بدلاً من أربطة العنق التي لا يستخدمها أحد .. ألمانيا تقدم الشوكولا و العسل عند توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي

يمكن لأولئك الذين يترددون على دوائر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن يتطلعوا كل ستة أشهر، وهو موعد تغيير الرئاسة الدوري للاتحاد، للحصول على رباط عنق أو وشاح جديد، وهما يمثلان بطريقة أو أخرى الدولة التي تتولى رئاسة التكتل الأوروبي.

وتعد هذه الهدايا من التقاليد المرعية عندما تتولى أي دولة منصب الرئاسة بالتناوب، فهي تقدم من هذه الدولة كهبات للسياسيين والصحافيين والموظفين المنتمين لدول أخرى في الاتحاد. ويحصل الرجال عادة على أربطة العنق، بينما تحصل النساء على أوشحة، وذلك بفضل النظام الصارم للتمييز بين الجنسين المتبع في مشهد الأزياء ببروكسل الذي لا يتميز بالتقدمية.

على الأقل هذه هي الطريقة التي كانت تسير بها الأمور عادة.

ومع ذلك تعتزم ألمانيا بحلول يوليو (تموز) 2020 أن تكسر هذا التقليد، مرجعة السبب في ذلك إلى المخاوف من تأثير هذه العادة المتواترة على البيئة، وكذلك من تأثير الشركات الراعية، وكذلك تأثيرها على اتجاهات الأزياء.

وفي آخر مرة تولت فيها ألمانيا منصب رئيس الاتحاد الأوروبي عام 2007، وزعت أربطة عنق ألمانية كهدايا، احتفالاً بهذه المناسبة، وكانت باللون الأزرق الفاتح ومزدانة بنقاط على شكل الحرف «D»، باللون الأحمر والذهبي والأسود، وهي ألوان العلم الألماني. وشعر كثيرون وقتذاك بأن أربطة العنق هذه صارخة.

وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أنه ليست كل الهدايا التي قدمتها دول الاتحاد الأوروبي في السابق تم إلقاؤها بشكل متعجل في الأجزاء الخلفية من خزانات المتلقين.

ففي عام 2015، نال رباط عنق باللونين الأحمر والفضي مقدم من لاتفيا شهرة، عندما ارتداه جان كلود يونيكر الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، لتحية الرئيس المجري فيكتور أوربان بعبارة: «أهلاً بالديكتاتور». بينما حصل الوشاح المقدم من كرواتيا، وهو مكون من اللونين الأحمر والأزرق على عبارات الإعجاب على موقع «تويتر»، عندما ارتدت كل من أورسولا فون دير لاين، الرئيسة الحالية للمفوضية الأوروبية، وإليز يوهانسوني الأمينة العامة للمفوضية، هذا الوشاح، خلال اجتماع عقد في يناير (كانون الثاني) 2020.

ومع ذلك التزم مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي الصمت التام إزاء رباط العنق الألماني. وتعقيباً على هذا الصمت قال ميشائيل روث، وزير الدولة الألماني لشؤون أوروبا بوزارة الخارجية الألمانية: «بعد أن فشل رباط العنق الألماني في تدشين معايير جديدة للأزياء في بروكسل عام 2007، وانتهى به الحال في خزانات الأفراد، فقد يتعين علينا أن نواجه الحقائق، وأن نترك تقديم هدايا أربطة العنق لدول أخرى».

وأصبح هذا الاتجاه هو خطة رسمية، فعندما تتولى ألمانيا منصب رئيس المجلس الأوروبي في يوليو المقبل، فلن تقدم أي أربطة عنق أو أوشحة كهدايا احتفالاً بهذه المناسبة. ومن بين الأسباب الأخرى لهذا الاتجاه مسألة الحفاظ على البيئة؛ حيث يقول روث: «الناس في هذه الأيام يتخلون عن وضع طاولة ضخمة من الهدايا أثناء فترة رئاسة التكتل الأوروبي».

كما تريد ألمانيا الابتعاد عن الشركات الراعية للهدايا، وذلك وفقاً لرد على سؤال طرحه الحزب اليساري في البرلمان الألماني.

وجاء هذا السؤال بعد الانتقادات التي تم توجيهها في الماضي، بأن شركة «كوكاكولا» إلى جانب شركات أخرى كانت الجهات الراعية لرومانيا، أثناء فترة توليها رئاسة المجلس الأوروبي التي استمرت ستة أشهر عام 2019. ويمكن أن يكون تولي الدول الأوروبية الأكثر فقراً أو الأصغر حجماً منصب الرئاسة سبباً للضغوط الملقاة عليها؛ حيث تتحمل نفقات استضافة تنظيم القمم والاجتماعات الوزارية.

وبالنسبة للجهات الراعية، فسيكون هناك استثناء للشركات الألمانية الأصغر حجماً، أو التي تمارس نشاطها في الأقاليم. وسيشعر الموجودون في بروكسل بالسعادة عندما يعلمون أنهم سيحصلون بدلاً من أربطة العنق والأوشحة، على قطع من الشيكولاتة أو عبوات من عسل النحل المحلي، وهي وسيلة ترى ألمانيا أنها مناسبة للتعريف بالتنوع الذي تتمتع به، وذلك خلال الاجتماعات غير الرسمية أو الأصغر، وذلك وفقاً لمتحدث باسم ممثل ألمانيا لدى الاتحاد الأوروبي، الذي يضيف: «هذا التنوع يتم التعبير عنه بطرق كثيرة، من بينها الأطعمة، كما أن ذلك سيكون وسيلة للدعاية للسياحة في ألمانيا». ورغم أن ألمانيا قررت التخلي عن الهدايا التقليدية، فإن دولاً أخرى تتمسك بها، كنوع من نموذج العمل الدبلوماسي.

وعلى سبيل المثال، فإن كرواتيا التي تتولى الرئاسة الأوروبية لأول مرة، ترى أن هذه الهدايا أمر مفروغ منه، وترى أنها هي منبع رباط العنق في الأساس. وهذا يطمئن محبي هذه التقاليد بأنها لن تندثر. (الشرق الأوسط)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها