تقرير لجامعة هارفارد : فيروس كورونا .. شقيقان سوريان يطوران أداة لفحص اللاجئين بالمخيمات

نشر شقيقان سوريان، تطبقياً جديداً، يسمح بفحص اللاجئين المرضى، لمعرفة ما إذا كان لديهم أعراض كورونا، في مخيمات اللجوء.

ونشرت صحيفة “هارفارد“، التابعة لجامعة هارفرد، واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية، تقريراً سلطت فيه الضوء على حسان وسنان إبراهيم، ومحادثاتهم المتكررة حول فيروس كورونا في فصولهم الدراسية.

وقال حسان إبراهيم، وهو طالب ماجستير في السياسة العامة، بحسب ما ترجم عكس السير: “بدأنا في مدرسة كينيدي بإجراء مناقشات على غرار دعونا نأخذ بالاعتبار تأثير السياسة بالنظر إلى كورونا”، وبالنسبة لسنان، وهو في سنته الثالثة في كلية الطب بجامعة هارفارد، كان فيروس كورونا بالطبع موضوعاً مثيراً للقلق.

قال حسان: “بدأنا نتحدث عن الضرر البالغ الذي سيلحقه الفيروس باللاجئين السوريين، الذين يعيشون بكثافة عالية جداً في المخيمات، مع فرص محدودة للنظافة، حيث لا توجد مياه جارية، أو معقم لليدين”.

وأضافت الصحيفة أن البحث عن طرق لتحسين حياة اللاجئين، شيء ركز عليه الشقيقان منذ فترة طويلة.

وقال حسان: “عائلتنا سورية، هاجرت والدتنا إلى الولايات المتحدة في السبعينيات، للذهاب إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أزمة اللاجئين السوريين كانت شخصية للغاية بالنسبة لنا، تأثر العديد من أفراد عائلتنا، وقد نزحت جدتنا في مرحلة ما. الأزمة الحالية تسببت ب 13 مليون لاجئ، جيل كامل لن يتعلم القراءة أبداً، ونتائج صحية هي الأسوأ في العالم، لذلك سألنا أنفسنا: كيف يمكننا خلق تأثير في هذه المساحة”.

عندما كان سنان إبراهيم يعمل في مجتمع للاجئين سوريين في الأردن عام 2017، علم أن أحد أكبر احتياجات الأطباء، طريقة لجمع المعلومات الصحية عن المرضى، والوصول إليها.

في عام 2018، أسس الإخوة Hikma Health، وهي منظمة غير ربحية، تصمم برامج للمنظمات التي تقدم الرعاية الصحية للاجئين.

قال سنان: “ما نعتبره من المسلّمات كسجل صحي إلكتروني في الولايات المتحدة، لا يوجد عادةً في مجتمعات اللاجئين، لا يمتلك أطباؤهم الموارد اللازمة لجمع البيانات، بخلاف استخدام الورق، عندما يكون لديك الآلاف من المرضى، ومثل هذا الوقت المحدود، فإن محاولة التعامل مع الآلاف من السجلات الورقية لتنظيم الرعاية الصحية الخاصة بهم، تتحول لأزمة كبيرة في النظام الصحي”.

على مدى العامين الماضيين، أمضى فريق الحكمة الصحي بعض الوقت في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا واليونان.

حصلت المنظمة على تقدير لعملها، وفازت في مسابقة مشروع مدرسة هارفارد للأعمال الجديدة في عام 2019، وجائزة 100ألف دولار من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2020، التي يختارها الجمهور، ودخلت في برنامج مشروع مختبرات هارفارد للابتكار.

في أوائل عام 2020، أطلقت المنظمة برنامجاً تجريبياً لخدمة إدارة البيانات الصحية للشركة مع Endless Medical Advantage، وهي منظمة بقيادة سورية، تقدم خدمات الرعاية الصحية للاجئين في لبنان.

وقال حسان: “مهمتنا جعل هذه التكنولوجيا في أيدي العديد من الأشخاص الذين يمكنهم استخدامها، في صميم الأمر، نحن نفكر فعلياً في الأثر الذي نريده”، وظهر فيروس كورونا بعد فترة وجيزة من النشر الأولي لبرنامج Hikma Health.

بدأ فريق “حكمة” بسرعة، في استخدام سبل الاتصال الخاصة به لمشاركة معلومات دقيقة حول الفيروس، بلغات متعددة، وتسهيل ترجمة المستندات إلى المنظمات الشريكة على أرض الواقع، وسرعان ما تحول انتباههم نحو تكييف برنامجهم لمساعدة االعاملين في المجال الصحي على الأرض.

قال حسان: “في مخيمات البقاع اللبنانية، لا يمكن الوصول للاختبارات، ولكن عندما يكون العاملون على الأرض، فإنهم بحاجة لطريقة سهلة لتحديد اللاجئين المرضى الذين يجب عزلهم”.

وتابع: “ولتحديد الطرق التي يمكن أن تساعد بها Hikma Health، هؤلاء السكان بشكل فعال، كان لدى أحد أعضاء فريقنا فكرة إنشاء أداة أساسية تسمح لمقدمي الرعاية الصحية بفحص المرضى، وتحديد الأشخاص الذين يجب عزلهم”.

بدأ فريق Hikma Health في تطوير وحدة فحص، تقيّم أعراض وعوامل خطر الفيروس، مع الأخذ في الاعتبار أن العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين يستخدمون هذا الحل، سيكونون في مناطق يكون فيها الإنترنت ضعيفاً، صمم فريق الحكمة التطبيق ليستطيع العمل دون الاتصال بالإنترنت أولاً، والذي سيسمح للعمال بفحص مرضاهم في نقطة الرعاية، ومشاركة البيانات بشكل آمن مع منظمي الاستجابة المحلية”، وفقاً لصفحة استجابة COVID-19 الخاصة بالمنظمة.

وفي أقل من أسبوعين من الفكرة الأولية، كان لدى المنظمة نموذجاً أولياً يعمل، وتم نشره في Endless Medical Advantage، وبدأ استخدامه على الفور لفحص المرضى.

وقالت أسماء بطل، مديرة منظمة Endless Medical Advantage: “بصفتها واحدة من عدد قليل جداً من المنظمات (منظمة حكمة)، التي تقدم الرعاية الصحية لمخيمات اللاجئين السوريين في سهل البقاع في لبنان، فإن القدرة على تحديد المحتاجين للعزلة هو جانب حاسم في جهود الإغاثة، ويتيح لنا استخدام برنامج Hikma Health الجديد، فحص مئات المرضى، بحثاً عن أعراض الفيروس، واتخاذ قرارات بشأن تحديد المرضى، الذين يجب أن يعزلوا أنفسهم، وأيهم يجب أن تتم اتخاذ إجراءات إضافية بشأنهم”.

بالإضافة للعمل مع Endless Medical Advantage، تركز منظمة حكمة على نشر هذه الأداة في المزيد من مخيمات اللاجئين حول العالم، واتخذ الشقيقان قراراً بجعل تطبيقهم مجانياً لجميع المنظمات، حتى ينتشر بشكل واسع، وجعلوه مفتوح المصدر عبر موقع GitHub.

وقال حسان: “مهمتنا هي جعل هذه التكنولوجيا في أيدي العديد من الأشخاص الذين يمكنهم استخدامها”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها