حتى بعد وفاته .. إمبراطور المخدرات بابلو إسكوبار يهدد كولومبيا !

رغم وفاته قبل 28 عاماً، لا يزال أشهر مهربي المخدرات الكولومبيين، بابلو إسكوبار، يُشكّل خطراً على البلاد، حيث إنه كان قد قام باستيراد حيوانات “فرس النهر” التي باتت تُهدّد حياة المستنقعات والأنهار في كولومبيا، وتُشكّل تهديداً للنظام البيئي للبلاد.

إسكوبار لجأ إلى استيراد تلك الحيوانات بشكلٍ غير قانوني أواخر الثمانينيات، وضمَّها إلى حديقة حيوانات خاصة به كانت مليئة بالأفيال وحيوانات فرس النهر، وهو ما اعتُبر دليلاً على بذخه، وفقاً لتقرير نشره موقع The Daily Beast الأمريكي.

لكن حين قُتِلَ إسكوبار بالرصاص عام 1993، صادرت الحكومة الكولومبية ممتلكاته التي شملت الحيوانات، وجرى قتل غالبيتها أو إرسالها إلى الحدائق والمتنزهات العامة.

إلا أن أربعة من حيوانات فرس النهر، التي كانت تعيش عند بركةٍ نائية، فرّت من الذبح، وتعيش العشرات منها في البرية حالياً. ولا يعرف أحدٌ عددها بدقةٍ حتى الآن، لكن صحيفة “تليغراف” البريطانية تُرجّح أنّ العدد يتراوح بين 80 و100، مما يجعلها أكبر الأنواع الغازية على الكوكب، حيث من المتوقع أن يتضخّم عددها ليصل إلى نحو 1.500 بحلول عام 2040، ما لم تتم السيطرة عليها، بحسب خبراء مختصين.

إذ طالب علماء كولومبيون بالقضاء علي حيوانات فرس النهر التي وصفوها بالعدوانية، والتي تجوب حوض نهر ماجدالينا، لأنّها تتكاثر بأعدادٍ كبيرة في مناخ البلاد الرطب والدافئ، عكس الحياة البرية بموطنها الأصلي في القارة الإفريقية، حيث يتم تقييد تكاثرها طبيعياً من خلال فترات الجفاف وصيد الحيوانات المفترسة لها.

وبحسب موقع “عربي بوست”، عالمة البيئة ناتالي كاستيلبلانكو-مارتينيز، أشارت في تصريحات للصحيفة البريطانية، إلى أنه لا أحد يُحبّذ فكرة إطلاق النار على فرس النهر، ولكن عليهم تقبُّل فكرة أنها الاستراتيجية الوحيدة التي ستنجح، لأن الطرق الأخرى ستفشل.

بينما قال مختصون، إن إحدى طرق السيطرة على فرس النهر تتمثّل في تعقيمه، لكن هذا الخيار يبدو أنه لن يكون ناجحاً أو فعالاً؛ نظراً إلى أن ذكور فرس النهر تمتلك “خصيةً نطاطة”.

في هذا الصدد، أوضح عالم البيئة الحكومي ديفيد إيشفيري لوبيز، أنه يستطيع إخصاء حيوان فرس نهر واحد سنوياً تقريباً، فيما يُقدر العلماء نمو تلك المجموعة بنحو 10 حيواناتٍ كل عام.

من جهته، ذكر متخصص في مجلة “Biological Conservation”، أنه لا يوجد أعداء طبيعيون لأفراس النهر، ولا توجد فترات جفاف قوية، وبالتالي فإن سرعة تكاثرها يمكن أن تتضاعف.

جدير بالذكر أن علماء البيئة يحاولون قبل سنوات، منع أفراس النهر من التكاثر، لكنهم لم ينجحوا في ذلك حتى الآن؛ الأمر الذي قد يدفعهم إلى الخيار الذي قد يكون متاحاً أمامهم في الوقت الراهن، وهو قتلها رمياً بالرصاص.

فيما تحوَّل فرس النهر إلى مصدر جذبٍ سياحي محلي، إذ يتسنّى للزوار الذين يدفعون الرسوم الاستمتاع بقصر إسكوبار السابق وزيارة البحيرة التي يعيش حولها العشرات من حيوانات فرس النهر، قال باحثون إن حيوانات فرس النهر تُنافس الحيوانات البرية المحلية، وتُلوّث الممرات المائية ببولها وبرازها السامَّين.

حيث يُعرف عن فرس النهر أنه شديد العدوانية ويقتل كل عام أشخاصاً أكثر من أي حيوان إفريقي آخر من الثدييات. وفي العام الماضي، تعرّض مُزارع كولومبي للعض بواسطة فرس نهر ألقاه في الهواء، قبل أن يسقط لتُكسر قدمه ووركه وعددٌ من ضلوعه.

يشار إلى أن إسكوبار اشتُهر بشراء الهدايا الفخمة، ويُقال إنّ ثروته وصلت في أوجها إلى 25 مليار دولار، الأمر الذي جعله سابع أغنى رجل بالعالم. لدرجة أنه كان يتفاخر بحرق الأموال فعلياً في بعض المناسبات؛ لتدفئة عائلته. وفي عام 2020، وجد أحد أقاربه كيساً يحتوي على 18 مليون دولار داخل أحد جدران منازله القديمة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها