بيل غيتس : حل أزمة ” كوفيد ” سهل للغاية مقارنة بتحديات تغير المناخ !
ينوه بيل غيتس بأن إنهاء جائحة الفيروس التاجي “سهل للغاية” مقارنة بالتحديات التي تنطوي عليها معالجة أزمة تغير المناخ.
وأصدر الملياردير الشريك المؤسس لـ “مايكروسوفت” كتابا جديدا بعنوان “كيفية تجنب كارثة مناخية”، حيث يوضح “ضرورة معالجة تغير المناخ”.
ويقول غيتس في كتابه إنه “مرسال غير كامل” بسبب ثروته ومنازله وسفره، معترفا أنه استقل طائرة خاصة لحضور قمة المناخ بباريس 2015.
وخلال الترويج للكتاب، قال غيتس لـ “هيئة الإذاعة البريطانية”، إن حل مشكلة تغير المناخ سيكون “أكثر الأشياء المدهشة التي قامت بها البشرية على الإطلاق”.
وقال إنه مقارنة بالتضحيات والجهود المطلوبة لإحباط أزمة مناخية كبرى تنهي الحياة بشكل صحيح، فإن إنهاء “كوفيد-19” “سهل للغاية”.
وأضاف: “سينتهي الوباء لأن هذه اللقاحات المذهلة صُممت في غضون عام، ونحاول توسيع نطاقها والتكيف مع التباين”.
ويقول غيتس إن حل مشكلة تغير المناخ سيتطلب تحولا عالميا كبيرا إلى الطاقة المتجددة، وتغييرات في طريقة حياتنا، مضيفا أنه “لا توجد سابقة لهذا”.
واستوحى الملياردير من كتابة مؤلفه الجديد، مع تحديد أفضل طريقة لتوصيل الكهرباء إلى أبعد مناطق العالم دون بناء محطات تعمل بالفحم.
وقال إن التحدي الذي يواجه العالم هو تقليل غازات الدفيئة – من 51 مليارا يضاف إلى الغلاف الجوي سنويا الآن، إلى صفر بحلول عام 2050.
ولا يعتقد الجميع أن غيتس هو الشخص المناسب للتحدث عن هذه القضية، حيث قال رولف سكار من Greenpeace USA لمجلة Wired، إنه بينما يركز الكتاب على تجنب كارثة مناخية، فإن المؤلف لا يفعل ما يكفي لتغيير عاداته الشخصية.
ويضيف استثماره في الطائرات الخاصة وعقود مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي، مع Exxon وChevron وBP لاستخراج المزيد من الوقود الأحفوري، إلى الأزمة. ويحتاج المليارديرات مثل غيتس إلى أن يكونوا قدوة يحتذى بهم، وإلا فلن يؤخذوا على محمل الجد.
ويعتقد غيتس أن الحل هو مزيج من التكنولوجيا الجديدة والتنظيم وقوى السوق، بدلا من مطالبة الناس بتغيير أسلوب حياتهم.
وقال، إن الهند ستبني مساكن لشعبها وتوفر الإضاءة في الليل وتكييف الهواء لجعل الظروف ملائمة للعيش.
وتابع موضحا، إن التركيز على التكنولوجيا الجديدة يمكن أن يساعد في الوصول إلى هذا الهدف، مضيفا أن المصادر المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، يمكن أن تساعد في إزالة الكربون من الكهرباء.
ومع ذلك، فإن الكهرباء مسؤولة عن 30% من إجمالي الانبعاثات، مع 70% المتبقية من خلال النقل والصلب والإسمنت وإنتاج الأسمدة وغيرها.
وسيكون نزع الكربون من بقية الأنشطة الاقتصادية “تحولا رئيسيا”، سيتطلب تقنيات جديدة – حيث لا توجد حاليا طريقة للقيام بذلك بشكل فعال.
ويقول غيتس إن الحكومة بحاجة إلى تضافر الجهود لخلق جهد ابتكار عالمي جديد على نطاق “لم يشهده العالم من قبل”.
ويتضمن ذلك اللوائح الجديدة التي تحدد أسعار الوقود الأحفوري بناء على تكلفة الضرر الذي يلحق بالبيئة، وليس فقط تكلفة الإنتاج والتوليد.
ولا يدفع المستخدمون حاليا أي تعويض عن أي ضرر بيئي تسببه الملوثات في الوقود الأحفوري – من البنزين أو التدفئة – ولكن غيتس يقول إن ذلك يجب أن يتغير، لدرجة أننا ندفع ثمن الألم الناجم عن انبعاث ثاني أكسيد الكربون.
