اختراق مذهل لـ ” ناسا ” على بعد 334 مليون كيلومتر

قامت “ناسا” الفضائية باختراق مذهل، حققته مركبة سمتها OSIRIS-Rex حين أطلقتها قبل 4 أعوام إلى كويكب Bennu الجوال على بعد 334 مليون كيلومتر بين الأرض والمريخ، فهبطت على سطحه والتقطت منه عيّنات، ستعود بها إلى الأرض، لتهبط بالمظلات يوم 24 سبتمبر 2023 في صحراء ولاية Utah بالغرب الأميركي، في أول عملية تحصل فيها الولايات المتحدة على شيء من أحد الكويكبات.

و، الأربعاء، عقد فريق من NASA مؤتمرا صحافيا، تحدثوا فيه عن “بينو” البالغ قطره 510 أمتار، والمحتوي على كنز لا يقدر بثمن، وهي مواد من النظام الشمسي المبكر، لم تتغير منذ مليارات السنين، وقد توفر نظرة ثاقبة عن أصل الحياة وكيف تبرعمت على الأرض وتطورت. كما عرضوا فيديو لعملية التقاط العينات من سطح “بينو” بعد الهبوط عليه لمدة 10 ثوان، كانت كافية لتلتقط الذراع 60 غراما فقط من الحصى والحبيبات والغبار المنثور، وتنقلها إلى المركبة التي ستبدأ قريبا رحلة تستغرق 3 سنوات للعودة الى الأرض.

أما الهبوط الذي استغرق 4 ساعات و50 دقيقة، فكانت دقته متناهية إلى درجة أن Dante Lauretta المحقق الرئيسي في “ناسا” للمهمة، قالت إنها تكاد لا تصدق ما ترى، حين مدت المركبة ذراعا آليا طوله 3.30 أمتار، والتقطت به ما تيسر من السطح، بحسب ما اوردت قناة “العربية”، واستغرق 18 دقيقة ونصف الدقيقة ليصل من المركبة التي بثته إلى الأرض بسرعة الضوء البالغة 300 ألف كيلومتر بالثانية. مع ذلك، سيحتاج العلماء لبضعة أيام لإعلان نجاح المهمة بالكامل، برغم أن “أوزيرس ريكس” نفذت التعليمات المخطط لها تماما، وهو ما قاله القيّمون على NASA في المؤتمر الصحافي.

وكانت المركبة البالغ حجمها سيارة فان، وصلت في 2018 إلى “بينو” الجوال في الفضاء بسرعة تزيد عن 100 ألف كيلومتر بالساعة، وبدأت ترافق تجواله وتدرسه منذ ذلك العام، إلى أن حان الثلاثاء موعد التقاط العينات من موقع فيه ارتفاعه 16 مترا، يسمونه Nightingale أو “العندليب” الواقع في نصف الكرة الشمالي من الكويكب، لأنه أكثر منطقة خالية تقريبا من أحجار وصخور كبيرة يصعب على الذراع الآلية التقاطها. مع ذلك، أطلق الذراع غاز النيتروجين المضغوط لتحريك سطح المنطقة المستهدفة، وبعثر موادها الدقيقة والحبيبات، فالتقط ما يمكن اعتباره أهم اختراق فلكي تقريبا.

تلك العينات، شبيهة بما اكتشفه جندي فرنسي في 1799 أثناء حملة نابليون على مصر، وهو “حجر رشيد” الذي مكن علماء الآثار من التعرف إلى أسرار اللغة الهيروغليفية “لذلك فهي تكشف لنا عن تاريخ كوكبنا بالكامل، وعن النظام الشمسي خلال مليارات من السنين مضت” وفق تعبير العالم Thomas Zurbuchen رئيس بعثة “أوزيريس ريكس” العلمية، باعتبار أن مكونات “بينو” لم تتغير منذ نشأت الأرض قبل 4 مليارات و500 مليون عام، لذلك قد تكون محتوية على أسرار الحياة الأولى وموادها الأساسية، كما قد تساعد على فهم المزيد عن الكويكبات المرجح اصطدامها كارثيا بالأرض، وبينها “بينو” المفروض الاستعداد له من الآن.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها