إذاعة ألمانية : كيف تشكل الحرب في الداخل السوري عبئا على حياة السوريين في المنفى
منذ اندلاع الحرب في سوريا منذ ما يقرب من عشر سنوات، اضطر الكثير من الناس مغادرة بلدهم وطلب اللجوء في دول أخرى.
وقالت إذاعة “دويتشلاند فونك“، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه يعيش الآن في ألمانيا ما يقرب من 800 ألف سوري، لكن الصراع في وطنهم ما يزال يمثل عبئا على الذين يعيشون في المنفى في ألمانيا.
والتقى موقع إذاعة “دويتشلاند فونك” مع العديد من السوريين وتكلموا عن حياتهم في المنفى، والتقت الإذاعة مع السوري أمين المغربي الذي يبلغ من العمر 22 عامًا ويدرس التاريخ والإعلام في جامعة هومبولت في برلين، وذكرت الإذاعة أن أمين يدافع عن أفكار الحرية ومعاداة الفاشية وكرامة وحقوق كل إنسان.
ويتوجه أمين بانتظام إلى مؤتمرات وزراء الداخلية ليوضح أن سوريا ليست آمنة في ظل حكم نظام الأسد.
وجاء أمين إلى ألمانيا مع والديه وإخوته في عام 2015. وتعلم اللغة الألمانية لمدة سبعة أشهر ووصل إلى المدرسة الثانوية في صيف 2016، وبعد ثلاث سنوات، تخرج من المدرسة الثانوية بمتوسط 1.6 نقطة وهو معدل ممتاز.
والتقى أمين بأشخاص لهم نفس التفكير وأصبح جزء من المشهد السوري والألماني النشط مثل ناشطين من منظمة “تبنّ ثورة” التي تدعم المقاومة المدنية في سوريا من برلين منذ 2011.
والتقت الإذاعة مع عدي المصاراني البالغ من العمر 25 عامًا وكان ناشطًا منذ البداية وكان ينظم الاحتجاجات في مسقط رأسه حمص منذ ربيع 2011.
وتم القبض على عدي وتعذيبه ولم يُفرج عنه إلا بعد أربعة أسابيع بفضل والدته الوصول إلى دوائر المخابرات والتوسط له.
وقال عدي: “في الاستجواب الأول كانوا يعرفون كل شيء عني ، بما في ذلك أن والدتي علوية، زاد هذا من سوء التعذيب لأنهم رأوني خائنًا، وأثناء الاستجواب الثاني لم يطرحوا أي أسئلة، بل عذبوني فقط بالصدمات الكهربائية وأنبوب بلاستيكي والضرب على جميع أنحاء الجسم.
وأضاف: “وفي المرة الثالثة قال الضابط إنه سيساعدني إذا أبديت امتناني له بعد إطلاق سراحي، أراد الهدايا والمال، وفي تلك المرحلة كنت منهكا تمامًا ووافقت على كل شيء.. لكن عندما اتصلت بي والدتي بعد إطلاق سراحي وشرحت لي ما فعلته، أدركت أن معارفها ساعدوني وليس الضابط “.
وفي نهاية عام 2015، فر عدي إلى لبنان، ومن هناك إلى تركيا وعبر طريق البلقان إلى ألمانيا، حيث وصل في كانون الثاني 2016، ولديه الآن تصريح إقامة دائمة ويدرس الدراسات الإعلامية في فورتسبورغ، وفي ضوء الجرائم المرتكبة في وطنه، يشعر بأنه مضطر لأن يكون ناشطًا سياسيًا في ألمانيا.
وذكرت الإذاعة أن ما يقرب من 800 ألف سوري يعيش في ألمانيا، وقبل عشر سنوات كان العدد حوالي 30000 ولا توجد أقلية نمت بهذه السرعة في مثل هذا الوقت القصير.
وأشارت الإذاعة أنه قبل عام 2011، كان الأكاديميون والمثقفون هم الذين فروا من نظام الأسد في سوريا منذ سبعينيات القرن الماضي والذين اكتسبوا سمعة أكاديمية كأطباء ومهندسين هنا، ولكن خلال الحرب، جاء العديد من سكان المناطق الريفية وهم في الغالب أقل تعليماً لكن القاسم المشترك بينهم جميعًا هو الاهتمام بالأقارب الذين ما زالوا يعيشون في سوريا اليوم.
وذكرت الإذاعة أن الانخراط في المعارضة السورية في ألمانيا قد يؤدي إلى تعريض الأسرة في الداخل للخطر، لأن جهاز المخابرات السورية لديه أيضًا مخبرين في هذا البلد.
وأشار الموقع أن معظم السوريين يعانون من مشاكل نفسية وهم مصابون بصدمة بسبب الحرب أو الهروب ويعيشون بين عالمين لا يمكن أن يكونا أكثر اختلافًا، ويشعرون بالتمزق بين حياتهم اليومية في ألمانيا، التي يريدون أن ينجحوا فيها بسرعة، والكارثة المستمرة في سوريا التي تشلهم وتحبطهم.
والتق الموقع مع ياسمين مرعي التي تعيش في برلين وتعمل في الترجمة وقالت “مدينة ذكرياتي هي حمص”و تنحدر ياسمين من عائلة سنية محافظة في ضواحي حمص ودرست اللغويات.
في بداية الثورة، هربت هي وعائلتها إلى مدينة السويداء جنوب سوريا. عندما تم اعتقال والدها وشقيقيها، هربت مرعي إلى تركيا ، حيث عملت كصحفية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، تلقت أخيرًا دعوة إلى برلين من خلال منحة دراسية لمدة ستة أشهر في الولايات المتحدة في عام 2015.
وقالت ياسمين عندما وصلت، حاولت ألا أحب برلين. لم أرغب في بناء ذاكرة بديلة يجب أن تكون حمص دائمًا مدينة ذكرياتي.
ولهذا السبب، ركبت مترو الأنفاق فقط، ولم أرغب في رؤية برلين فوق الأرض، ولم أرغب في تخصيص أي صور لأسماء الشوارع، كان ذلك جنونياً ومريضاً، وفي غضون ذلك، أرى برلين “كمكان مفتوح يقدم أكثر مما توقعت”.[ads3]