داخل دويلة الهول في سوريا .. 20 جريمة خلال شهر واحد !

قتل 20 رجلاً وامرأة خلال الشهر الماضي في مخيم الهول للاجئين، الذي يقع في الشمال الشرقي لسوريا، والذي يأوي أسراً من تنظيم الدولة الإسلامية. والجرائم عديدة ومتنوعة: قتل شرطي بمسدس مجهز بكاتم الصوت، بينما قطع رأس رجل عراقي، وأرديَ مسؤول آخر.

ما الذي يحدث في الهول؟

يعتقد مسؤولون أكراد يديرون شؤون المخيم، إنما بصعوبة، أن الجرائم التي ترتكب ينفذها متشددون ومقاتلون في تنظيم الدولة الإسلامية بحق كل من تحوم شكوك معينة حولهم، أو كل أولئك الذين يحاولون السير في درب أقل تشدداً.

ويأوي المخيم نحو 62 ألف شخصاً وأدى التصاعد في أعمال العنف بداخله إلى إطلاق المسؤولين الأكراد عدة نداءات بهدف إعادة بعض الأجانب الذين يسكنون في المخيم إلى بلادهم.

والواقع أن إعادة البعض إلى البلاد التي أتوا منها عملية تجمدت بشكل شبه كلي بسبب فيروس كورونا. ويقول مسؤولون محليون في الأمم المتحدة أن ترك آلاف الأطفال في المخيم، من دون إعادتهم إلى أوطانهم، سيفتح أمامهم الباب للتشدد والراديكالية.

ويرى سليمان علي، الباحث السوري المختص في شؤون التطرف والجماعات الجهادية، أن مخيم الهول، إذا ما لم تحلّ مسألته، “سيكون بمثابة رحم جيل جديد من المتطرفين”.

خلايا نائمة

مر عامان تقريباً على سيطرة التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية، وبالتالي على نهاية ما سمي آنذاك “الدولة الإسلامية”.

وسيطرت القوات الكردية منذ ذلك الحين على أجزاء في الشمال والشرق من سوريا. مع ذلك حافظ التنظيم على خلايا نائمة نشطت في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا.

ورغم أن العمليات التي تقودها تلك الخلايا ضعيفة مقارنة بنهاية 2019، إلا أنها لا تزال تهاجم القوات الكردية أو الوحدات الحكومية السورية بين الحين والآخر.

ومن بين القاطنين في مخيم الهول هناك نحو 80 بالمئة يتألفون من أسر مقاتلي “داعش”، وأكثريتهم من السوريين، ولكن ثمة هناك نحو 10000 عنصر منهم من 57 دولة، وهؤلاء مفصولون في المخيم عن البقية، في منطقة تخضع لحراسة مشددة، تعرف بـ”الملحق”.

وتذكر أسوشييتد برس الأميركية أن كثيرين منهم لا يزالون من الداعمين المتشددين للتنظيم الإرهابي.

وضع المخيم

يقول تقرير لوكالة أسوشييتد برس الأميركية إن الوضع في المخيم كان فوضوياً غالباً ويضيف أن المتشددين التابعين للتنظيم يضغطون على آخرين لمنعهم من التعاون مع السلطات الكردية التي تحمي أمن المخيم.

وبحسب بعض المسؤولين الأكراد، فإن خلايا التنظيم النائمة على اتصال ببعض السكان في الداخل، وإن أي شخص يحاول “الشكف” عن تلك الاتصالات مهدد بالموت.

وتذكر قوات روجافا (الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) أن هناك 5 نساء بين الذين تم قتلهم الشهر الماضي، وأن كل الضحايا من السوريين أو العراقيين، وجميعهم قتلوا في الليل بداخل خيمهم.

ويحيل البعض الآخر جرائم القتل إلى برنامج العفو الذي أعلنت عنه السلطات الكردية منذ تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، والذي يشمل 25 ألف شخص من المخيم. فالعفو يفرض على أي إنسان يطاله أن يتعاون مع السلطات الكردية، وهذا، برأي بعض المسؤولين الأكراد، ما يدفع بالمتشددين إلى الانتقام منهم، كما في حالة الرجل الذي قطع رأسه.

ولكن بمعزل عن السبب وراء جرائم القتل، فإن الدماء التي تسيل تظهر تعاظم قوة تنظيم الدولة الإسلامية والمتشددين في داخل المخيم.

وكانت السلطات الكردية قالت منذ كانون الثاني/يناير الفائت إن “بعض الأطراف تحاول إحياء تنظيم الدولة” وإنها، أي السلطات الكردية، غير قادرة على منع ذلك الأمر من الحدوث.

الأطفال الأجانب بالأرقام

ثمة نحو 27 ألف طفل غير سوريين في داخل المخيم وبينهم 19 ألف عراقي، و8 آلاف من بلدان أخرى. ودعا مسؤول أممي في نهاية كانون الثاني/يناير إلى التسريع في عملية إعادة الأطفال إلى بلادهم تجنباً لخطر تحولهم إلى متطرفين.

وكانت فرنسا قد استعادت 7 أطفال في الشهر نفسه وبريطانيا طفلاً واحداً في أيلول/سبتمبر. أما العراق، فاستعاد عدداً قليلاً جداً منهم، حيث تراجع العدد من 685 في 2019 إلى 200 في 2020. (EURONEWS – AP)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. العقل العربي المتحجر سبب كل مشاكل العالم. العقل العربي الحديث يرتبط ببيئته ومكوناتها من دين ولغة وتقاليد اجتماعية ونشأة محافظة، وتتشكل عنده منظومة من القيم التي يبدأ باعتبارها قيماً عليا بمجرد أن يتكون وعيه ويصبح عاقلا، ويشترك في تكوين عقله وأفكاره منظومة أخرى تتحكم فيها أحداث تاريخية ومنعطفات خبرتها الأجيال العربية وحفظتها في الكتب والمناهج الدراسية وعلى ألسنة الأجداد والآباء من مثل “هزيمة” “نكسة” “اتفاقية مشؤومة” “انقلاب عسكري” وغيرها.. فرسّخت في ذهن الإنسان العربي الشعور بالذل والهزيمة والتخلف، فأصبح يعيشها حاضراً ويتربى عليها. مَهزلة العقل العربينحتاج فعلاً إلى طرح حلول منطقية لتغيير أسلوبنا بالتفكير والنظر إلى الأشياء والناس التي لا نتفق معها، نحتاج إلى تحسين الرؤية العقلية في دواخلنا.

  2. الحل هو حرق المخيم بمن فيه فالسرطان لن تنفع معه عمليات تجميلية هنا وهناك.إما أن ينتهوا نهائياً و إما انتظروا منهم إجراماً أكثر فظاعة من أسلافهم الإرهابيين