إيلون ماسك يكشف عن شريحة دماغية للتحكم بالكمبيوتر بالعقل
كشف قطب التكنولوجيا الشهير إيلون ماسك يوم الجمعة عن شريحته الجديدة التي يمكن أن توضع بداخل الدماغ، ويمكن من خلالها التحكم بأجهزة الكمبيوتر والهواتف باستخدام العقل، وستكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص المصابين بالشلل الرباعي، وحتى التخاطر الذهني بين شخصين.
وبعد تأخير استمر لمدة نصف ساعة، صعد ماسك على المنصة، ليكشف عن شريحة Neuralink (نيورالينك) الدماغية، وذلك ضمن عرض تقديمي أطلق عليه اسم “الخنازير الثلاثة”.
وقال ماسك الشهر الماضي في تغريدة على تويتر أنه في 28 أغسطس (آب)، ستُظهر شريحة نيورالينك “الخلايا العصبية تنطلق في الوقت الفعلي” وقد أوفى الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا بوعده.
وخلال العرض، ظهر حيوان أطلق عليه اسم جيرترود تمت زراعة الشريحة في دماغه، ورأى المشاهدون نشاط دماغه في بث مباشر على شاشة كبيرة. وأعطى البث المباشر أيضاً المظهر الأولي للشريحة المعاد تصميمها، وهي بحجم عملة معدنية كبيرة متصلة بأسلاك تحل محل قطعة من الجمجمة عند توصيلها بالدماغ.
وعلى الرغم من أن المشاهدين والمراقبين كانوا يأملون بمشاهدة تجربة عملية على البشر للتعرف على قدرات الشريحة، إلا أن الحدث أكد أن نيورالينك ستكون قادرة في المستقبل على منح البشر قدرة التحكم بأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية بعقولهم.
ويتألف نظام نيورالينك من شريحة كمبيوتر متصلة بخيوط مرنة دقيقة يتم تثبيتها في الدماغ بواسطة روبوت يشبه آلة الخياطة، ويلتقط الجهاز الإشارات في الدماغ، والتي تُترجم بعد ذلك إلى عناصر تحكم في الآلات.
وأوضح العرض أيضاً أن بالإمكان إزالة الوصلات ليعيش الشخص الذي حصل على الشريحة حياة طبيعية وصحية بالكامل.
وشرح ماسك آلية عمل الشريحة المزروعة في دماغ أحد الخنازير، حيث ظهر الحيوان وهو يبحث بأنفه عن الطعام على الأرض، وقال ماسك وهو يشير إلى الشاشة “تظهر هنا إيقاعات الشريحة، ويمكنك رؤية الدبابيس التي تشكل 1024 قطباً كهربائياً موصولة بدماغ الخنزير”.
وأضاف “عندما يلمس أنف الحيوان الأرض، يتم تفعيل الخلايا العصبية، وهذا ما يحدث الصوت الذي نسمعه، لقد قمنا أيضاً بزرع اثنتين من الشرائح في 3 خنازير في هذه المرحلة. يمكن أن يكون لديها وصلات متعددة وتكون بصحة جيدة ولا يمكن تمييزها عن الخنزير العادي”.
ووفق ما ذكرت شبكة “24” الإماراتية، شارك ماسك أيضاً تفاصيل النموذج الأولي الجديد الذي يحتوي على 1000 قناة، ويبلغ حجمه حوالي 23 ملم في 8 ملم ويتناسب بشكل جيد مع الجمجمة. ويمكن شحن الجهاز ليلاً، على غرار الهاتف الذكي وسيعمل بطاقة كاملة طوال اليوم.
وأوضح ماسك أن “الحصول على رابط يتطلب فتح قطعة من الجمجمة، و إزالة قطعة بحجم عملة معدنية من الجمجمة، وإدخال أقطاب آلية للروبوت”.
وكان روبوت “الخياطة” حاضراً أيضاً على خشبة المسرح مع ماسك، الذي أوضح أن الإجراء يستغرق 30 دقيقة فقط، ولا حاجة إلى تخدير عام، ويمكن للمرضى مغادرة المستشفى في نفس اليوم.
ويزيل “روبوت الخياطة” جزءاً صغيراً من الجمجمة، ويربط الأقطاب الكهربائية التي تشبه الخيوط بمناطق معينة من الدماغ، ويخيط الثقب مع بقاء ندبة صغيرة خلف الشق.
وعندما تم الكشف عن خطط تطوير الشريحة الدماغية لأول مرة، قامت الشركة بوضعها كوسيلة لتمكين الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي من التحكم بالتقنيات الحديثة، مثل الكمبيوتر أو الهاتف الذكي بعقولهم.
ومع ذلك، ومع تطوير العديد من مشاريع ماسك، تطور النظام إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد تطرق إلى فكرة “التخاطر الذهني”، الذي يسمح لشخصين بالتواصل من خلال الأفكار بمساعدة التكنولوجيا.
وقالت الشركة في العديد من المناسبات إن هذه “الواجهات العصبية ذات النطاق الترددي العالي والدقة العالية”، التي يطلق عليها اسم N1 يمكن زرعها في البشر في غضون الإثني عشر شهراً القادمة.
وبحث قطب التكنولوجيا مؤخراً في مزيد من التفاصيل حول النظام في مايو (أيار) أثناء حديثه في بودكاست جو روجان، وقال ماسك “أعتقد أن هذه هي إحدى الطرق التي تجعل الذكاء الاصطناعي يتحسن بشكل أفضل”.
ومع ذلك، أشار ماسك إلى أن إنشاء واجهة دماغية كاملة باستخدام شريحة نوارالينك سيستغرق نحو 25 عاماً حتى يكتمل بنجاح، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.