إيريش هونيكير .. زعيم ألمانيا الشرقية سابقا و ذاكرة الستار الحديدي

لم يكن يتوقع إيريش هونيكير، زعيم ألمانيا الشرقية، إبان الحرب الباردة، أنه سيكون شاهداً على سقوط جدار برلين، الذي لعب دوراً مهماً في تشييده مُحوّلاً الجزء الشرقي من ألمانيا إلى سجن شيوعي كبير منذ عام 1961.

وولد إيريش هونيكير في عام 1912 وترعرع وسط عائلة فلاحية مؤيدة للشيوعية، وسرعان ما التحق بالشبيبة الشيوعية الألمانية وهو في السادسة عشرة من العمر، ليصبح بعد ذلك عضواً سامياً للحزب الشيوعي بعدما سافر إلى موسكو ودرس بمعهد “لينين” الدولي.

ومقاومته للنازية كلفته من عمره تسعة أعوام سجناً، قبل أن يعود إلى الحياة السياسية وهو في الثالثة والثلاثين، ليشغل منصباً في إدارة الحزب الشيوعي لدولة ألمانيا الشرقية الجديدة.

وفي عام 1958، أصبح هونيكير سكرتير أمن اللجنة المركزية للحزب، وبهذه الصفة تولى مهمة بناء جدار برلين، تنفيذاً لأوامر الأمين العام للجنة المركزية للحزب آنذاك، فالتير أولبريخت، ورئيس الاتحاد السوفييتي، نيكيتا خروتشوف.

وبدوره، قاد هونيكير جمهورية ألمانيا الديموقراطية مدة ثلاثة عشر عاماً، بين 1976 – 1989، فكانت فترة حكم وصفها معارضو النظام الشيوعي بفترة انعدمت فيها الإنسانية، وذلك لأن إيريش هونيكير قاد البلاد بقبضة من حديد وبمساعدة جهاز الشرطة السرية “الشتازي”، الذي كان ينشر العنف والذعر بين المواطنين.

لكن الشرطة لم تنفذ أوامر إيريش هونيكير بإطلاق النار على المحتجين في مظاهرات أشهرها كانت في مدينة لايبتسيغ، في أيلول من عام 1989، طالبت بالحرية وانتخابات نزيهة، وأدت إلى الإطاحة بهونيكير وطرده من المكتب السياسي للحزب في 18 تشرين الأول 1989، ثم الإطاحة بالستار الحديدي في تشرين الثاني من نفس العام.

وخلال محاكته في عام 1991 حول دوره في انتهاك حقوق الانسان، برر هونيكير بناء جدار برلين بكونه “جنب العالم حرباً عالميةً ثالثة”، كما قلل الزعيم الشيوعي الموالي للاتحاد السوفييتي من شأن انتهاكات الشرطة السرية.

ومع ذلك، توقفت ملاحقة الرجل الكهل المريض بسرطان الكبد، وأٌطلق سراحه ليتمكن من السفر إلى أسرته في المنفى في تشيلي، حيث توفي في عام 1994 عن 82 عاما. (MCD)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها