شهر على الهجوم .. سكان هاناو الألمانية باقون تحت الصدمة

رغم مرور نحو شهر على الهجوم الإرهابي العنصري في مدينة “هاناو” الألمانية، إلا أن السكان ما يزالون غير قادرين على تبديد الخوف والقلق وتجاوز الصدمة الناجمة عنه.

الحادثة المريعة التي أسفرت عن مقتل 9 أشخاص بينهم 4 أتراك، خلفت صدمة نفسية لسكان المدينة، لا زالت ترافقهم حتى اليوم، وفق شهادات متفرقة للأناضول.

وشهدت مدينة هاناو وسط ألمانيا، في 19 شباط الماضي، هجوماً إرهابياً استهدف اثنين من مقاهي الأرجيلة.

دوغوقان جاو، أحد سكان المدينة يعمل في المطعم المقابل للمقهى الذي وقع فيه الهجوم، قال إن أقارب الضحايا لا يزالون يترددون على المطعم، ويتحدثون عن الحادث المأساوي في كل يوم ويعبرون عن أسفهم وحزنهم.

واعتبر جاو، في حديث للأناضول، أن الهجوم أثر عليه بشدة، خصوصا لكونه وقع على خلفية إرهابية وعنصرية.

وأضاف: “نعيش هنا منذ سنوات، ولقد كبرنا وشعرنا ببعض الولاء لثقافتهم، ولقد ظنّنا أن هذه المشاعر ستتشكل بنفس الكيفية لدى الجانب الآخر. لكن البعض منهم ما زالوا يعتقدون أننا من الدرجة الثالثة وينظرون إلينا هكذا”.

وتابع: “أعتقد أن هذا الأمر له تأثيرٌ بالغٌ على هذا الهجوم؛ فهذا الهجوم ليس سوى انعكاس للمشاعر التي تنمو بداخل هؤلاء الأشخاص من قبيل: “لماذا لا تزالون هنا؟ هيا أرحلوا”.

ولفت الرجل إلى ضرورة ألا تكون هناك مشاكل بين الشعبين، مشيراً إلى أنه لا يزال لديهم أصدقاء ألمان يحبونهم ويتفاهمون معهم بشكل جيد.

وأكد أنه “من المهم بالنسبة لنا أن نواصل هذه الصداقة؛ لأننا نشأنا هنا، ولأننا نتقاسم العديد من الأشياء”.

وشدد على أن “الشيء المؤكد أن هذا هو وطننا الثاني، وأتمنى أن يكون المستقبل أكثر سعادة بالنسبة لنا جميعاً، وأن نعيش في سلامٍ معًا بداخل ألمانيا دون وجود لأية أفكار عنصرية”.

شاهين أوزتورك، وهو من سكان مدينة هاناو ويعمل لحسابه الخاص، ذكر أنه فقد أشخاصاً أعزاء عليه في الحادث الأليم، وأن الخوف الذي أصاب سكان المدينة جراء الحادث ما يزال يسيطر عليهم.

وأكد أوزتورك أنه على الرغم من مرور أسبوعين على الهجوم، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من التغلب على الخوف والقلق الذي لحق بهم.

وأضاف: “أسرتي وطفلي البالغ من العمر 7 سنوات يستيقظون ويتفقدون الأبواب باستمرار. يسيطر علينا حزنٌ كبير”.

وتابع مستنكرًا: “لم نعتقد أبدًا أن مثل هذا الشيء سيحدث في مكان مثل هاناو، لكن لسوء الحظ حدث ذلك الحادث، نحن في غاية الحزن حقًا؛ فقد فقدنا أصدقائنا الأعزاء جدًا هنا”.

ولفت أوزتورك إلى أنه يشعر بالأسى؛ لارتباط ذكر اسم المدينة التي عاش فيها منذ حوالي مائتي عام الكاتبان المشهوران عالميًا “الأخوان غريم” بالإرهاب.

وقال إن المدينة، المعروفة باسم “مدينة الحكايات الأسطورية”، سيُشار إليها من الآن فصاعدًا باسم “مدينة الإرهاب”.

وأضاف: “لا أعتقد قط أن أي شيء سيتغير بعد ذلك؛ فهذه الأحداث مستمرة منذ عام 1993، نحن لا نثق في الدولة الألمانية، ولا أعتقد أنها ستتخذ أية إجراءات بعد هذا الحادث؛ ولذا علينا من الآن أن نتخذ تدابيرً خاصةً بنا”.

أما الطالب درسان أوزتشليك، فقال إنه يشعر بالحزن العميق من هذا الحادث الإرهابي، وأن أحد ضحايا الهجوم كان صديقًا حميمًا لوالده.

وأشار أوزتشليك إلى أنه بعد هذا الحادث لم تعد عائلته تسمح له بالخروج في المساء.

وأضاف أنهم جميعاً يشعرون بالخوف من تكرار مثل هذا الحادث بالرغم من استمرار الحياة بصورة طبيعية.

واستطرد: “نعم أستطيع الخروج للشارع، لكن لا يمكنني بعد الآن البقاء حتى المساء، فوالدتي تتصل بي باستمرار وتطلب مني العودة إلى المنزل”.

جدير بالذكر أن 9 أشخاص، بينهم 4 أتراك، لقوا حتفهم في الهجوم الإرهابي العنصري بالمدينة الألمانية.

وفي العملية التي داهمت فيها القوات الخاصة الألمانية منزل منفذ الهجوم، العنصري المتطرف “توبياس. آر”، تم العثور على جثته وجثة والدته البالغة 72 عامًا.

وكان منفذ الهجوم “توبياس. آر” (43 عامًا) يملك رخصة صيد، وقد ترك خطاباً وفيديو عقب انتحاره. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها