مواجهة ألمانيا و تركيا أكثر بكثير من مباراة دولية ” ودية “

يلتقي المنتخبان الألماني والتركي، الأربعاء، في كولونيا في مباراة دولية ودية ستقام على الأرجح خلف أبواب موصدة، وسط استياء الجالية التركية الكبيرة في ألمانيا.

سممت “قضية أوزيل-غوندوغان” في 2018 الأجواء المحيطة بالمانشافت قبل وأثناء وبعد نهائيات كأس العالم في روسيا، كما أدت إلى استقطاب المجتمع الألماني، متسببة في اندلاع تجاوزات كراهية الأجانب في بعض الصحف وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.

التقى اللاعبان الدوليان الألمانيان من أصول تركية مسعود أوزيل، وإيلكاي غوندوغان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لندن قبل نهائيات كأس العالم، وقاما بإهدائه قميصين موقعين لنادييهما أرسنال ومانشستر سيتي الإنجليزيين. كتب غوندوغان على قميصه “إلى رئيسي”.

وعلى إثر ذلك وجه جزء من الرأي العام الألماني انتقادات شديدة للاعبين، ليس فقط لإنكارهما لبلدهما ألمانيا، ولكن أيضا وقبل كل شيء لإظهار دعمهما لرئيس دولة يُنتقد بسبب هجماته على الديمقراطية والقيم التي لا تتوافق مع قيم ألمانيا الحديثة.

وما زاد من حدة الانتقادات حيال أوزيل، الأداء الباهت الذي قدمه، كالعديد من لاعبي المنتخب، في مونديال 2018، وخروج المنتخب الألماني، المتوج بلقب 2014، من الباب الضيق في الدور الأول لمونديال روسيا.

واضطر أوزيل الذي شعر بالاشمئزاز تجاه الانتقادات التي طالته، إلى إعلان اعتزاله اللعب دوليا، مباشرة بعد العرس العالمي بموسكو، متهما مسؤولي الاتحاد الالماني علنا بالعنصرية.

أفلت غوندوغان من القضية بطريقة أكثر دبلوماسية، حيث سلط الضوء على ولائه المزدوج لبلده ألمانيا ولوطن والديه تركيا. ولا يزال غوندوغان أحد أعمدة المنتخب الألماني، لكنه سيغيب الأربعاء بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد.

أكيد أن غياب الجمهور عن مباراة الأربعاء يجردها من جزء كبير من طابعها العاطفي.

في كولونيا، من المتوقع أن يدفع المدرب الألماني، يواكيم لوف، بمنتخب يغيب عن صفوفه أبرز نجومه، كونه يعتبر أن الفوز على تركيا أقل أهمية بالنسبة له من الحفاظ على قوة نجومه في مباراتي دوري الأمم الأوروبية ضد مضيفته أوكرانيا السبت المقبل، وضيفته سويسرا الثلاثاء المقبل. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها