في ظل الأوضاع المأساوية في مخيمات إدلب .. سوريون يفضلون منازلهم المدمرة خوفاً من فيروس كورونا ( فيديو )
وضعت الأوضاع المأساوية في إدلب الكثيرين أمام خيارين، إما أن يبقوا في مخيمات مكتظة على الحدود مع تركيا، أو أن يعودوا إلى بيوتهم المدمرة في القرى التي قصفها جيش بشار الأسد.
وقالت “هيئة الإذاعة الهولندية” بحسب ما ترجم عكس السير، إن عشرات الآلاف من النازحين، عادوا في هذه الأثناء إلى منازلهم، حيث أظهرت صور في الأسابيع الماضية، طوابير لسيارات ممتلئة بالأغراض، والعائلات في طرق العودة إلى المنازل.
وعلى الرغم من أن العديد من السكان لا يمكنهم العودة إلى قراهم، لأن قوات النظام استولت عليها، إلا أن طاهر المطر استغل الفرصة، وقام بتعبئة سيارته بالممتلكات المتبقية له، وعاد مع عائلته إلى النيرب، وهي مدينة احتلتها قوات النظام مؤقتاً في أوائل شباط.
وقال طاهر، وهو يمشي في منزله المدمر: “كان هناك معارك عنيفة في النيرب، ودُمرت جميع المنازل تقريباً، نأمل أن نكون قادرين على بنائه”.
بالكاد لدى طاهر المال، لكنه يحاول بمفرده أن يجعل منزله صالحاً للعيش مرة أخرى، وقال: “آمل عندما نبدأ، أن يتبعنا الآخرون”.
اضطر طاهر وعائلته إلى الفرار بعدما أصاب صاروخ منزلهم، انهار جدار، وكان أطفاله تحته، تمكن من سحبهم من تحت الأنقاض، وبعد ذلك فرّت الأسرة إلى الحدود التركية بأسرع وقت ممكن، وقال: “إن المنزل بعيد عن الكمال هنا، ولكنه أفضل من المخيم، حتى لو كنا نعيش هنا فقط في المطبخ، فهو أفضل”.
تقع النيرب في موقع استراتيجي بالقرب من الطريق السريع M4، وهو طريق مهم للغاية لجميع الأطراف المتحاربة، تتمركز قوات النظام الآن على بعد كيلومتر ونصف من المدينة، لذا فإن الأمر ليس مريحاً.
كما يشعر طاهر بالقلق عندما يلعب الأطفال بين المنازل، لأنه ما يزال هناك الكثير من المتفجرات، ويشك في أن وقف إطلاق النار سيستمر هذه المرة، لكنه يجد المنزل مكاناً أفضل لتخطي أزمة كورونا، مما هو عليه الحال في مخيمات اللاجئين المكتظة.
إن حقيقة عدم وجود إصابات مؤكدة لكورونا في إدلب تمنح بعض الناس الأمل في أن الفيروس قد لا يصل إلى منطقتهم، وقال أحمد الماوي: “لست خائفاً من كورونا، نحن بصحة جيدة هنا، لأننا نأكل جميع أنواع الأعشاب البرية، كما نأكل القرنبيط والخيار، إذا أراد الله ذلك، فلن يأتي الفيروس إلى هنا”.
الحقيقة هي أنه يتم إجراء فحوصات قليلة جداً، والبنية التحتية ليست في حال جيدة أبداً، قصفت المستشفيات والعيادات، وتوفي الأطباء والممرضات أو فروا من البلاد، مما تسبب في نقص كبير في العاملين في مجال الصحة والمعرفة، ونظام الرعاية الصحية في إدلب مثقل بشكل كامل، وإذا انتشر الفيروس هنا، فإن العواقب لن تحصى.
يعمل الدكتور محمد مكي في المركز الوحيد في إدلب، حيث يمكنهم اختبار الإصابة بكورونا، وقال محمد: “نتوقع أزمة كبيرة، هذا بالإضافة للحرب والفقر والظروف الاجتماعية التي لدينا بالفعل هنا”.
قدرة الاختبار في المركز محدودة للغاية، العيادة مسؤولة عن منطقة ضخمة، والدكتور مكي قلق من تلقي المساعدة من منظمة الصحة العالمية في المستقبل، وتبذل العيادات والمستشفيات قصارى جهدها، لكن الموارد محدودة.
بدوره، عاد نزيه الحاج علي مع عائلته من المخيم إلى النيرب، قوات النظام قامت بسرقة المنزل قبل خروجها من القرية، واليوم يتساءل عن مدى أمانها.
يقول نزيه: “لا شيء واضح، لا أشعر بالأمان هنا، كنا نأمل في قضاء رمضان هنا، لكنني لا أعتقد أنني أستطيع البقاء هنا، لا أريد إعادة البناء الآن ثم ينهار كل ذلك مرة أخرى لاحقًا، ربما يجب أن ننتظر لفترة أطول قليلاً”.[ads3]