كورونا في ألمانيا .. هل هناك خطة طوارئ إذا أصيب أعضاء الحكومة ؟

“أنا في وضع جيد حسب الظروف، وعوارض الزكام لم تزداد حدة”، يقول وزير الصحة ينس شبان، في رسالة فيديو نشرها على صفحته في فيسبوك.

والوزير البالغ من العمر 40 عاماً كان قد شارك قبل ذلك في جلسة للحكومة، وهو والمشاركون في الجلسة لم يلحظوا شيئا عليه باستثناء صوته المتأثر بعض الشيء.

لكن عندما ظهر ألم خفيف في حلقه، خضع شبان فوراً لفحص، جاءت نتيجته إيجابية وتأكدت إصابته بعدوى فيروس كورونا، فدخل بعدها مبشارةً في حجر صحي.

وردا على سؤال من شبكة “دويتشه فيله” الإعلامية، حول المدة التي سيستمر الحجر الصحي، رد متحدث باسم وزارة الصحة بأن الوزير سيتقيد بقواعد مكاتب الصحة، ومن ثم سيبقى 14 يوماً في الحجر الصحي، حتى لا يقول الرأي العام بأن هناك استثناءات.

وموظفون من المحيط القريب من الوزير لم يُصابوا إلى حد الآن.

وفي الأثناء، تم كذلك فحص كاتب دولة من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية وكانت النتيجة إيجابية، ويتعلق الأمر بمارتن ييغر، الذي كان يجلس يوم الاثنين، فقط قبل يومين من الجلسة الحكومية الأخيرة، إلى جانب وزير الصحة المريض، وتناول معه وجبة الغذاء.

ومنذ التعرف على هذه الظروف هناك توتر بين الوزراء، والسؤال هو كم من مشارك في جلسة الحكومة قد تعرض للعدوى من وزير الصحة؟ وماذا سيحصل إذا تغيب أعضاء إضافيون عن جلسات الحكومة بسبب كورونا؟.

كل أربعاء تجتمع الحكومة الألمانية في قاعة المؤتمرات الدولية في مبنى المستشارية ويبحثون قضايا وقوانين راهنة، وينس شبان هو أول وزير يمرض بسبب كوفيد 19، ووزراء إضافيون ظلوا بعيدين في الأيام الماضية عن الحكومة كإجراء وقائي، وليس لأنهم مرضى.

وزير الخارجية هايكو ماس ظل هو الآخر في الحجر الصحي، لأن حارساً من محيطه المباشر كان مصابًا بكورونا، وفيما يتعلق بوزير الاقتصاد بيتر ألتماير فإن موظفاً تابعاً لأحد الوزراء كان موجوداً معه في لقاء لوزراء التجارة الأوروبيين في برلين، تأكدت إصابته أيضاً بعدوى فيروس كورونا، وعلى إثر ذلك، اختار ألتماير العزلة طواعية، وقبلها لجأ وزير العمل هوبيرتوس هايل إلى العمل من المنزل، لأنه حصل من خلال تطبيق كورونا على هاتفه الجوال على تحذير.

فهل ستعقد الحكومة مستقبلاً اجتماعاتها فقط من خلال مؤتمرات فيديو للتقليص من خطر العدوى أثناء الاجتماعات العادية والتواصل الشخصي بين الوزراء، ويجيب على السؤال متحدث باسم الحكومة، بقوله لشبكة “دويتشه فيله”: “تبقى الجلسات الحكومية قائمة في ظل قواعد صارمة للحماية من العدوى”، وهذا يعني بشكل ملموس أن يبقى مقعدان شاغرين بين كل وزير وآخر، كما توجد فواصل عازلة بين المجتمعين تحمي من العدوى وجهاز ميكرفون يسمح للمشاركين بعدم التحدث بصوت مرتفع، لكي لا يتطاير الرذاذ من أفواههم أثناء التحدث وبالتالي انتشار الجزيئات الناقلة للفيروس، و”ربما يقوم أعضاء الحكومة بالتنزه في الهواء الطلق للحصول على هواء نقي يفيد أدمغتهم”، يقول بعض النواب من المعارضة من حزبي الخضر واليسار، مازحين.

وفي المقابل، أعلنت الحكومة أنها “تتقيد أثناء اجتماعاتها قواعد النظافة والتباعد، بهدف عدم اضطرار بعض أو كل المجتمعين للدخول في حجر صحي في حال تأكد إصابة أحد في الاجتماع لاحقاً”، والظروف السائدة داخل قاعة الاجتماعات للحكومة الألمانية تم، بموجب الحماية من العدوى، “تحسينها واختبارها من قبل مكتب الصحة في برلين، وفحص كافة أعضاء الحكومة بسبب إصابة وزير الصحة ينس شبان ليس ضرورياً”، وخبير شؤون الصحة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كارل لاوترباخ، صرح لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية بأنه ليس هناك حاجة لحجر صحي على الحكومة، إذ أن “أعضاء الحكومة كلهم مهمين بالنسبة إلى النظام القائم وبالتالي وجب على الوزراء مواصلة العمل بوضع كمامة”، لكن هناك تقارير لشهود عيان تؤكد أن أعضاء في الحكومة خلال الجلسة الماضية بعد التحية أزالوا الكمامة.

والرد على سؤال حول ما إذا كان وضع الكمامة إلزامياً مستقبلاً أثناء اجتماعات الحكومة، تركه المتحدثون باسم الحكومة بدون جواب وأشاروا إلى المواقف المعلن عنها إلى حد الآن.

وفي حال ما إذا مرضت المستشارة الألمانية، هناك في المادة 69 من القانون الأساسي (الدستور) قاعدة واضحة، تنص على تولي نائبها، وهو حالياً وزير المالية أولاف شولتس، مهامها وقيادة اجتماعات الحكومة، لكن ماذا لو تغيب هو الآخر، فلن يتولى مهام المستشارة وزير آخر، بل أحد كتاب (سكرتير) الدولة من وزارة المالية، والوزارت الألمانية فيها عدد من كتاب الدولة، فوزارة الاقتصاد مثلاً فيها خمسة كتاب دولة، ثم يأتي رؤساء الأقسام في الترتيب حسب التجربة أو العمر، وفي حال الضرورة، بإمكان البرلمان الموافقة على قوانين، وهناك “برلمان طوارئ” مؤلف من 48 عضواً يمثلون الغالبية داخل البرلمان، وبالتالي فإن سير العمل الحكومي لن يتوقف ويستمر تسيير شؤون الحكومة والدولة في مختلف الظروف والحالات الطارئة.

فولفغانغ ديك – دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها