رئيس الموساد الأسبق : يجب منع إيران من ” السلاح النووي ” بالقوة

قال داني ياتوم، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، إن على تل أبيب منع إيران من الحصول على السلاح النووي، حتى لو اضطرت لاستخدام القوة العسكرية.

ورجّح ياتوم في حديث مع الأناضول، أن تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى العودة للاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 مع إيران، لكن بعد توسيعه ليشمل مسألة “الصواريخ الإيرانية، وتدخلات طهران في الشرق الأوسط”.

وذكر ياتوم، الذي ترأس جهاز “الموساد” ما بين 1999 و2001 أن على إسرائيل إبقاء الخيار العسكري “على الطاولة” فيما يتعلق بمواجهة سعي طهران للحصول على السلاح النووي.

وأضاف: “أنا لا أقول إنه (الحل العسكري) الخيار الأول، على العكس إنه الخيار الأخير، ولكن يجب أن يبقى على الطاولة ولا يجب استبعاده”.

وتابع: “إذا ما واجهت إسرائيل تهديدا وجوديا، فإن عليها القيام بكل الوسائل المطلوبة، بما في ذلك القوة العسكرية، من أجل الدفاع عن مواطنينا في مواجهة تهديد وجودي”، وفق تعبيره.

واستدرك: “لكنْ أعتقد أن إسرائيل لن تكون وحدها، وأعتقد أن لدى الأمريكيين والأوروبيين أيضا خططا عسكرية، وهم أيضا لا يستبعدون الخيار العسكري، وهو أيضا على الطاولة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا”.

واعتبر أن “على إسرائيل أن تختار ما بين خيارين سيئين: الأول، قتال عسكري واسع إذا ما هاجم أي طرف المواقع النووية في إيران، وعندها لن تتوقف الأمور عند حدود إيران، وسيصل الإيرانيون إلى قناعة بأن الصراع يجب أن يمتد الى أوسع منطقة ممكنة؛ أما الخيار السيء الثاني فهو أن تصبح إيران نووية”.

وأضاف المسؤول السابق: “ما بين هذين الخيارين السيئين، فإن الأسوأ هو أن تصبح إيران قوة نووية، ولذا فإن علينا بذل قصار جهودنا للتأكد من منع السيناريو الأسوأ”.

وتابع: “حتى لو اضطررنا لاستخدام القوة، ولا أقول بذلك إننا سنستخدم القوة، ولكن إذا كنا ما بين السيء والأسوأ، فإن علينا اتخاذ القرار، إما منع القنبلة النووية في إيران، وهو ما سيتطلب مثلا عملية عسكرية أو السماح لإيران بامتلاك قنبلة نووية”.

وأردف قائلًا: “وفقا لما أفهمه، فإذا كان السيناريو الأسوأ هو إيران النووية، سيتعين علينا وعلى الآخرين أن نقوم بكل ما هو ممكن، بما في ذلك الخطوات العسكرية، لمنع هذا التهديد الوجودي”.

واعتبر ياتوم أن إدارة الرئيس بايدن، “تبحث العودة إلى الاتفاق النووي للعام 2015، ولكن بعد توسيعه لكي يتضمن مسألة الصواريخ التي تمتلكها إيران، وأيضا تدخلاتها، في الشرق الأوسط، على أن يتم التنفيذ على مرحلتين”.

وقال إن الإدارة الأمريكية “ستعود إلى الاتفاق الذي تم إبرامه في العام 2015، ولكن لن يكون ذات الاتفاق، فالرئيس بايدن، نفسه عندما تحدث مؤخرا، قال إن نية الولايات المتحدة هي توسيع الاتفاق بحيث يشمل أيضا الصواريخ التي تمتلكها وتنتجها إيران، والتدخل الإيراني في عدد من الدول بالشرق الأوسط”.

وأضاف: “الأساس، وفقا لما أفهم، هو الاتفاق السابق لعام 2015، ولكنّ المرحلة الأولى ستكون: التزام بمقابل التزام، أي إيفاء إيران بجميع تعهداتها بموجب اتفاق 2015، وبالمقابل ستقوم الولايات المتحدة مثلا برفع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، أما المرحلة الثانية فستكون اتفاقا يتضمن القضايا الأخرى التي ذكرتها للتو”.

وعن طبيعة تلك المفاوضات إذا ما جرت، توقع ياتوم “أن تستغرق بعض الوقت”.

وكانت إسرائيل قد عارضت بشدة، الاتفاق الذي توصلت له إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والدول الكبرى، مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015.

وخاضت إسرائيل، حملة إعلامية دولية كبيرة ضد الاتفاق؛ ورحبّت بانسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من الاتفاق عام 2018.

ويوم الجمعة الماضي، اعترضت إسرائيل على نية واشنطن، العودة للاتفاق النووي لعام 2015.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن حكومته تتمسك “بالتزامها بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وموقفها من الاتفاق النووي (لعام 2015) لم يتغير”.

وجاء هذا الموقف الإسرائيلي، إثر إبلاغ واشنطن رسميًا مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، إلغاء العقوبات التي فرضها ترامب على إيران والمعروفة باسم “سناب باك”.

** إيران “النووية” تهديد وجودي لإسرائيل

واعتبر ياتوم أن على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، التنسيق فيما بينهما بشأن هذا الملف.

