علماء يطورون نظاماً يحدد توقيت الـ ” تسونامي ” الفعلي تقريباً

قال موقع The Next Web الأمريكي، إن العلماء استخدموا أسرع الحواسيب الخارقة في العالم لتطوير أداة ذكاءٍ اصطناعي يُمكنها التنبؤ بفيضانات تسونامي بالتوقيت الفعلي تقريباً، لافتاً إلى أن النظام الجديد صُمّم بواسطة باحثين باليابان، إحدى أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً في العالم.

والحاسوب الخارق هو ذلك الحاسوب الذي يضم آلاف المعالجات المتصلة بينها، والتي تعمل في الوقت عينه لأداء العمليات المطلوبة. وتقاس سرعة معالجات الحواسيب الخارقة حالياً بوحدة بيتافلوبس، حيث يعادل كل بيتافلوبس ما مقداره ألف تريليون عملية حسابية في الثانية.

الموقع الأمريكي أشار إلى أن زلزال وإعصار تسونامي المدمر الذي وقع في عام 2011، وتسبّب بوفاة نحو 20 ألف شخص، في أسوأ الكوارث الإنسانية منذ انفجار محطة تشرنوبيل للطاقة النووية عام 1986، كشف عن العديد من أوجه القصور في طريقة التنبؤ بتسونامي داخل اليابان، لكن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد صُمِّم لتقديم نهجٍ أكثر فاعلية.

حيث نفَّذ مطوّرو النظام عمليات المحاكاة عالية الدقة لتسونامي على الحاسوب الفائق “فوغاكو”، الذي أنتج 20 ألف نتيجةٍ مُحتملة أعقبها استخدام هذه البيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي على التنبُّؤ بظروف الفيضانات قبل أن يضرب تسونامي الأرض، من خلال تحليل أشكال الموجات البحرية وقت وقوع الزلزال.

جدير بالذكر أن النموذج الجديد بإمكانه العمل على الحواسيب العادية، مما سيجعل استخدامه أسهل في أنظمة التنبؤ.

وبحسب موقع “عربي بوست”، كان الباحثون قد اختبروا النظام على تسونامي نظري بخليج العاصمة طوكيو، لافتين إلى أنه أنتج تنبؤات عالية الدقة في غضون ثوانٍ بمجموعةٍ متنوعة من سيناريوهات تسونامي.

كما يرى الباحثون أن استخدام هذا النموذج من شأنه تيسير الحصول على بيانات وتوقعات مفصلة وأكثر دقة وسرعة في مناطق بعينها، مما قد يُوفّر تحليلات حيوية لتأثيرات تسونامي على المباني والطرقات في المناطق الحضرية الساحلية، فضلاً عن أنه قد يمنح فرق إدارة الكوارث أداةً قوية، من أجل تخطيط استراتيجيات تخفيف الكوارث والإجلاء.

تجدر الإشارة إلى أن اليابان طورت أسرع حاسوب خارق في العالم منتصف العام الماضي، ويتركز الاهتمام على هذا الحاسوب لإجراء محاكاة لاختبارات تطوير أدوية ولقاحات لفيروس كورونا، وقد ساهمت الحواسيب الخارقة في شرح فكرة كيفية انتشار الفيروس في الهواء.

يُذكر أن حكومات الدول الكبرى تتسابق تقنياً للوصول إلى مَعلم جديد في تاريخ صناعة الحواسيب الخارقة، من خلال جعلها قادرة على إجراء مليون تريليون عملية حسابية في الثانية، وهو ما يعبَّر عنه بوحدة “إكسافلوبس”. وتنفق الحكومات استثمارات ضخمة في تلك الصناعة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها