لماذا يبدو أن استراتيجية مكافحة فيروس كورونا في ألمانيا غير مجدية هذه المرة ؟
تم الإشادة بألمانيا على استجابتها الأولية لوباء فيروس كورونا، لكن العودة التي استمرت أربعة أسابيع إلى إجراءات الصحة العامة الصارمة أثارت تساؤلات حول فعالية استراتيجيتها للمرة الثانية.
وأشعلت ألمانيا “ضوء الإغلاق” يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، والذي من المقرر أن يستمر لنهاية شهر تشرين الثاني.
وتشمل القيود الجديدة إغلاق الحانات والمطاعم ودور السينما والمسارح وصالات الألعاب الرياضية، فضلاً عن إعادة إدخال تدابير التباعد.
وحذرت المستشارة أنعيلا ميركل، يوم الاثنين الماضي، من أن ألمانيا “يجب أن تضع الوضع تحت السيطرة إلى النقطة التي يمكن فيها لمكاتب الصحة العامة المحلية تتبع جهات الاتصال مرة أخرى، وإلا فإن النمو المتسارع سيرتفع ببساطة”.
وفي الموجة الأولى من الوباء، بنت الدولة على البنية التحتية المحلية الحالية للتغلب على الفيروس.
ووجد التحليل الذي نُشر في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) أن النظام الألماني المكثف للاختبار، وتتبع الاتصال، والحجر الصحي كانت كلها عوامل حاسمة “للسيطرة الناجحة” على تفشي المرض.
وقال الدكتور حاجو زيب، رئيس قسم معهد لايبنيز الألماني لأبحاث الوقاية وعلم الأوبئة، أن نظام تتبع مكاتب الصحة العامة في البلاد “يواجه الآن تحديات إلى أقصى حد”.
ومع هذه الجولة الثانية من قيود الإغلاق، قالت الحكومة الألمانية إن هدفها هو خفض عدد الإصابات الجديدة إلى حوالي 50 حالة لكل 100 ألف شخص خلال فترة سبعة أيام، حتى تتمكن مكاتب الصحة العامة المحلية مرةً أخرى من تتبع جميع الاتصالات.
ووفقًا لتقرير الوضع اليومي الصادر عن وكالة الحكومة الفيدرالية الألمانية، معهد روبرت كوخ، كان هناك الآن ما يقرب من 127 حالة لكل 100 ألف خلال فترة سبعة أيام.
وقالت الحكومة إنها غير قادرة حاليًا على تتبع 75% من الحالات الجديدة.
وقال زيب إن مجموعة من العوامل أدت إلى الزيادة الأخيرة في إصابات كوفيد -19، بما في ذلك تخفيف القيود خلال فترة الصيف.
وقال زيب إن الأشخاص العائدين إلى ألمانيا من العطلة كان المحرك الرئيسي لبداية موجة أخرى.
وأدى ذلك إلى “عبء عمل كبير” على مكاتب الصحة العامة المحلية، حيث كان عليهم أيضًا اختبار هؤلاء المواطنين العائدين.
وفي الجولة الأولى، قال زيب إن تعامل ألمانيا الفعال مع الفيروس ساعده حقيقة أن وباءه “بدأ في فئة عمرية صغيرة، ولم يؤد إلى الكثير من الحالات الشديدة منذ البداية”، مما منحها مزيدًا من الوقت لإعداد نظام الرعاية الصحية الخاص بها. (CNBC)[ads3]