ظريف و سليماني يتقاسمان الأدوار !

طوال أكثر من سنتين كان قائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني “السفير” الابرز لايران في المنطقة.

صوره على الجبهات جعلته “بطلا” في نظر حلفائه و”مرتزقا” في رأي خصومه. وللفريقين معاً، شكّل هذا الرجل أداة للدفاع عن مصالح ايران وتحقيق تطلعاتها في المنطقة.

الاتفاق النووي خطف الاضواء من هذا العسكري. منذ انجازه الاكبر في جنيف، يتحرك وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على كل الجبهات. زار الكويت وقطر والعراق، عارضاً التعاون ومحاولاً تأكيد التزام بلاده اقامة علاقات جيدة مع دول الجوار. اختار صحيفة لبنانية (“السفير”) ليبرز معادلة ” الجار ( الذي تتزايد شكواه من التدخلات الايرانية) ثم الدار”، ويعيد الى الطاولة خطة لحلّ سياسي للأزمة السورية لم تكن لها اي حظوظ عند اثارتها المرة الاولى قبل سنتين. الواضح أن الاتفاق النووي اكسب طهران ثقة جديدة. ثقة تنعكس زخماً سياسياً في اتجاه الخصوم خصوصاً، لا يواكبه انحسار للانخراط العسكري الى جانب الحلفاء.

عملياً، ليست الدينامية الجديدة في المنطقة مفاجئة، ولا الدور الايراني فيها ايضاً. فحتى الادارة الاميركية باتت تقر لطهران بدور في حل الازمة السورية، بعدما فرضت فيتو على مشاركتها في” جنيف 1 ” و”جنيف 2″. لكنّ الرئيس باراك أوباما الذي يلقي بثقله في الملف النووي سيجد نفسه قريباً أمام خيار من اثنين، فاما تحدي تطلعات طهران في المنطقة وإما التسليم لها باستمرار سياساتها التوسعية.

في وضعها “النووي “الجديد لن تواجه طهران صعوبة في التكيّف لضمان مصالحها. فالعراقيون لم ينسوا بعد كيف تمسكت بنوري المالكي، لتعود وتؤقلم مصالحها مع العراق من دونه. وفي سوريا، ليس في الافق ما يوحي بامكان مراجعتها قضية دعمها للنظام الذي يضمن لها نفوذها الاقليمي ويوفر لها جسراً الى “حزب الله” في لبنان.

وعلى حدّ تعبير السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد يمثل “حزب الله” حاملة طائرات ايران في شرق المتوسط. عشرات آلاف من مقاتليه يحاربون في سوريا لابقاء النظام السوري على قيد الحياة. وعشرات آلاف من صواريخه مصوّبة في اتجاه اسرائيل. والحزب يمكنه تعطيل اي مؤسسة دستورية في لبنان إذا لم تضمن مصالح طهران.

وسواء أكانت هناك حقاً اتفاقات أو تفاهمات جانبية بين طهران وواشنطن، أم لم تكن، ليس واضحاً ما الذي سيدفع طهران الى التنازل عن كل هذه الامتيازات. وبمعاييرها لا شيء يدعو الى التخلي عن النظام السوري ما دام قادرا على الصمود في دمشق والمنطقة الحدودية مع لبنان وهما حيويتان لطهران. وفي الوقت نفسه، لا شيء يمنع وزير خارجيتها من القيام بجولات خليجية واطلاق المبادرات السياسية. وفي ظل هذين الحراكين المتوازيين، سيستمر تقاسم الادوار كما الجبهات بين ظريف وسليماني… حتى اشعار آخر.

موناليزا فريحة –  النهار[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. المتتبع لكل احداث المنطقة يجد ان هتلرا جديدا ظهر في المنطقة يريد ان يفرض نفسه بنفس الاسلوب والطريقة والاطماع
    هذا النازي الجديد لن ينفع معه الا اسلوبا واحدا اختاره هو لنفسه فهو يفرض نفسه عسكريا من خلال حزب الشيطان في لبنان والعصابات التي ارسلها الى سوريا والحوثيين في اليمن وعصابات الحشد الشيعي في العراق
    وان الاقرار لهذا النازي الجديد بمطامعه وتطلعاته واعتباره جزءا من المنطقة ليس كجار لها وانما كغاصب وسارق ومعتد عليها لن يؤدي الا الى نتيجة واحدة وهي الحرب معه
    ولو وقفت دول الحلفاء قبل سنتين فقط في وجه النازي لما ضطرت الى خوض حرب عالمية ثانية ازهقت ارواح 35 مليونا من البشر
    والنصيحة هو مواجهة هذا النازي الان ودون تردد اومهادنة وارغامه على ان يكون جارا لطيفا ولعل في عاصفة الحزم مثالا يحتذى