وقال: “صحيح أن إسرائيل ليست طرفا مفاوضا، لكنها قد تعاني كثيرا حالما تمتلك إيران القدرات النووية، إسرائيل لن تسمح أبدا لإيران بأن تصبح نووية، لأنه بالنسبة لنا فإن إيران النووية تمثل تهديدا وجوديا، ولذا فإننا لن نسمح بذلك”.

وأضاف: “أيضا قالت الولايات المتحدة والقوى العظمى إنها لن تسمح لإيران بأن تصبح نووية، ولذا فإن هناك موقفا مشتركا لنا وللأمريكيين والأوروبيين، وهذا هو الهدف الأساسي وهو منع إيران من التحول الى دولة نووية”.

وتابع: “لذا علينا استئناف القناة، الموجودة فعلا، مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلف الكواليس من أجل تنسيق الخطوات الأمريكية والأوروبية، فيما يتعلق بإيران حال اتخاذ قرار استئناف المفاوضات”.

وفي هذا الصدد، فقد أشار أن إعلان الحكومة الإسرائيلية رفض عودة واشنطن إلى اتفاق 2015 “لا يعني بالضرورة حدوث أزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة”.

وأردف: “على العكس، أعتقد أن إسرائيل ستدعم هذه المرة سياسة الولايات المتحدة التي قال رئيسها إن بلاده لن تعود إلى ذات الاتفاق لعام 2015، ولكنه سيكون اتفاق آخر، وهو ما يعني تطمين إسرائيل بأن كل مخاوفها ستؤخذ بعين الاعتبار خلال المفاوضات”.

وأضاف: “الاتفاق سيكون أوسع، وسيتعامل مع مخاوفنا لأن الاتفاق السابق لم يتعامل مع موضوع الصواريخ والتدخل الإيراني في الدول المجاورة، ووقف إيران عن تقديم المساعدة لوكلائها في المنطقة”.

واستبعد ياتوم أن يقوم بايدن بأي تغييرات بشأن المحاولات الإيرانية لتموضع نفسها عسكريا في سوريا، أو مساعدة “حزب الله” اللبناني على الحصول على صواريخ دقيقة.

وقال: “من وقت إلى آخر تقوم إسرائيل بمسؤوليتها بهجمات جوية ردا على ما يحدث في الأراضي السورية، وبخاصة ضد الأهداف الإيرانية أو وكلاء إيران مثل المليشيات الإيرانية في سوريا”.

وأكمل قائلا: “أعتقد أن على إسرائيل مواصلة التأكد من أن إيران لا تزرع قواتها عميقا في الأرض، بمعنى أنها لا تقيم قواعد هناك”.

** تدفئة العلاقات بين إسرائيل وتركيا

وفي موضوع آخر، تطرق ياتوم، إلى العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل، مطالبا بـ”رفع مستواها، وتجاوز الخلافات بين البلدين”.

وقال بهذا الخصوص: “مصلحة إسرائيل وتركيا أن تدفآ علاقاتهما، وإعادتها إلى النقطة التي كانت عليها قبل سنوات طويلة، حينما كانت إسرائيل وتركيا حليفين”.

وأضاف: “يجب أن ننظر إلى بعضنا البعض بطريقة ودية وليس بعداء.. آمل أن تتوطد العلاقات بين تركيا وإسرائيل مع مرور الوقت”، وفق تعبيره.

** الانتخابات الفلسطينية خطوة إيجابية

وعلى صعيد آخر، اعتبر ياتوم أن إجراء الانتخابات في السلطة الفلسطينية “خطوة إيجابية”.

وقال: “إذا فازت حماس بالانتخابات في غزة، وفازت منظمة التحرير الفلسطينية بالضفة الغربية فسنعود إلى المربع الأول”.

وأضاف: “آمل أن (حركتي) فتح وحماس سيكونان أذكياء بإيجاد الطريق للتعاون ليتمكنا في نهاية الأمر من تشكيل حكومة تدير كل من الضفة الغربية وغزة، فعندها سيكون لدى الإسرائيليين عنوان واحد للتفاوض معه”.

وتابع: “أعلم أن الكثير من أصدقائي الإسرائيليين الذين لا يوافقون على رأيي هذا، فهم يفضلون الانفصال بين الضفة الغربية غزة”.

ووفق مرسوم أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فمن المقرر إجراء الانتخابات على ثلاث مراحل، تشريعية في 22 مايو/ أيار، ورئاسية في 31 يوليو/ تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب من العام الجاري.

ولكن ياتوم رفض مبدأ تفاوض إسرائيل مع وفد من “منظمة التحرير” و”حماس”، وقال: “أنا أؤيد مفاوضات مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية الذي يضم مواطنين من غزة، ليسوا أعضاء من حماس”.

وقال: “حلمي أن أشهد اتفاق سلام بيننا وبين الفلسطينيين في حياتي، لقد شاركت في كل جولات المفاوضات مع الفلسطينيين والسوريين والأردنيين، خلال فترة رئيسي الوزراء السابقين إسحق رابين وإيهود باراك”، على حد قوله.

وأضاف ياتوم “استنتاجي من كل جولات المفاوضات تلك، هو أن هناك إمكانية لجَسر الفجوات بيننا وبين الفلسطينيين، والتوصل إلى سلام بين الطرفين، وأعتقد أن علينا أن نبذل الكثير من الجهود لفعل ذلك، لست متأكدا من أن هذا سيحدث اليوم، ولكن ربما سيكون ممكنا بالمستقبل”. (ANADOLU)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها