موقع إخباري مصري : ” رحلة لم تكتمل .. سوري حلم بدخول مصر عبر السودان فعاد من منتصف الطريق “
كغيره من مئات آلاف من المواطنين فر علاء أحمد من جحيم الحرب في سوريا محاولا دخول الأراضي المصرية من خلال التهريب عبر الحدود السودانية، في محاولة هروب لم تكتمل.
بتاريخ 15 يوليو 2019 كان علاء يبدأ رحلته لدخول مصر عبر بوابة الحدود السودانية بطريقة غير شرعية لكنها وفقا له الوسيلة الوحيدة للدخول إلى مصر في ظل وقف تأشيرات الدخول المباشرة، وصعوبة الحصول على تأشيرة أو فيزا سياحية.
بدأت رحلة علاء من سوريا إلى لبنان ومنها إلى السودان آملا في عبور الحدود المصرية: “كنت بلبنان وبعدين سافرت على السودان بهدف الدخول إلى مصر”.
قصد علاء السودان لا يعرف من أهلها أحدا، فيقول: “وصلت على السودان ما بعرف حدا، من أول يوم تعرفت على سائق تاكسي اسمه إبراهيم، هو ساعدني حتى أطلع مصر عن طريق التهريب، وعرفني على المهرب واتفقت أنا والمهرب على 350 دولار مقابل الرحلة من السودان للحدود المصرية”.
ليس هذا المهرب السوداني الوحيد الذي تعامل معه علاء، فكان من المفترض أن يسلم نفسه لمهرب آخر يستلمه في نقطة ما على قرب الحدود المصرية السودانية.
مع بداية ظهور نور الفجر وفي تمام الرابعة صباحا بدأت رحلة علاء الغامضة من داخل السودان: “طلعنا الساعة 4 الفجر، مشينا تقريبا مسافة 200 كيلو متر، وبعدها انتقلنا لسيارة تانية، وفي الطريق طلب مننا المهرب التاني 200 دولار، قولتله أنا متفق مع المهرب الأول، ولكن كان رد المهرب الثاني بأنه ليس له علاقة بهذا الأمر: “قال مليش علاقة يا إما تنزل هون، هون يعني بالصحرا، صحراء ما في غير الرمل قولت يا عم ما معي أموال قام وقف السياره وقالي أنزل”.
كان الخوف يسيطر على علاء حينها فلا يدري ماذا يفعل هل يخضع لابتزاز المهرب ويدفع له الأموال، أم يرفض فيتركه في أرض لا يعرفها ولا تعرفه، فيقول: “ما رضيت أنزل، سحب سلاح عشان أشوفه وأخاف منه، طلبت منه يرجعني السودان تاني، فرد المهرب إنه عايز 300 دولار علشان يرجعني أو ينزلني في الصحراء.. رديت بأنه: حاضر هدفعلك لما نوصل السودان”.
رحلة علاء لم تكتمل وفي لحظة الخلاف تلك وعقب تهديده من قبل المهرب قرر العدول عن الرحلة والعودة أدراج الجنوب، فيقول: “وصلت لنصف الطريق تقريبا ورجعت ما كملت على مصر.. خفت على نفسي من المهربين، رجعت معاه (في إشارة إلى المهرب)”.
محاولات علاء للتملص من دفع المبلغ الإضافي غير المتفق عليه باءت بالفشل وأجبره المهرب في النهاية على دفع الأموال وفي نفس الوقت لم يستطع إكمال رحلته لمصر: “قبل ما نوصل وقف السيارة في مكان مفيش حد وقال هات الفلوس عشان أكمل، دفعت الفلوس، وكمل وصلني لشارع كل نص ساعة بتمر سيارة، استنيت في الشارع حتى جت سيارة ووقفت قولت ليه يا عم أنا عايز أروح الخرطوم”، وكان علاء يبعد عن الخرطوم مسافة 4 ساعات بالسيارة.
لم يعرف علاء هل تجاوز الحدود المصرية أم لا قبل عودته من حيث أتى: “معرفش إذا دخلت مصر ولا لأ، كلها صحراء، ظليت يوم ونص بالطريق، كان معايا شاب وزوجته، وشاب تاني كان ليه تعامل مع المهرب، وبعد الخلاف على المال رجعنا أنا والشاب وزوجته، وظليت يومين بالسودان بالشوارع وبعدها رجعت على لبنان”.
من أساسيات التعامل مع المهربين الأسماء المستعارة لهم ودائما ما يقال لهم كنية تبدأ بـ “أبو” فعرف علاء المهرب الخاص به بـ “أبوعمر”.
عن تلك المغامرة والمخاطرة غير المحسوبة، يقول علاء: “أنا رب عيلة عندي طفلين كنت بدي أطلع وبعدين جيب عيالي نظامي، أنا موجود حاليا بلبنان، وروحت السفارة المصرية، وطلبت يعطوني تأشيرة أنا وعيالي، قالولي قدم طلب، قدمت طلب، اترفض، وحكيت مع ناس كتير كل واحد بيطلب أسعار خيالية 2000 دولار على الشخص، و3000 دولار، يعني إذا بدي أجي على مصر بدي حطلي 10000 دولار طيب أجيب منين؟”.
“الدول العربية سكرت بوجهنا، ومستقبل ولادنا ضاع، لو فيني أرجع كنت رجعت، أرجع فين على بيتي اللي تدمر.. أعيش وأكل عيالي منين؟ شغل ما في، كنت بشتغل كهربائي بالقنيطرة، عايز أعيش بكرامة”.
يختتم علاء قصته بعد ان اختتم رحلته غير الناجحة فيقول: “بتمنى تكتب عن معاناة السوريين بلكي يوصل صوتي وصوت كل مخنوق إلى من عنده ضمير، أنا كتبت رسالة للرئيس السيسي والسفير المصري وحطيتها بصندوق السفارة هون بلبنان شرحت فيه عن وضعي وطلبت يعطوني تأشيرة دخول لمصر وحطيت رقم تلفوني بس لهلأ ما جاب نتيجة، يا إما مو وصل يا أما انكب بسلة المهملات”.
في النهاية يبدو أن فكرة السفر إلى مصر غادرت عقل علاء واستطاع جلب أسرته إلى لبنان للإقامة معه بها، وإلى الآن لم يحصل على رد بشأن رسالته للرئيس السيسي والسفير المصري”.
العنوان والنص لموقع “مصراوي” المصري[ads3]