هل تكون لقاحات كورونا منجم ذهب لشركات الأدوية ؟

أعلنت شركة فايزر أن قيمة مبيعاتها من لقاحها المضاد لفيروس كورونا الذي طورته بالتعاون مع بايونتيك، ستصل في العام 2021 وحده إلى حوالي 15 مليار دولار. وذلك دون احتساب أي عقود إضافية.

وفي المجموع، ”قد تبلغ قيمة هذا السوق ما بين 30 إلى 40 مليار دولار هذا العام. وهو تغير هائل في المنظور“، كما أوضح لويك شابانييه من شركة ”إيه واي“ للاستشارات. وهذا الرقم أعلى بكثير من أرباح اللقاحات الأخرى، على سبيل المثال لقاحات الأطفال، في العام العادي.

وعلى سبيل المثال، ستكون المبالغ ضخمة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، إذا كانت الأسعار التي كشفت عن طريق خطأ فادح ارتكبته على تويتر، في كانون الأول/ديسمبر، وزيرة الدولة البلجيكية للميزانية إيفا دي بليكر، صحيحة.

فمع افتراض أن كل جرعة يبلغ سعرها 18 دولارا، فإن شركة موديرنا التي وقعت عقدا تسلم بموجبه ما يصل إلى 160 مليون جرعة، يمكنها على سبيل المثال جني 3 مليارات دولار.

ومع ذلك، من الصعب تحديد الأرباح التي ستحققها المختبرات وفقا للمتخصصين؛ لأن أسعار لقاحي أسترازينيكا (1.78 يورو لكل جرعة) وموديرنا، تختلف بشكل كبير، على غرار التقنيات المستخدمة والاستراتيجيات. وأوضحت أسترازينيكا أنها تريد بيع لقاحها بسعر الكلفة، خلال زمن الجائحة.

ووفق ما اوردت شبكة “إرم نيوز”، قال جان جاك لو فور المحلل المتخصص في صناعة الأدوية لدى شركة ”براين، غارنييه أند كو“: ”هناك أمر مبهم حول الربحية“، مضيفا: ”يمكننا حتى التفكير في مزيج من لقاح إنفلونزا/كوفيد“. وهناك تنافس حتمي بين شركات التكنولوجيا الحيوية ذات الأسماء المتداولة بالإضافة إلى لاعبين جدد روس وصينيين في هذا القطاع.

وأشار لويك شابانييه إلى أن الوباء قلب النموذج الاقتصادي التقليدي رأسا على عقب، وأضاف: ”في قطاع الأدوية، غالبا ما يكون اللقاح غير مربح في البداية، بل على المدى الطويل. لكن في هذه الحالة، كان اللقاح مربحا منذ البداية“؛ نظرا إلى الطلب المرتفع جدا عليه.

وقال شابانييه: ”نظرا إلى ضخامة الأزمة وتأثيرها العالمي والقيود اللوجستية، ما زال هناك متسع لعدد معين من اللاعبين“.

في بعض الأحيان، تدخل التقنيات الجديدة والتوسع الصناعي والشراكات بين اللاعبين ضمن الكلفة، كما قال المحلل، مضيفا: ”يصبح تحديد سعر الكلفة النهائي أكثر تعقيدا قليلا“.

ولفتت فايزر أيضا إلى أنها تتوقع تحقيق هامش ربح قبل الضريبة على هذا المنتج تتراوح نسبته بين 25 و30 في المئة، ومع ذلك، يجب عدم شن هجوم عنيف على المختبرات وفقا للمتخصصين الذين أشاروا إلى المخاطر التي يواجهها هؤلاء اللاعبون.

وشرحت كريستيل كوتينسو المسؤولة في شركة ”ألسيمد“ للاستشارات: ”استثمرت شركة فايزر ما يقرب من ملياري دولار في الأبحاث وستعوضها بسرعة كبيرة، لكنها بدأت الاستثمار دون معرفة النتيجة. لقد توقفت البحوث على العديد من اللقاحات التي كانت مرشّحة“، مضيفة أن ”هذه الشركات لن تعوض أبدا تكاليفها من حيث الأموال التي استثمرتها في هذا البحث، يبدو أن هناك الكثير من المنتجات الفعالة. وهذا الأمر يحافظ على مستوى المنافسة“.

تتمتع الشركات التي أنتجت أولى اللقاحات بموقع جيد من حيث الاستحواذ على طلبات ضخمة. لكن هذا لا يعني أنه لن يكون هناك مجال أمام الشركات الأخرى. فماذا لو أن النسخ المتحورة من فيروس كورونا تتطلب التلقيح سنويا؟، وماذا لو أن كوفيد أصبح منتظما مثل الأنفلونزا؟.

ووفقا لتقرير حديث صدر عن ”غلوبل داتا“، قد تنخفض مبيعات لقاح فايزر/بايونتيك بنسبة 80 في المئة تقريبا، العام المقبل؛ بسبب المنافسة من لقاحات أخرى.

على أي حال، يمكن لوباء كوفيد-19، وفقا للمتخصصين، إعادة خلط الأوراق في قطاع صناعة اللقاحات المغلق جدا، فهذا القطاع تتقاسمه تقليديا أربع مجموعات عملاقة تمثل وحدها 90 في المئة من قيمة السوق وفقا لشركة ”إفاليويت فارما“، وهي فايزر وميرك الأمريكيتان، وجي إس كيه البريطانية، وسانوفي الفرنسية.

ومع ذلك، فإن إنتاج لقاحات بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال، وهي تكنولوجيا مبتكرة تستخدمها موديرنا وفايزر، ”من المحتمل أن يغير جزءا من المشهد“، وفقا لشابانييه، الذي أفاد بأنه، ”ندرك أن نتائج هذه التقنية استثنائية من حيث الكفاءة والقدرة على التطور والآثار الجانبية التي تبدو منخفضة للغاية، ويمكن للاعبين الجدد الحصول على حصة في اللقاحات المستقبلية“.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها