باولو روسي .. رحيل الهداف الشبح الذي ” لم يسجن “

أمام 90 ألف متفرج في ملعب سانتياغو بيرنابيو، في 11 من تموز عام 1982، سجل باولو روسي، المهاجم الذي لم يراهن عليه أحد، هدفاً في نهائي المونديال كسر فيه التساوي مع نجم ألمانيا كارل هاينز رومينيغه، وحقق الحذاء الذهبي ونجح بقيادة إيطاليا للفوز باللقب (ساهم بـ 58% من أهداف المنتخب في البطولة).

فوز إيطاليا باللقب كان عبر طريق شاق، في الدور الأول لم تحقق أي فوز، تعادلت في المباريات الثلاث، سجلت هدفين واستقبلت هدفين، وتأهلت من المركز الثاني (وصف الإعلام روسي بعد هذه المباريات السيئة للمنتخب وله، بالشبح التائه في الملعب)، ثم واصلت مشوارها وتجاوزت الأرجنتين والبرازيل وبولندا (التي تصدرت على حساب إيطاليا في الدور الأول) وألمانيا، ليحمل دينو زوف الكأس كأكبر قائد في تاريخ البطولة، بعد أن تجاوز الأربعين من عمره.

في كل مرة يبرز اسم اللاعب أو مونديال 82، يتداول مدونون وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إخبارية (المحتوى العربي) معلومة تزعم أنه “كان سجيناً وخرج بعفو رئاسي مؤقت” ليلعب في كأس العالم فقط، ويحقق المعجزة.

وهذه المعلومة، بحسب ما اطلع عكس السير، غير صحيحة، فلا سجن ولا عفو رئاسي، إذ أن روسي أوقف عن اللعب لـ 3 سنوات، من قبل الاتحاد الإيطالي، بعد اتهامه بالتورط في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في الدوري الإيطالي عام 1980، والتي عرفت باسم “توتونيرو”.

إيقاف روسي، الذي ظل مصراً على أنه غير متورط وأنه كبش فداء، خفض لاحقاً لعامين، وقبل المونديال كان اللاعب قد أنهى فترة الإيقاف وانضم ليوفنتوس ولعب له 3 مباريات في الدوري حينها.

المدرب الإيطالي إنزو بيزوت رد على الانتقادات التي طالته جراء استدعائه لاعباً لم يلعب بشكل مستمر منذ عامين، بالقول إن استدعاء روسي كان مقامرة، ولكن خلال عامين من غيابه لم يستطع إيجاد بديل.

نال روسي لقب هداف المونديال ثم الكرة الذهبية، وقد كان أغلى لاعب في العالم عندما انتقل من فيتشينزا إلى يوفنتوس، وكان أول لاعب في تاريخ إيطاليا يصبح هداف الدوري الدرجة الثانية ومن ثم هداف الأولى في الموسم التالي.

صباح الخميس، أعلنت عائلة روسي رحيله عن عمر ناهز 64 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها