ألمانيا تدعو لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة
دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الثلاثاء، إلى إعادة إطلاق العلاقات مع الولايات المتحدة، بما في ذلك التفاوض على اتفاقية تجارية جديدة، ما يمثل أهمية قصوى لسيادة أوروبية أكبر.
وفي منتدى السياسة الخارجية الذي نظمته مؤسسة “كوربر”، شدد الوزير على “الحاجة الملحة” لاستعادة وتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأعرب عن استعداد الأوروبيين لإجراء محادثات ومفاوضات حول كل الموضوعات الكبرى.
وانتقد أن السنوات الأخيرة في ما يسمى بالغرب تتلخص في “السيطرة على الضرر”، سواء فيما يتعلق بالأزمات الكبرى مثل أفغانستان وسوريا وإيران، وكذلك التحديات الرئيسية في عصرنا مثل تغير المناخ.
وأشار إلى إن المواجهة بين نموذجين “مختلفين اختلافاً جوهرياً” مثل نموذج “بلدي أولاً” والتعددية هي “أسوأ” ما يمكن أن يحدث في أوقات يكون فيها التعاون الدولي ضرورياً أكثر من أي وقت مضى.
وقال رئيس الحكومة الإسبانية، بدرو سانشيز، في هذا المنتدى، بعد ظهر الثلاثاء، من مدريد: “هذا هو السبب في أننا لم نحرز تقدماً حقيقياً بشأن القضايا الكبرى، وآمل أن يتغير هذا الآن”.
وأبرز أن الافتقار إلى التعاون في الغرب أدى إلى حدوث فراغ في العديد من القضايا وشغلته الصين أو روسيا.
وأضاف أنه من أجل “إحياء” العلاقات عبر الأطلسي والتوصل “لاتفاق جديد”، سيتعين على الاتحاد الأوروبي تقديم شيء يفتح الآفاق.
وحذر من أنه “لن يكون كل شيء كما كان من قبل”، وأصر على فكرة أن على أوروبا تطوير استراتيجيتها الخاصة والعمل أكثر على سيادتها في السياسة الخارجية والأمنية.
وحذر من أنه من دون استراتيجية خاصة، يمكن أن يصبح الاتحاد الأوروبي لعبة للقوى العظمى المنافسة، الولايات المتحدة وروسيا والصين، “ونحن لا نريد ذلك”.
كما أكد ماس أن أحد البنود العديدة المدرجة على جدول الأعمال هو “الاهتمام بتنظيم” التجارة مع الولايات المتحدة في عالم يتم فيه توقيع المزيد والمزيد من اتفاقيات التجارة الحرة.
من جهته، وصف وزير الخارجية البرتغالين أوغوستو سانتوس سيلفا، فسخ الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، للمفاوضات بشأن اتفاقية تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي بأنه “أحد أخطر الأخطاء”، مؤيداً استئناف المحادثات.
وشدد على أهمية أن تتم العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “في أفضل الظروف”، واعتبر أن إدارة ترامب تعاملت مع الاتحاد الأوروبي ليس كصديق أو حليف، بل معاملة “عدو”، وأنها أجبرته على الاختيار بين الولايات المتحدة والصين.
وفي هذا الصدد، أعلن ماس أن الصين “خصم منهجي” لأوروبا، في حين أن الولايات المتحدة شريك تشترك معها في القيم، وهذا لا يعني أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يقف إلى جانب أحد لأنه يدافع أيضا عن مصالحه الخاصة.
في الوقت نفسه، أشار إلى أنه إذا تداخلت أوروبا والولايات المتحدة فيما يتعلق بقيمهما الاقتصادية ومصالحهما بشكل أكبر، فإن الفرص ضد الصين ستكون أكبر. (EFE)[ads3]