حياة مارادونا المضطربة تنذر باندلاع معركة كبيرة على ميراث الأسطورة
تنذر الحياة المضطربة لأسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية دييغو مارادونا الذي فارق الحياة الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إثر انتكاسة صحية، بنزاع داخل العائلة يضاف الى النزاعات القانونية والإعلامية التي اختبرها بطل مونديال 1986 خلال مسيرته في الملاعب وبعد الاعتزال.
توقع مصدر مقرب من العائلة لوكالة الأنباء الفرنسية مفضلا عدم الكشف عن اسمه، الجمعة، أن “تندلع معكرة كبيرة. لم يترك وصية”، وذلك في تصريح له بعد وفاة الأسطورة الذي يصعب معرفة ما حجم ثروته أو إن قام بتوزيعها قبل مماته.
مارادونا هدد بالتبرع بكل ما يملك:
في عام 2019، خلال خلاف مع ابنته جانينا التي اتهمت “حاشيته” بعدم الاعتناء به، هدد الأسطورة بأنه سيتبرع بكل ما يملكه، وضمن ذلك الاستثمارات والعقارات والسيارات الفاخرة والعقود الإعلانية من بين أمور أخرى.
قال مارادونا حينها في رسالة مسجلة: “أعلم الآن أنه عندما نصبح كبار السن، الناس يهتمون بما تتركه أكثر مما تفعله. وأنا أقول لهم جميعاً، إني لن أترك لهم أي شيء، وإني سأتبرع بكل شيء، سأتبرع بكل ما حصلت عليه في حياتي”.
لكن القانون الأرجنتيني ينص على أن ثلثي الميراث يجب أن يذهبا الى الأطفال والزوجة، وأنه لا يمكن حرمانهم منه، ولا يمكن أن يتبرع شخص استناداً إلى وصية إلا بخُمس ممتلكاته.
لكن منذ تلك الرسالة التهديدية، تصالح مارادونا وابنته كما اتضح من الرسائل العاطفية التي نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي جانينا وشقيقتها دالما خلال عيد الميلاد الستين لوالدهما في 30 أكتوبر/تشرين الأول.
كتبت جانينا: “لقد استفدت منه (من مارادونا) في كل مرحلة من مراحل حياتي. أحياناً أكون أقرب إليه من اليوم، لكن ليس أبعد من الغد. إنه مثالي الأعلى لكل ما يجب القيام به وكل ما يجب الامتناع عنه. أنا أتطلع إليه في الأمس، اليوم ودائماً. لقد علَّمني أن أسامح (الآخرين)، وأن أسامح نفسي”.
كانت جانينا ودالما اللتان رُزق بهما مارادونا من زوجته السابقة كلوديا فيافنيي، لسنوات طويلة، الابنتين الوحيدتين اللتين اعترف بهما الأسطورة، لكن كان عليهما التعامل مع الحياة العاطفية المزاجية لوالدهما.
بعد وفاة الأسطورة الأرجنتينية الأربعاء، وقفت ابنتاه -الآن والدتان تبلغان من العمر 31 و33 عاماً- جنباً إلى جنب مع زوجته السابقة التي كانت على خلاف قانوني مع الأسطورة بعدما اتهمها بأنها احتفظت بـ458 قطعة من مسيرته الكروية.
كانت الثلاث واضحات في تحديد مَن المسؤول بعد رحيل الزوج السابق والوالد، إذ حددن الجدول الزمني للتأبين والدفن، وقررن أيضاً أن تقتصر المدة الزمنية للوداع الشعبي على 10 ساعات في كاسا روسادا (القصر الرئاسي)، مما ترك القليل من الوقت أمام الجماهير للتجمع من أجل إلقاء النظرة الأخيرة الوداعية على “معبودهم”.
تعرَّف مارادونا على زوجته السابقة حين كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وكانت صديقتَه الأولى وزوجته الوحيدة قبل طلاقهما عام 2003.
وبحسب موقع “عربي بوست”، قبل أشهر قليلة من ولادة دالما، جاء دييغو جونيور إلى العالم، لكن استغرق الأمر من مارادونا 29 عاماً للاعتراف بأنه ولده من الإيطالية كريستينا سيناغرا.
بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، لم يتمكن دييغو جونيور من السفر من إيطاليا لحضور الجنازة.
في عام 2008، اعترف مارادونا بجانا، المولودة عام 1996 من علاقته بفاليريا سابالين التي كانت الأقرب إليه خلال أشهره الأخيرة.
إحدى أمنيات الأرجنتيني الأخيرة كانت أن يلم شمل أطفاله في عيد ميلاده الستين، لكن هذا الأمر لم يتحقق، ما أوقعه في اكتئاب عميق، بحسب ما زعمه بعض أقاربه.
وفقاً لمحاميه، رُزق مارادونا بما لا يقل عن ثلاثة أطفال في كوبا، لكنه لم يعترف بهم.
من جهة أخرى قال محامي مارادونا، الخميس، إنه سيطلب إجراء تحقيق كامل في ملابسات وفاة نجم كرة القدم، وانتقد ما قال إنه رد فعل بطيء من خدمة الطوارئ.
إذ قال مورلا محامي مارادونا في بيان على حسابه على تويتر “ما لا يمكن تفسيره هو أن يظل صديقي لمدة 12 ساعة دون أي اهتمام أو فحص من الموظفين المخصصين لهذا الغرض”.
كما أضاف محامي مارادونا أن “سيارة الإسعاف استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول، وهي حماقة جنائية”، مشيراً إلى أنه لا ينبغي “تجاهل” الحقيقة، وأنه سيسعى إلى تحقيق كامل في الأمر.[ads3]