السماء تمطر رمالاً في سويسرا و فرنسا ! ( فيديو )

منذ يومين، والسماء ليست زرقاء كالمعتاد فوق بعض السويسريين والفرنسيين، بل متشحة بلون برتقالي مائل لاصفرار كئيب، نتج عن ضباب حملته رياح ساخنة وجافة مصحوبة بأمطار من الرمال، هبّت من شمال أفريقيا، حيث “الصحراء الكبرى” ممتدة من مصر وليبيا إلى المغرب وموريتانيا، فغيّر الاصفرار لون السماء في مناطق عدة بجبال الألب والجنوب الشرقي الفرنسي، كما والغرب السويسري، وقد تتحرك جزيئاته لتشمل كل سويسرا وأقسام من إيطاليا وألمانيا والنمسا، حتى وجمهورية التشيك في الوسط الأوروبي.

أوضحت السلطات الفرنسية أن رياحا قوية أقبلت من الجنوب، حاملة من “الصحراء الكبرى” رمالا تسببت بانتشار لون غير عادي في السماء، فتداول فرنسيون وسويسريون صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما ترك آثارا بالأجواء والمركبات والمباني، وهو ما نرى شيئا منه في الفيديو المعروض أدناه عن الحال كما كانت السبت في فرنسا.

الظاهرة مناخية، من توابع الاحتباس الحراري، وشرحها خبراء مصالح الأرصاد الجوية عبر منصات لهم في مواقع التواصل، بينها ما طالعته “العربية.نت” في موقع MeteoSwiss السويسري، بأنها نتجت عن نظام ضغط مخفض شمل شبه الجزيرة الأيبيرية، وحمل تدفقات قوية من الرمال إلى فرنسا وسويسرا، فتلون الغلاف الجوي المشترك ببرتقالي مائل إلى الأصفر. أما الرمال التي هطلت أثناء عاصفة رملية “فوجدوا منها ما غطى حتى طبقات الثلوج السميكة في جبال الألب” وفقا لما بثت بعض وكالات الأنباء.

وطبقاً لما أوردت قناة “العربية” السعودية، أصل العاصفة الرملية، هو منخفض نشأ قبالة المغرب ورفع اجتياحات وتدفقات من الغبار حملتها الرياح ومضت بها إلى القارة الأوروبية، بحسب ما أوضح Frédéric Nathan خبير الأرصاد الجوية في فرنسا، في شرح ذكر فيه أن “ارتفاع جزيئات الرمل من الصحراء ظاهرة تحدث بانتظام إلى حد ما، بشرط وجود نظام رياح جنوبية مستدامة إلى حد ما، خاصة في الخريف أو الشتاء” وفق تعبيره.

ما قاله الخبير الفرنسي، أعاد إلى الذاكرة ما حدث حين وصلت في نوفمبر 2017 موجة مهمة من هذا الاضطراب الاحتباسي إلى منطقة Brittany في الشمال الغربي الفرنسي، بعد أن حلقت فوق البرتغال التي كانت تكافح حرائق الغابات ذلك الوقت، مما جعل الرياح الخريفية تحمل الرماد إضافة إلى الرمال.

أما خدمة الطقس التابعة للإذاعة الوطنية السويسرية، فنقلت عن خبراء أن جسيمات الغبار والرمال نشأت في مناطق بالشمال الغربي الأفريقي، بينها الجزائر ومالي وموريتانيا، وقالت إن أحوال الطقس والرياح في تلك الدول “دفعت الرمال إلى ارتفاع يتراوح بين 2 إلى 5 كيلومترات في السماء قبل أن تتجه نحو أوروبا عبر رياح جنوبية” وكانت النتيجة سماء ضبابية برتقالية صفراء في أجزاء مختلفة من سويسرا، وفي معظم أنحاء الجنوب والشرق الفرنسيين.

وفي إسبانيا، نقلت وسائل إعلام محلية عن خبراء أيضا، أن “عمود الغبار الصحراوي الذي زرع هذا السبت جوا أصفر (بسويسرا وفرنسا فقط) سينتقل إلى الشرق حيث يخف تدريجيا” وشرحت أن الرطوبة تتجمع حول الغبار حين ينتقل إلى الارتفاعات، فتصبح جزيئاته قطرات ماء أو بلورات جليدية، ينقلها السحاب إلى حيث يسقط الغبار على الأرض مع المطر.

وتمثل أمطار هذه الظاهرة المعروفة باسم “أمطار الطين والدم” في إسبانيا “أحد الأدلة على تغير المناخ، لأنه يفترض وجودا متكررا بشكل متزايد للتدفقات الغبارية والرملية من الشمال الأفريقي نحو الجنوب الأوروبي وحوض البحر الأبيض المتوسط ” على حد ما نقلت الوكالات عن عالم الأرصاد الإسباني خورخي أولسينا.

لكن الغريب هذه المرة، أن ظاهرة انقلاب لون السماء من أزرق إلى أصفر بفعل الغبار والاجتياحات الرملية التي تهب مع الرياح من الصحراء الكبرى”تحدث في بداية الربيع إجمالا، وفي أبريل كحد أقصى” لا في هذا الوقت من فبراير، وهو لغز يعمل العلماء على التعرف إلى سرّه.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها