سلطت الضوء على نضال ناشطات سوريات .. صحيفة سويسرية : برلين .. العاصمة السرية لمعارضي نظام بشار الأسد
سلطت صحيفة “نويا تسورشه تسايتونغ” السويسرية، الضوء على 3 ناشطات سوريات يصممن على الاستمرار في مقاومة الأسد في الدول التي يوجدن فيها حالياً.
وقالت الناشطة أمينة صوان، بحسب ما ترجم عكس السير: “عندما أتيت إلى نيويورك بعد الهجوم الكيماوي الذي قامت به قوات الأسد، اعتقدت أن الولايات المتحدة ستتدخل، إذا اكتشفت بشكل مباشر ما كان يحدث في سوريا، لكنني أعرف اليوم أن الإبلاغ عن الجرائم ليس بالأمر الكافي”.
أما الناشطة مريانا كركوتلي فقالت: “في سوريا لم يكن ممكناً للنشطاء الكلام، حُكم عليهم بالصمت والقمع، والآن بعد أن عاشوا في بلدان تسود فيها حرية التعبير، يمكن أن يقوموا بحوارات بناءة”.
بدورها قالت وفاء مصطفى: “ما يزال هناك أناس في سوريا يقاتلون من أجل الحرية، من أنا لأقول لا أمل؟ عندما أعود إلى سوريا، أريد أن أعيد أكثر مما أخذته معي”.
وقالت الصحيفة إن برلين تطورت لتصبح مركزاً للمعارضة السورية، العاصمة السرية لمعارضي النظام، في حين ما يزال التمثيل الرسمي للمعارضة في إسطنبول، لكن الائتلاف الوطني السوري هناك ضعيف، ومنقسم، ويشعر العديد من معارضي النظام بأنهم غير ممثلين به، ويتهمونه بأنه مجرد أداة بيد تركيا.
وذكرت الصحيفة أن نشاط المعارضين السوريين في ألمانيا، يبعث على الأمل، حيث يتمتع النشطاء الشباب في ألمانيا بفرص تعليمية جديدة، وفرصة للتقدم السياسي، وقد مر الكثيرون بأشياء مروعة، لكنهم لم يستسلموا، ويوماً ما يريدون العودة إلى سوريا.
وتعرضت أمينة صوان لأمور مروعة، فالشابة البالغة من العمر 29 عامًا، من مواليد المعضمية في دمشق، وقد حاصرها النظام منذ عام 2012، وفي 21 آب من العام 2013، قصف الأسد المدينة ومنطقة الغوطة الشرقية بالغازات السامة.
وقالت صوان التي تعيش في برلين: “عملت كمتطوعة في مستشفى ميداني أثناء الحصار، وعندما وقعت مذبحة الأسلحة الكيماوية، هرعت إلى هناك”.
وقالت صوان إن عائلتها نجت من هجوم الغاز السام في آب 2013، لكن بعد ذلك بوقت قصير، قُتل بعض من أقاربها في هجوم بقذائف الهاون، وتمكنت لاحقاً من مغادرة المدينة مع ابنة أختها المصابة، وشقيقها الصغير.
وأضافت: “كان ابن أخي يبلغ من العمر سنة واحدة فقط، وكان يعاني من سوء التغذية، عندما كنا نقف في طابور الحافلات، تقيأ، أحضرنا موظفاً في الصليب الأحمر إلى سيارة الإسعاف، حتى أتمكن من تجنب فرق التفتيش”.
وبعد إخلاء المدينة المحاصرة، اختبأت في دمشق ثم هربت إلى تركيا عبر لبنان، بمساعدة المهربين، وهناك تواصلت مع نشطاء سوريين، حثوها على التقدم كشاهدة على الهجوم الكيماوي.
ووافقت صوان على السفر إلى نيويورك وواشنطن، للإدلاء بشهادتها في وزارة الخارجية، ومجلس الأمن القومي، وقالت: “انفصلت عن عائلتي، كنت وحدي وفجأة في نيويورك، في ذلك الوقت، كنت أعتقد أن الأمريكيين لا يعرفون ما يحدث في سوريا، وأنهم سيتدخلون إذا اكتشفوا الأمر بشكل مباشر، لكنهم يعرفون كل شيء، ومع ذلك لم يتصرفوا”.
وذكرت صوان أنه لا يكفي الإبلاغ عن جرائم الأسد في الخارج، بل يتطلب الأمر حملة مستمرة لإحداث تغيير، وهي تعمل في برلين في “حملة سوريا” وتستخدم مقاطع فيديو ومقالات لتقديم معلومات عن جرائم النظام، وتجمع التبرعات لدعم الدفاع المدني في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن مريانا كركوتلي، التي تعيش أيضاً في برلين، تعلمت الألمانية بسرعة، وبعد أن درست القانون في دمشق، درست العمل الاجتماعي والعلوم السياسية والاجتماعية في برلين، مشيرة إلى أنها لم تكن ناشطة سياسيًا في سوريا حتى لا تعرض عائلتها للخطر.
