من دير الزور إلى بلفاست .. قصة لاجئ سوري انتظر لسنوات لم شمل أطفاله السبعة

روت هيئة الإذاعة البريطانية قصة اللاجئ السوري عابد الخلف، الذي غادر سوريا إلى بلفاست قبل خمس سنوات، واضطر لترك زوجته وأطفاله السبعة وراءه، وانتظر طويلاً قبل أن ينجح بلم الشمل.

وقالت الإذاعة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن هذا هو الواقع القاسي للعديد من اللاجئين، الذين يستقرون في إيرلندا الشمالية، التي تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين نسبياً، مقارنة بأي جزء آخر من بريطانيا.

وأضافت أن عابد غادر سوريا عام 2015، بسبب الحرب، وما أسماه “المنظمات الفاسدة والإجرامية ضد الإنسانية”.

زوجته وأطفاله السبعة كانوا يعيشون في سوريا، غير قادرين على المغادرة، لأنهم كانوا يعيشون على خط الجبهة في دير الزور، والتي كانت خاضعة لسيطرة عدة جهات عسكرية (داعش – النصرة – قسد).

وقال عابد إن هذه الجماعات كانت مشهورة بقتلها وترهيبها للناس، وسرقة أموالهم وممتلكاتهم، وأضاف: “كان الوضع جحيماً، بل أكثر من ذلك، أكثر مما تتخيل، بالنسبة لي رأيت كل شيء بأم عيني، هذا ليس سوى جزءاً صغيراً من المعاناة التي واجهتها أنا والعديد من الناس”.

تدير مؤسسة “توغيذر ناو” الخيرية برنامجاً يساعد اللاجئين في المملكة المتحدة، على لم شملهم مع أفراد عائلاتهم، الذين اضطروا لتركهم وراءهم، أثناء فرارهم من الاضطهادـ، وقد قالت إن العديد من اللاجئين يضطرون لترك أفراد عائلاتهم وراءهم أثناء فرارهم من الاضطهاد، وغالباً ما يضطر اللاجئون إلى الفرار من منازلهم، واستخدام أي موارد مالية لديهم للوصول إلى بر الأمان، وقد لا يكون لدى الأفراد في هذه الحالة الوسائل اللازمة لتمويل سفر عائلاتهم أو التكاليف الأخرى المتعلقة بلم شملهم.

ولم تكن رحلة عابد إلى المملكة المتحدة سهلة، فقد غادر سوريا إلى تركيا ومنها إلى الجزر اليونانية، حيث حاول مع لاجئين آخرين الوصول إلى مقدونيا، وبعد شهور من المشقة والمخاطر والإرهاق، أثناء سفره عبر المجر والنمسا وألمانيا وفرنسا، وصل إلى المملكة المتحدة، حيث طلب اللجوء، وحصل على تصريح إقامة.

على بعد أكثر من 3000 ميل، حاولت زوجة عابد وأطفاله السبعة الانتقال إلى البلدان المجاورة، لكن داعش سيطر على مداخل المدينة عام 2013 حتى نهاية عام 2017، ولم يتمكن أحد من المغادرة.

وعن ذلك قال عابد: “كنت على اتصال دائم بزوجتي وأولادي، أفكر بهم دائماً، لكن في كل لحظة كنت أعيش بعيداً عنهم كنت أعاني كثيراً من أجل توفير المال لهم”.

ونجت عائلة عابد بالوصول إلى دمشق عام 2017، ثم غادرت إلى بيروت لإجراء مقابلة لم الشمل إلا أن طلباتهم رفضت، وعلق رب الأسرة بالقول: “لم يقتنعوا بأن هذه زوجتي وأولادي، وطلب مني تقديم أدلة، لكن لم يكن لدي أي دليل.. كان ذلك وقتا صعباً، استغرق الأمر شهوراً من الرفض، وشهوراً من الانتظار والمعاناة”.

وبعد تقديم تحليل الحمض النووي لإثبات أن عابد هو والد أطفاله، أخبرهم محامي الأسرة أن يستأنفوا القرار في المحكمة، لذلك تم تقديم أوراق الاستئناف وانتظروا عالم لتحديد جلسة جديدة.

وبعد طول انتظار، تمت الموافقة أخيراً على تأشيراتهم في تشرين الثاني من العام 2019، ولكن بعد ذلك بدأت جائحة فيروس كورونا مما ترك عابد قلقاً بشأن ما إذا كان سيرى عائلته.

وطُلب من زوجته وأطفاله الذهاب إلى مكتب القنصلية في لبنان لتقديم الأوراق المطلوبة، واستلام تأشيراتهم في وقت سابق من هذا العام.

ومع ذلك، عندما ذهبت زوجته لاستلامها، وجدت ستة تأشيرات فقط، مما تركها عالقة في لبنان مع طفلها الأصغر.

وفي الشهر الماضي نقل ستة من أبنائه إليه في بلفاست، بمساعدة من منظمة “توغيذر ناو”، وأصدرت تأشيرات لزوجته وابنه الصغير، ومن المقرر أن يسافروا في الأسابيع المقبلة.

 

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. نورتوا ايرلندا يا هلا بالربع ,, بس اياك توقف انجاب اطفال يا استاذ عابد ,,