في سابقة تاريخية .. مناورات ألمانية إسرائيلية في سماء ألمانيا
باشرت القوات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع تدريبات في ألمانيا هي الأولى بتاريخ البلدين، الثلاثاء، تتخللها مراسم لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة في معسكر داخاو النازي السابق وكذلك ضحايا عملية احتجاز الرهائن الدامية خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972.
وتجري طائرات حربية إسرائيلية وألمانية حتى 28 آب تدريبات مشتركة باسم “بلو وينغز 2020” أو “الأجنحة الزرقاء”، وهي التدريبات الوحيدة التي تقوم بها إسرائيل في الخارج هذا العام بسبب وباء كوفيد-19.
وهذه المناورات المشتركة تشكّل “سابقةً” بين البلدين على الأراضي الألمانية، وفق القوات الجوية الألمانية التي تعرف باسم “لوفت فافه”، وهي تكتسي بالنسبة للعديد من العسكريين الإسرائيليين أهمية رمزية كبرى لحلولها بعد 75 عاماً من نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويشارك الوفد الإسرائيلي، الثلاثاء، في حفل لإحياء الذكرى أمام نصب تذكاري للضحايا في موقع المعسكر السابق في داخاو بمشاركة وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارينباور.
وكتب السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا، جيريمي يسخاروف، الذي يشارك في إحياء الذكرى، على تويتر: “يحلق سلاح الجو الإسرائيلي إلى جانب القوات الجوية الألمانية فوق داخاو بقيادة القادة المعنيين”، وأضاف: “يوم مذهل ومؤثر”.
ويضع الوفدان إكليلاً على النصب التذكاري في المعسكر الذي يعدّ رمزاً للوحشية النازية، ويلقي حفيد أحد الناجين من المحرقة كلمةً تسبق صلاةً يقيمها الحاخام مينديل مورايتي.
ويكرّم الجيشان أيضاً ضحايا عملية احتجاز الرهائن الدامية خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 من جانب منظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية.
وحلّق سرب طائرات ألمانية وإسرائيلية، الثلاثاء، فوق قاعدة “فورستنفلدبروك” الجوية، موقع عملية احتجاز الرهائن التي أدت إلى مقتل معظم الرياضيين الإسرائيليين الـ11.
وأجرت القوات الجوية الألمانية تدريبات مشتركة في عام 2019 في صحراء النقب، ومن بين قادة الطائرات الإسرائيليين، العديد من المنحدرين من ضحايا الإبادة التي ارتكبها النازيون، منهم من مرّ على معسكر داخاو الذي أنشئ في 1933 وكان نموذجاً للمعسكرات التي أنشئت من بعده.
وبالنسبة للجنرال الألماني، إينغو غيرهارتس، فإن “المؤشر المؤثر على صداقتنا هو أننا وللمرة الأولى في تاريخنا، سنحلّق جنباً إلى جنب مع القوات الجوية الإسرائيلية”. وأضاف: “مهمتنا اليوم مكافحة معاداة السامية بأكبر قدر من الحزم”.
وشهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة عودةً للكراهية إزاء اليهود، وكانت القوات المسلحة نفسها محط اتهام لانتماء بعض أعضائها منهم جنود نخبة، لمنظمات نازيين جدد، وأعلن الجيش الألماني لذلك أواخر حزيران حلّاً جزئياً للقوات الخاصة بعد عدة فضائح بيّنت قربها من اليمين المتطرف.
فضلاً عن هذه الاحتفالات، وفي إطار عسكري بحت، تنشر إسرائيل من أجل هذه المناورات المشتركة في قاعدة “نورفنايش” ست طائرات من نوع “أف-16” وطائرتي “بوينغ 707″، واثنتين من نوع “غولفستريم جي-550”.
ويشارك الجيشان خصوصاً إلى جانب دول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي، في مناورات ضمن إطار التدريب الدولي “ماغ دايز” الذي ينظم أربع مرات في العام.
وتجري القوات الجوية أيضاً العشرات من عمليات محاكاة معارك بين الطائرات، وعمليات جو-أرض، والتصدي لتهديدات من الأرض إلى الجو. (AFP – DW)[ads3]