وعندما أتت إلى برلين للدراسة في عام 2015، بعد سنوات قضتها في دبي، شعرت كركوتلي بالحرية وانخرطت على الفور بالنشاط السياسي المتعلق بالشأن السوري.
وذكرت كركوتلي أن السوريين صنعوا ثورة من أجل الديمقراطية، لكن الديمقراطية يجب تعلمها من خلال ممارستها، ومن المهم أيضاً القيام بعملية نقد ذاتية، كما تؤكد الشابة البالغة من العمر 29 عاماً، والمتخصصة في الملاحقة القانونية لانتهاكات حقوق الإنسان، وتعمل الآن كمستشارة لمركز العدالة والمساءلة للتحقيق في جرائم النظام.
وقالت إن النشطاء في سوريا لم تتح لهم الفرصة للتحدث، وأضافت: “تم قمعهم وحكم عليهم بالصمت”، وهي تعتقد أن الذين في المنفى يتمتعون الآن بحرية التعبير عن آرائهم، لافتة إلى أن اختلافات كثيرة بين معارضي النظام، واعتمادًا على المكان الذي عاشوا فيه الصراع، تختلف وجهات نظرهم، وقد تكون الثقة بينهم مفقودة.
أما وفاء مصطفى التي تعيش في برلين أيضاً، فقالت: “النظام يُبقي العائلات في حالة من عدم اليقين بشأن مصير السجناء”، تستغرق وقتها فيا الحديث، لأنه من المهم بالنسبة لها إبقاء قضية السجناء السياسيين أمام أعين الناس، وقالت إنه حتى لو قال النظام إن معتقلاً قد مات، فلا يشترط أن يكون ذلك صحيحًا.
وكانت الشابة (30 عاماً) تعرضت للاعتقال في أيلول من العام 2011 بعد مشاركتها في الاحتجاجات، وقد أُجبرت صديقة تم القبض عليها من قبل، على نصب فخ لها، وعن ذلك قالت: “عندما كنت في الحجز، جعلوني أتصل بصديق، وعندما جاء اعتقلوه هو الآخر، هكذا كان يتم الأمر، الأصدقاء يجبرون على الإيقاع بالأصدقاء، لقد أرادوا كسر الدوائر، وأرادوا أن يتوقف الناس عن الثقة ببعضهم البعض”.
وبعد اعتقال والدها عام 2013، غادرت وفاء مصطفى وعبرت الحدود إلى تركيا مع والدتها وشقيقتها، وعن ذلك قالت: “عندما جئت إلى تركيا، حاولت أولاً ألا أفكر بسوريا كثيراً.. كنت منهكة ومكتئبة وفكرت بالانتحار لكنني لم أستطع، اضطررت لمواصلة العمل، ولسنوات حاولت أن أظهر قوية، لكن قوتي كانت مزيفة”.
وفي تركيا انخرطت مصطفى في النشاط السياسي من أجل لفت انتباه المجتمع الدولي لجرائم تنظيم الدولة في شمال سوريا، وبعد فترة، منحت حق اللجوء في ألمانيا، وفي برلين درست الفن في كلية بارد، وعملت على مساعدة اللاجئين، وأكملت نشاطها السياسي واستمرت بتذكير العالم بمأساة المعتقلين والمغيبين في المعتقلات السورية، وعلى رأسهم والدها.
وعن ذلك قالت: “لقد أحدثت فرقًا كبيرًا وغيرت حياتي كثيرًا، أشعر بوحدة أقل، وشجعني ذلك على العمل مع نساء أخريات من أجل قضية مشتركة”، وأضافت: “أحيانًا أبكي لساعات، وأعتقد أن كل ما نقوم به لا طائل منه، من المهم عدم التظاهر بأننا جميعًا أبطال خارقون”.
وذكرت أن العمل في المجموعة ليس دائمًا سهلاً، حيث ينحدر الأعضاء من خلفيات مختلفة، ولديهم تجارب مختلفة، وقالت: “كلما اجتمع خمسة سوريين وناقشوا الملف السوري فإنهم يتجادلون”، لكن ليس من العدل أن نقول إن السوريين يجادلون دائمًا في السياسة، وقالت: “الأمر لا يتعلق بالسياسة، بل بالعدالة والحرية والطريقة التي نريد أن نعيش من خلالها”.[ads3]
شابات سوريا وشبابها أمل سوريا حرة وشعب واحد بكل الالوان والاطياف.
عاشت الثورة وعاشت سوريا حرة يسقط الأسد ونظامه الإرهابي الفاسد المستبد.