واشنطن تنفي شطب إيران و”حزب الله” من لوائح الإرهاب
نفى نائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن التقارير الصحافية التي قالت ان الولايات المتحدة قد شطبت ايران و”حزب الله” عن قوائم الارهاب، وقال ان “حزب الله لا يزال تنظيماً ارهابياً اجنبياً، ولا يزال في محور جهودنا لمواجهته، وصده وعزله في انحاء العالم”.
وكانت صحيفة “تايمس اوف اسرائيل” قد اوردت في خبر لها ان مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر لم يذكر في تقويمه الاستخباراتي السنوي الذي رفعه الى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الشهر الماضي، ايران او “حزب الله” في البند المتعلق بالارهاب في تقريره.
ونقلت مجلة “نيوزويك” الاميركية التقرير الى بعض المطبوعات العربية. كما اثار هذا الخبر انتقادات من بعض انصار اسرائيل من افراد مثل المسؤول السابق جون بولتون ومنظمات مثل اللجنة اليهودية- الاميركية.
واوضح بلينكن ان اسباب عدم ذكر ايران و”حزب الله” في القسم المتعلق بالارهاب في تقويم جيمس كلابر لانه ” كان يتحدث عن القلق (الارهابي) الاني والمباشر بالنسبة لنا أي داعش، وهذا ما كان يركز عليه ” كلابر في تقويمه وشهادته في الكونغرس الشهر الماضي.
وفي الواقع، فان كلابر لا يستطيع حذف او اضافة أي تنظيم الى قوائم الارهاب الاميركية لأن حذف او اضافة تنظيم او دولة او فرض العقوبات ضد الافراد والمصالح وغيرها هي من صلاحيات السلطة التنفيذية، وتحديدا البيت الابيض ووزارة الخزانة. ولا توجد هناك اي مؤشرات او حتى تلميحات بان ادارة اوباما ترغب او انها قادرة على ان تتجرأ في الاجواء السياسية الراهنة المناوئة لايران في الكونغرس على التفكير بحذف اسمي ايران و”حزب الله” عن قوائم الارهاب. والمرجح في حال الاخفاق في التوصل الى اتفاق في المفاوضات النووية ان تزداد الضغوط والعقوبات ضد ايران، وفق صحيفة “النهار” اللبنانية.
وتقويم كلابر السنوي لهذه السنة لم يتطرق الى ايران و”حزب الله” في ذلك القسم المتعلق بالارهاب، لكنه ايضا لم يتطرق الى تنظيم “القاعدة” وغيره من التنظيمات الارهابية، لا بل انحصر عمليا بارهاب تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، وما سماه “التنظيمات السنية العنيفة والمتطرفة” وتوقعه لازدياد وتيرة عنفها. وجاء في التقويم ان الخطر الارهابي المحلي ضد الولايات المتحدة من المرجح ان يبقى ” خطرا سنيا متطرفا وعنيفا”. وجاء هذا في سياق حديث كلابر عن المتطوعين الاميركيين الذين جذبتهم ايديولوجية “داعش”، وفي هذا القسم اشار الى انضمام نحو 3400 مقاتل غربي الى سوريا.
وفي تقويم كلابر للسنة الماضية (2014) تحدث باسهاب عن تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” الذي يهدد الولايات المتحدة ومصالحها، كما ذكر ان ايران و”حزب الله”، خارج المسرح السوري، يواصلان “تهديدهما المباشر لمصالح حلفاء الولايات المتحدة” ويضيف ان “حزب الله قد زاد من نشاطاته الارهابية الدولية في السنوات الاخيرة الى مستويات لم نراها منذ التسعينيات” في القرن الماضي.
ولكن تقويم كلابر لهذه السنة اكد في القسم المعنون “الاخطار الاقليمية” التالي ” الجمهورية الاسلامية الايرانية تمثل خطرا ثابتا للمصالح القومية الاميركية بسبب دعمها لنظام الاسد في سوريا، ولدعمها للسياسات المناوئة لاسرائيل، وتطويرها للقدرات العسكرية المتطورة، وسعيها لتطوير برنامج نووي”.
الاهتمام الاسرائيلي والعربي بالادعاء بان واشنطن “حذفت” ايران و”حزب الله” عن قوائم الارهاب، عدا عن انه غير صحيح، الا انه يعكس رغبة اطراف في اسرائيل في المبالغة في قراءة أي موقف اميركي يمكن ان يفسر على انه ايجابي حيال ايران، ورغبة بعض انصار ايران و”حزب الله” العرب في المبالغة بأي موقف اميركي يمكن ان يفسر على انه “تبرئة” ل”حزب الله” وايران من تهم الارهاب.[ads3]