من يحق له إجراء فحص كورونا في مطارات ألمانيا ؟

الرجل الذي كان ينوي وعائلته الخضوع، الأحد، في مطار “تيغل” ببرلين لاختبار فيروس كورونا لم يكن من السهل تهدئته، فموظفو مركز التجارب رفضوا أخذ عينة بعدما علموا أن العائلة رجعت قبل تسعة أيام من تركيا إلى برلين، حيث أن إجراءات الفحص في المطارات، مخصصة فقط للعائدين من السفر تواً إلى المانيا.

ويبدو أن الرجل أصر على إجراء الاختبار، فحصلت مشاجرة وكان مركز الفحص مرغما على وقف عمله ثلاث ساعات قبل الموعد المحدد بالرغم من أن بعض الرحلات كانت تصل من مناطق الإجازة إلى برلين.

وفي اليوم التالي بعد الواقعة، تعم في مطار “تيغل” حركة عمل عادية، وفي موقف للسيارات تحت الشمس الحارقة يقف في طابور مسافرون مجبرون على إجراء الاختبار أو جاؤوا طواعية، وخيمة مؤقتة تمنح فرصة الاحتماء من الشمس.

والمثير للانتباه هو وجود موظفي مراقبة يجيبون في لطف على أسئلة، وسيارة لخدمة المراقبة تقوم بدوريات في موقف السيارات، ويبدو أن التدابير الأمنية تم تشديدها بعد حادثة الأحد المنصرم.

وبحقائب كثيرة، يقف أيضاً أفينوعام شاليم وزوجته إليزابيت روخاو شاليم، اللذان يأتيان من بؤرة نيويورك، وتعرفا قبلها هاتفيًا لدى مطار “تيغل” على سير الاختبار، وحصلا عند الدخول على ورقة بها رمز رقمي، ولربع ساعة يختفيان في بناية تابعة للمطار حيث تاخذ عينة من الفم والحلق، والزوجان خضعا أيضاً للاختبار على الجانب الأمريكي والنتيجة كانت سلبية.

وقبل عشرة أيام، أمر وزير الصحة الألماني، ينس شبان، بأن يخضع المسافرون العائدون من مناطق الخطر إلى المانيا للاختبار على الفيروس.

وقائمة البلدان التي يصنفها معهد “روبرت كوخ” كمناطق خطر كورونا تتغير باستمرار، وفي الغالب يُفاجئ المصطافون بتلقي خبر أن بلد عطلتهم منطقة خطر وسط أيام العطلة، ومن الممكن أن يخضع المسافرون لاختبار في بلد عطلتهم لا يتجاوز 48 ساعة أو أن يخضعوا للاختبار لدى عودتهم إلى المانيا، وفي أحسن الأحوال مباشرةً في المطار أو في غضون ثلاثة أيام عند طبيب العائلة.

وغالبية المسافرين تختار على ما يبدو إمكانية الاختبار في المطار، ومنذ إعلان الاختبار الالزامي تم اختبار نحو 48400 سائح مثلاً في ولاية شمال الراين فيستفاليا، بينهم 960 بنتيجة إيجابية، وفي بافاريا، تم اختبار نحو 123000 شخص، بينهم 1730 مصابون، كما حصلت أخطاء، إذ أن بعض السياح المصابين تركوا عند عودتهم إلى المانيا فقط أسماءهم وتاريخ الولادة دون العناوين، وتفيد تقارير إعلامية أن الأشخاص المعنيين تبحث عنهم الشرطة.

واشتعل الآن الجدل حول ما إذا وجب إلى حد الآن إجراء الاختبارات مجانيًا أو يجب على السياح المساهمة في تكلفتها، فعمدة برلين الحاكم، ميشاييل مولر، قال لصحيفة “بيلد آم زونتاغ” إن “العائدين من الإجازة من مناطق الخطر وجب عليهم المساهمة في تكاليف اختبارات كورونا”، لكن وزير الصحة، شبان، ينظر بشكل مختلف للأمر، وقال “يجب على الاختبارات أن تبقى مجانية”، وهنا يظهر قلق الحكومة الألمانية من أن العائدين من الإجازة يتسببون في ارتفاع أعداد الإصابات.

وحالياً، تمول شركات التأمين الصحي الاختبارات من مدخراتها، لكن الحكومة تقوم بتعويضها.

وفي مطار “تيغل” يكون الجواب واضحاً من أفينوعام شاليم، الذي قال:” ليست فكرة جيدة، فعرض المجانية يجب أن يبقى”.

وقضية الاختبارات الالزامية تكتسي أهميةً بالغةً من خلال قرار الحكومة الألمانية، التي وسعت تحذير السفر على جميع أراضي اسبانيا بما في ذلك جزيرة مايوركا المحببة لدى الألمان، بعدما كان سارياً على بعض المناطق فقط، وتحذير السفر هذا يستثني جزر الكناري، وهذا التحذير لا يعني حظراً على السفر، ومن يعود الآن من إسبانيا وجب عليه الخضوع للاختبار ما يرفع حالة الضغط على مراكز الاختبار في المطارات الألمانية.

ينس توراو – دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها