق أن تراجع النظام (روسيا) عن مناطق سيطروا عليها ولم يكن هناك أي سبب يدفعهم للتراجع هنا، خصوصاً في ظل وجود اتفاق مسبق ظل كثيرون ينكرونه إلا أن أصبح أمراً واقعاً أمامهم اليوم.

أكثر السيناريوهات تشاؤمية تقول إن ما سيحصل تالياً هو بضعة أشهر من الهدوء تعود بعدها الخروقات ويعود قضم المناطق إلى أن يبقى شريط حدودي فقط يحتوي على المخيمات الحدودية إلى جانب مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات ليتفرغ النظام بعد ذلك للوحدات الكردية (قسد) ولا علم لمن ستؤول الغلبة في ظل غموض الموقف الأمريكي.

ويحتاج ما سبق حوالي 15 شهراً وهي المدة المتبقية للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفيها إما سيتم تحييد بشار الأسد من قبل الروس واستبداله بشخص آخر والإبقاء على النظام، أو تعزيز مكانته وإعادة تأهيله ونظامه وإبقائه رئيساً.