وأوضح غيتس في مقابلة ترويجية مع “بي بي سي نيوز”: “نحتاج إلى إشارات أسعار لنخبر القطاع الخاص أننا نريد منتجات خضراء”. وستسمح خطته “القسط الأخضر” بتحويل شامل مع الحفاظ على أنماط الحياة في البلدان ذات الدخل المرتفع، وانتشال المليارات من الفقر.
ويشمل الحل الذي قدمه غيتس في كتابه، تسعير “العوامل الخارجية” لإنتاج الكربون بما في ذلك تأثيره السلبي على البيئة.
ويقول إن القيام بذلك سيعكس بشكل أفضل “التكلفة الحقيقية” للوقود الأحفوري، ويجعل البدائل الأكثر مراعاة للبيئة أكثر قابلية للتطبيق من الناحية المالية بالمقارنة.
وفي الوقت الحالي، تكلف العديد من البدائل الخضراء أكثر من الإصدارات المنتجة للكربون من التكنولوجيا نفسها، وفي بعض الدول يعيق هذا التحول، خاصة في الأجزاء سريعة النمو في آسيا و أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وقال غيتس إن هناك حاجة إلى استثمارات ضخمة من قبل الحكومات في البحث والتطوير والدعم من خلال التنظيم للسماح لسوق التقنيات الجديدة بالازدهار، مضيفا أن ذلك سيؤدي أيضا إلى خفض أسعار الحلول الخضراء.
ويقول أيضا إنه سيكون من “المستحيل” تجنب كارثة ناجمة عن تغير المناخ، دون أن تعمل الحكومات على مستوى العالم للحد من الانبعاثات ودعم التكنولوجيا الخضراء.
وقال إنه يجب أن يكون هناك “دفعة مستمرة لمدة 30 عاما” من الحكومة والشركات، لمعالجة المشكلة حيث لا يمكن للأعمال تغيير البنية التحتية ما لم تكن إشارات السوق “ثابتة وواضحة جدا”. كما أن “تقليل الاستهلاك” ليس هو الحل لحل أزمة المناخ.
وكشف أن العمل السياسي والتغيير في الحلول المحايدة للكربون أكثر أهمية من مجرد مطالبة الناس بـ “استخدام أقل”، مضيفا أن الحكومات يجب أن “تفعل الشيء الصحيح”. وهو يؤمن بقدرة السوق على حل جزء من أزمة المناخ المتصاعدة، خاصة إذا قام المستهلكون بدورهم في المطالبة بالبدائل الخضراء.
وقال: “إذا اشتريت سيارة كهربائية، همبرغر مصنوع من بدائل اللحوم، ومضخة حرارية كهربائية لمنزلك، فإنك تساعد في زيادة إنتاج هذه السلع وبالتالي تساعد في خفض الأسعار”.
ولم يتوقف غيتس عن عيش أسلوب حياة الملياردير، وما يزال يسافر على متن طائرة خاصة ولديه منازل جميلة – لكنه يقول إنه غيّر “كيف” يفعل ذلك.
وتعمل طائرته الآن بالوقود الحيوي المصنوع من المنتجات النباتية بدلا من الوقود الأحفوري، الذي “يكلف ثلاثة أضعاف”.
وقال غيتس: “لا أعتقد أن التخلص من الطيران سيكون منطقيا”. وهذا النوع من أسلوب القوة الغاشمة لن يوصلنا إلى هناك.
ويعتقد الملياردير أن الحل بدلا من ذلك هو تطوير أنواع وقود جديدة خالية من الانبعاثات – الانتقال إلى الهيدروجين الأخضر أو الكهرباء لتشغيل طائرة.
ويعتبر تغير المناخ ومعالجة هذه القضية “أولوية كبيرة” للعالم، ويقول غيتس إن القادة يجب أن يتغذوا من “القناعة الأخلاقية” لدى الشباب تجاه هذه القضية، مضيفا: “الآن علينا أن نأخذ هذه الطاقة ونتأكد من أنها موجهة نحو السياسات التي ستحدث فرقا”.
وأخبر “بلومبرغ” أن هناك خيارات صعبة للعالم، وأن تحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2050 سيكون أمرا مهما.
وقال: “إنه يجعل لقاح “كوفيد-19″ يبدو وكأنه لا شيء بسبب عدد الأشخاص والأنشطة والتدخلات المطلوبة لتحويل الاقتصاد المادي بأكمله لتقليل الانبعاثات كما نحتاج”.
ويوضح غيتس أن الجيل الحالي من الشباب يهتم كثيرا بهذه القضية، والفشل في تحقيق هدف التخفيض بنسبة 50% سيجعلهم متشائمين للغاية.
وأضاف في مقابلة مع “بلومبرغ” أن تحقيق الهدف سيكون شيئا معادلا لإنهاء الحرب العالمية الثانية أو وقف النازية.[ads3]