هل يجوز الإفطار في رمضان للوقاية من كورونا بشرب السوائل .. المجلس الأوروبي للإفتاء و البحوث يجيب
هل يجوز الإفطار في رمضان للوقاية من كورونا بشرب السوائل .. المجلس الأوروبي للإفتاء و البحوث يجيب
الإفطار في رمضان للوقاية من كورونا بشرب السوائل
الفتوى (٣٠/٢٢) للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
السؤال:
تداولت بعض المواقع الإخبارية، ووسائل التواصل الاجتماعي معلومة مفادها: أنّه ينبغي للمسلمين تناول السوائل في شهر رمضان؛ حيث إنّ تناول السوائل يمنع جفاف الحلق ويأخذ الفيروس إلى المعدة لتتخلّص منه، كما يحافظ على التوازن في الجسم، ومن ثم يمنع الإصابة بفيروس كورونا؛ فهل يمكن للمسلم الصائم أن يتناول الماء في وقت الصيام ليقي نفسه من الإصابة بفيروس كورونا؟
الجواب:
قد تبيّن للمجلس من خلال الاتصال بالأطباء والخبراء، والاطلاع على الدراسات العلميّة الموثقة أن هذه المعلومة التي تفيد بأن الصوم، وما يقتضيه من الانتهاء عن شرب السوائل طول النهار، يزيد من فرص تعريض الصائم للإصابة بوباء كورونا، أنها غير صحيحة، وليس لها أيّ دليل علمي تستند إليه؛ وعلى العكس من ذلك، فإنّ ما أثبته العديد من الدراسات العلميّة هو أنّ للصوم فوائد صحية، ومن هذه الفوائد تقوية المناعة الذاتيّة للجسم لدرء الأوبئة؛ وهو ما يحتاج إليه الإنسان في مثل هذه الظروف الصحيّة الحاضرة.
وأمّا الرّخص الشرعيّة، التي تعني المريض، الذي يتعذّر عليه الصوم بقرار طبّي لما يترتّب على صيامه من ضرر على صحّته فيزيد من مرضه أو يؤخّر برأه، فهي رخص مقرّرة ومعلومة؛ فقد نصّ الفقهاء على أنّ من شروط أداء الصيام الصحّة والسلامة من المرض. قال ابن قدامة:” أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة، والأصل فيه قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184]” المغني 3/16؛ فمن كان مريضًا مرضًا مُزمنًا يمنعه من الصيام فعليه أن يُفطر، ويُطعم عن كلّ يوم مسكينًا، وإذا كان مرضه مرضًا عارضًا مؤقتًا يُرجى شفاؤه ولا يقدر على الصوم برأي طبيبه، فعليه أن يفطر ويقضي ما عليه من أيام أفطر فيها بسبب المرض.
والأخذ بالرخصة الشرعيّة بشروطها مما حثّ عليه الدين تحقيقًا لمبدأ اليسر ورفع الحرج الذي جاءت به الشريعة.
قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقال سبحانه بعد بيان الرخصة في الصوم للمريض والمسافر: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].
وينبغي التنبيه هنا إلى أمرين:
الأول: إذا كان المريض مُصابًا بفيروس كورونا فعليه أن يفطر ويتناول الدواء لأنّه معنيّ بالرخصة الشرعيّة؛ وعليه القضاء، أو الفدية بحسب حاله، فإذا عوفي منه وجب عليه الصيام.
الثاني: على الصائمين في ظلّ انتشار جائحة كورونا أن يلتزموا بالقواعد الصحيّة التي تقتضي منهم التباعد الجسدي، وأن يتوقّفوا- استثناءً- عن بعض ما تعوّدوه في شهر رمضان من الإفطار الجماعي، أو الدعوة لموائد الإفطار إلى حين أن ترفع السلطات الرسميّة الحظر عن مثل ذلك؛ وكذلك على الصائم أن يحرص على الغذاء الصحي المتوازن في شهر الصيام؛ لأنّ ذلك مما يُعزّز عافية البدن- بإذن الله- ويحقّق أثر الصوم في تقوية المناعة الذاتيّة للجسم.
[ads3]