لأول مرة .. اكتشاف شبكة بحيرات ضخمة على سطح المريخ

تمكن فريق بحثي دولي من الكشف عن شبكة من البحيرات التي تقع أسفل طبقات الثلوج في القطب الجنوبي لكوكب المريخ، وهي المرة الأولى التي يكتشف فيها وجود هذا النوع من التشكلات المائية على سطح الكوكب الأحمر، الأمر الذي سيؤثر جذريا في خطط أبحاث المريخ المستقبلية.

نشرت نتائج الدراسة في دورية “نيتشر أسترونومي Nature Astronomy” وأصدرت جامعة كوينزلاند الجنوبية University of Southern Queensland المشاركة فيها بيانا عنها في الـ28 من سبتمبر/أيلول الجاري.

وللتوصل إلى تلك النتائج استخدم هذا الفريق آلية الرصد الرادارية الموجودة على متن المركبة الإيطالية “مارسيس” (MARSIS) التي تدور حول كوكب المريخ منذ عام 2003.

وبحسب الدراسة الجديدة، وفق ما اوردت قناة “الجزيرة”، فإن “مارسيس” تبحث عن المياه أسفل الثلوج بنفس الآلية التي تكتشف بها البحيرات تحت الجليدية في أقطاب كوكب الأرض، حيث تقوم بإطلاق موجات راديوية إلى سطح الكوكب ثم تستقبل رد فعلها الذي يختلف بين أن ترتد عن صخور أو ثلوج أو مياه.

البحيرات تحت الجليدية (Subglacial lake) هي اصطلاح يعبر عن وجود بحيرات من الماء تحت الأغلفة الجليدية، وتتكون بسبب أن الضغط المرتفع بالأسفل يخفض درجة انصهار الجليد فيتحول إلى ماء.

وعلى الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي يكتشف العلماء فيها وجود مياه في هذه المنطقة من القطب الجنوبي للمريخ، حيث كانت دراسة قد نشرت في دورية ساينس Science المرموقة أشارت إلى احتمال وجود بحيرة ماء في نفس المنطقة قبل عامين فإنها المرة الأولى لاكتشاف شبكة من البحيرات.

وبحسب الدراسة، فإن هذا الكشف لا يؤكد فقط صحة نتائج الكشف الأول، بل أيضا يثبت أن الأمر لم يكن صدفة، وأن وجود عدد من البحيرات يوحي أنها كانت ظاهرة شائعة على سطح الكوكب الأحمر، وكذلك يشير إلى أن جيولوجيا الكوكب تتحملها كشيء طبيعي وممكن.

من جانب آخر، فإن نتائج الدراسة تشير إلى أنه من المحتمل أن يكون الماء في تلك البحيرات الجديدة مالحا ويحوي عناصر مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم، وهو الكشف الذي سيساعد مستقبلا في دراسة تاريخ الكوكب الجيولوجي.

لكن الأكثر إثارة للانتباه أن ذلك ربما يجيب يوما ما عن السؤال الأهم: إذا كان المريخ قد احتوى يوما ما على الماء بكثافة فأين ذهب كل ذلك؟

وبالتبعية، فإن هذا يفتح بابا إضافيا للأسئلة عن وجود حياة على الكوكب الأحمر، فبينما هو صحراء قاحلة مع مناخ سيئ يمكن للحياة أن توجد في تلك البحيرات تحت الجليدية بين الأملاح المغذية للكثير من أنواع البكتيريا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها