ألمانيا : ” لواء العاصفة 44 ” .. جماعة يمينية خطيرة تحظرها السلطات
“لواء العاصفة 44″، يشير الاسم الذي تعتمده المجموعة الصغيرة إلى ما تحمله من معاني متعلقة بشراسة الحرب، ويرتدي أعضاؤها قمصاناً وسترات تحمل شارة المجموعة مكتوبة بخط كبير أبيض اللون بأحرف ألمانية قديمة الطراز، وهذا يعتبر أسلوباً خطيراً، إذ يرتدونه بفخر في التجمعات اليمينية المتطرفة، وهذا يبدو مخيفاً للغرباء، فإنها تشكل تهديداً، وعلى الرغم من أن معظم الناس قد لا يكونون على دراية بالهاوية التي لا نهاية لها، والتي تقف خلف الحروف والأرقام لهذه المجموعة.
الجرائم التي ارتكبتها وحدة “لواء العاصفة 44” في الحرب العالمية الثانية فظيعة لدرجة كبيرة يصعب وصفها بالكلمات، فقد كانت “وحدة خاصة” تحت قيادة الضابط أوسكار ديرليفانغر، وقد قتل ديرليفانغر وجنوده عشرات الآلاف من الناس معظمهم من المدنيين العزل، كما أحرقوا الرضع والأطفال، واغتصبوا النساء، وأطلقوا النار على كل قروي صادفوه في بيلاروسيا.
وعلاوةً على ذلك، نهب الجنود قرية “خاتين” الصغيرة، قبل أن يحبسوا السكان المحليين في حظيرة ليضرموا فيها النيران لاحقاً، وكان مصير أي شخص يحاول الهرب الرمي بالرصاص، ومن بين القتلى الـ147، كان هناك 75 طفلاًً، وقد نجا حداد القرية، يوزف كامينسكي، بعد انسحاب قوات الأمن الخاصة، غير أنه قد وجد جثة ابنه آدم وسط أنقاض الحظيرة المتفحمة.
يحظى ديرليفانغر، الذي حصل لاحقاً على وسام (إس إس، أي لواء العاصفة)، بالتبجيل من قبل جماعة “لواء العاصفة 44” المحظورة الآن، والرقم 4 يرمز إلى الحرف الرابع من الأبجدية الألمانية (D)، لذا فإن الرقم 44 يعني (وحدة ديرليفانغر).
ولا يبدو أن الجماعة تلعب دوراً رئيسياً في المشهد اليميني المتطرف في ألمانيا اليوم، لكن يُعتقد أنها على صلة وطيدة بالمتطرفين الآخرين، ففي عام 2019 أمر المدعي العام الألماني بمداهمات للاشتباه في تورط أعضاء من المجموعة في تشكيل جمعية إجرامية، وذلك بعد الاشتباه في مشاركتهم في التجمعات اليمينية المتطرفة الإقليمية ورسم الصليب المعقوف على الجدران.
وقال ديفيد بيغريتش، من منظمة “Miteinander” غير الحكومية المناهضة للعنصرية من ولاية ساكسونيا أنهالت بشرق ألمانيا، إن التحقيقات حول مجموعة “لواء العاصفة 44” كشفت مرةً أخرى أن مجموعات اليمين المتطرف منتشرة في جميع أنحاء ألمانيا، وقال للموقع الالكتروني لمجلة “بيلتاور نيوز” إن “الشبكات التي قاموا بتأسيسها في السنوات الثلاث الماضية وفرت الأساس للتطرف والميل إلى العنف ضد أفراد مجتمع المهاجرين وغيرهم من المعارضين السياسيين.”
وقال وزير داخلية ألمانيا هورست زيهوفر إن حظر لواء العاصفة 44 هدفه إرسال إشارة واضحة، مفادها أن “أي جماعة تزرع الكراهية وتعمل على إعادة بناء الدولة النازية السابقة لا تنتمي إلى ألمانيا”، وكان الأمر الصادر في الأول من كانون الأول بحظر لواء العاصفة 44 هو المرة الرابعة التي يعلن فيها زيهوفر عن جماعة يمينية متطرفة غير قانونية في عام 2020.
ورغم الخطابات التي تظهر “حسن النية”، يبدو أنه ما يزال هناك الكثير من الأماكن في أنحاء ألمانيا تنتشر فيها الكراهية والتحريض اليميني المتطرف، كما أن تمجيد مرتكب المجازر الجماعية أوسكار ديرليفانغر يتواصل أيضاً، إذ يمكن مثلاً شراء شعار “SKD” من متاجر تبيعه في الانترنت بشكل قانوني، رغم أن هذا الشعار باللغة الألمانية يشير لـ”قوات ديرليفانغر الخاصة”، ويمكن أيضاً شراء أشرطة تسجيل وأقراص مدمجة عليها أغاني لفرقة “روك” يمينية تم حلها الآن، كما أنه في مهرجانات مجموعات الروك اليمينية، ما زال مسموحاً لجماعة “الإخوان الآريين”، بقيادة النازي الجديد تورستن هايزه، أن تتولى القيام بتأمين تلك المهرجانات، وشعارهم عبارة عن قنبلتين يدويتين متقاطعتين، وهو شعار لواء العاصفة.
هانز بفايفر – دويتشه فيله[ads3]