متطوعون أتراك يلبون احتياجات المسنين في برلين

مبادرات إنسانية عديدة، اتخذها بعض المتطوعين، لمساعدة فئات المجتمع الأضعف، على مواجهة جائحة كورونا التي تغزو العالم، وهو ما سارع إليه شبان مسلمون أتراك في ألمانيا.

وسعياً منهم لتوفير احتياجات كبار السن في البلاد، قامت مجموعة من الشباب الأتراك، بمساعدة هذه الفئة التي لا تستطيع مغادرة المنزل، بسبب تفشي فيروس كورونا.

ونظمت مجموعة من المتطوعين الشباب في جمعية مسجد المدينة المنورة التابعة لمنظمة المجتمع الإسلامي، في منطقة راينيكيندورف بالعاصمة برلين، عمليات تسوق لصالح المسنين الذين التزموا منازلهم خوفًا من الإصابة بالفيروس.

ويقوم المسنون وهم في منازلهم، بالاتصال بمسجد المدينة المنورة في العاصمة الألمانية، عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف طالبين المساعدة لتوفير احتياجاتهم اليومية من الغذاء والدواء.

وتستقبل مجموعة من المتطوعين، الاتصالات وتقوم بتنسيق الأنشطة التطوعية فيما بين أفرادها، تلبية لاحتياجات هذه الفئة الأكثر عرضة للتضرر من الفيروس.

ودعا سعيد جرنال، المدير الإقليمي لجمعية مسجد المدينة المنورة التابعة لمنظمة المجتمع الإسلامي في برلين، إلى عدم الخوف من التدابير التي اتخذتها السلطات للحد من انتشار الفيروس.

وأضاف جرنال للأناضول، أن “مجموعة من المتطوعين من الشباب التركي المسلم، تعمل من خلال جمعية مسجد المدينة المنورة على توفير متطلبات المسنين اليومية، مع مراعاة تعليمات وتوصيات السلطات الرسمية”.

وتابع: “جمعية المسجد أطلقت حملة لمد يد العون للمسنين الذين التزموا بيوتهم في العاصمة الألمانية، في إطار التدابير الوقائية لمنع انتشار الفيروس”.

ولفت إلى أن “مجموعة المتطوعين تعكف في المسجد على مد يد العون للمسنين الذين يحتاجون إلى المساعدة والذين لا يستطيعون مغادرة منازلهم من أجل توفير احتياجاتهم اليومية”.

وفي هذا السياق، أشار جرنال إلى أن “مجموعة المتطوعين تقوم بأنشطة التسوق الخاصة بالمسنين، إضافة إلى شراء الأدوية اللازمة لهم بالتعاون مع الهيئات الطبية المعنية”.

كما وجه الشكر للشباب المتطوع على الجهود المبذولة من أجل مساعدة المسنين المهددة حياتهم بالخطر أكثر من غيرهم جراء تفشي فيروس كورونا الجديد.

وأضاف: “في إطار التدابير لمنع انتشار الفيروس، قررت إدارة المسجد إغلاق أنشطة العبادة وعدم إقامة صلوت الجمعة حتى إشعار آخر، وهذا القرار يعكس في الواقع حسًا عاليًا بالمسؤولية الاجتماعية”.

كما أكد جرنال أن “هذه الحملة التي انطلقت من مسجد المدينة المنورة في برلين في الوقت الحالي، سوف تمتد إلى المساجد الأخرى التابعة للجمعية في بقية المدن الألمانية”.

بدوره، قال أحد المستفيدين من أنشطة الحملة ويدعى طوران أوزجان (62 عامًا)، إن المتطوعين قاموا بشراء احتياجاته اليومية وإيصالها إلى منزله، لأنه يخشى الخروج بسبب تفشي وباء كورونا الجديد.

وتابع في حديث مع الأناضول: “اتصلت بالمسجد، وقام الشباب المتطوع باستقبال اتصالي وتسجيل قائمة احتياجاتي ثم شرائها من المتاجر وإيصالها لي”.

وأضاف: “جزاهم الله خيرًا. لقد قاموا بمساعدتي في لحظة عصيبة حيث أنني لا استطيع الخروج من المنزل بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد”.

أما رئيس مجلس إدارة مسجد المدينة المنورة، دورسون ياشات، فقال إن “المسلمين المقيمين في أوروبا، يجتهدون لكي يكونوا عنصرًا إيجابيًا على صعيد دعم الإجراءات المتخذة لمنع انتشار فيروس كورونا”.

وأضاف ياشات للأناضول، أن “كبار السن لا يستطيعون مغادرة منازلهم بسبب ضعف جهازهم المناعي وتعرضهم أكثر من غيرهم لمخاطر فيروس كورونا الجديد”.

ولفت إلى أن “قنوات الاتصال بالمسجد تستقبل اتصالات المحتاجين للمساعدة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع”.

وخلال الأيام الماضية، اتخذت الحكومة الألمانية تدابير صارمة لمنع انتشار فيروس كورونا.

وبموجب تلك التدابير، جرى إغلاق المدارس ورياض الأطفال والمتاحف والمكتبات ودور السينما والحانات وأماكن الترفيه، فيما تواصل متاجر الأغذية والصيدليات مزاولة أنشطتها الاعتيادية. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها