لماذا إيقاف ميسي مهمة مستحيلة للمدافعين المنافسين ؟ ( فيديو )
أصبح إيقاف المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي سواء في مباريات ناديه برشلونة الإسباني أو حتى مع منتخب بلاده يشكل صداعا يؤرق مدربي ولاعبي الفرق المنافسة في ظل صعوبة هذه المهمة الملقاة عليهم وفشل العديد من الخطط التكتيكية للمدربين والمحاولات الفردية للمدافعين في تنفيذ هذه المأمورية بنجاح بل أنهم فشلوا حتى في الحد من خطورته.
وأصبح السلاح الوحيد الذي يعتمده مدربو الأندية التي تواجه برشلونة هو التكتل الدفاعي لغلق المنافذ وتضييق المساحات أمامه وتكليف لاعبين اثنين على الأقل لمراقبة ميسي عن كثب.
والحقيقة ان مثل هذه الخطط نجحت إلى حد ما في تقليل خطورة وفعالية ميسي عندما يلعب مع المنتخب الأرجنتيني مثلما برز في اغلب مبارياته من مشاركاته الثلاث في نهائيات كأس العالم إلا ان الامر يختلف تماماً عندما يلعب مع برشلونة ، حيث تشتد خطورته في ظل الانسجام والتناغم الكبيرين بينه وبين زملائه.
كما ان العديد من المباريات التي كسبها برشلونة بفضل تألق ميسي خلالها تؤكد إستحالة إيقافه ذلك أن الفريق المنافس مضطر لتعطيل عمله الهجومي وتسخير جميع إمكانياته التكتيكية والبدنية لإيقاف ميسي وهو امر يصعب على اي منافس تحقيقه طوال المباراة فيلجأ ميسي إلى استخدام الحيلة وهي التظاهر بكونه فشل في تجاوز المنافس مترقبا الفرصة الملائمة للانقضاض عليه مثلما حدث ضد بايرن ميونيخ الألماني في كامب نو في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حيث قلب موازين المباراة رأسا على عقب في آخر عشرين دقيقة من مباراة كانت الغلبة فيها والسيطرة للعملاق البافاري.
واعترف عدد من المدافعين بإستحالة إيقاف ميسي ومن بينهم مدافع منتخب البارغواي ونادي انتراخت فرانكفورت الألماني نيلسون فالديز خلال بطولة كوبا أميركا حيث قال إن الجميع يركز على إيقاف ميسي غير ان تلك مهمة ندرك استحالتها خاصة بطريقة رجل لرجل ، وهو ما يتطلب علينا مواجهته كفريق ، بحسب صحيفة إيلاف.
وبدوره أقر المدرب الفرنسي لوران بلان- وهو الذي كان مدافعا مميزا – والذي يشرف على تدريب نادي باريس سان جيرمان بهذه الحقيقة خلال المواجهة الأوروبية التي جمعته ببرشلونة في ربع نهائي أبطال أوروبا هذا العام حيث قال:”الجميع يحاول إيقاف ميسي غير انه في النهاية لا احد يستطيع فعل ذلك بنجاح” .
كما اعترف المدافع الإسباني لنادي اتلتيك بيلباو ميكيل بالينزياغا بأن ميسي يختلف عن بقية اللاعبين إذ يصعب الحد من خطورته أو إيقافه ، حيث جاء ذلك في تصريحات للمدافع عشية المواجهة التي ستجمع الفريق الباسكي مع برشلونة في ذهاب كأس السوبر الإسباني الجمعة حيث سيتولى مجددا مراقبته مثلما فعل في نهائي كأس الملك وفشل رغم ان فريقه مثلما أكد بأنه بذل قصارى جهده لتعطيل المهاجم الأرجنتيني.
ولم تقتصر الشهادات على المنافسين فحسب بل شملت أيضا زملاء ميسي ومنهم قائد البارسا السابق المدافع كارليس بويول الذي زامل ميسي في كامب نو نحو عشر سنوات حيث صرح بأنه تعرض من ميسي لكل أنواع الذل الكروي خلال مباراة تدريبية مصغرة ، عندما قال:”حاولت النجاح في ما فشل فيه آخرين قبل ان أدرك – بحسب قوله – بأن ميسي يختلف عن جميع المهاجمين الآخرين الذين نجحت في إيقافهم ” ، مضيفاً :” إن الطريقة الوحيدة لإيقاف ميسي هي استخدام خشونة قوية معه لإصابته” ، وهي نفس التصريح الذي أعلنه متوسط الميدان الإيطالي السابق جنارو غاتوزو الذي أكد بأن نسبة إيقاف ميسي تكاد تكون منعدمة إلا إذا لجأ المدافع إلى ركله .
والواقع ان فشل المدافعين في إيقاف ميسي ليس مرده تواضع مهاراتهم التقنية في إستخلاص الكرة منه ، ولا تواضع الخطط التكتيكية للمدربين من خلال تضييق المساحات بل يعود بالأساس إلى المهارات الفنية العالية واللياقة البدنية القوية لميسي.
وتُكمن قوة ميسي في قيامه بمراوغات فردية من خلال تشتيت تركيز وإرباك المدافعين في وقت واحد ، مما يجعل بعضهم يتهرب من مواجهته مثلما فعل الكرواتي لوكا مودريتش في الكلاسيكو الإسباني ، كما أنه يستحيل على أي مدافع مهما كانت خبرته أن يقوم بقراءة ما يمكن ان يفعله ميسي بل أن الأخير يوحي بأنه سيقوم بلقطة ليقوم بأخرى مثلما حدث في هدفه الثاني ضد بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا مع الحارس العملاق مانويل نوير ، إذ تظاهر النجم الأرجنتيني بأنه سيسدد الكرة بيسراه قبل أن يفاجئه بتنفيذها بيمناه.
كما يستفيد ميسي أيضا من لياقته البدنية والتي جعلته ينهي المباريات بنفس الإيقاع بل انه في الوقت الذي يبدأ فيه زملائه والمنافس في الشعور بالإعياء والإرهاق يستجمع هو قوته وسرعته لمباغتة الجميع بلمحة فردية تنتهي بتسجيله هدفاً خرافياً يزيد من شعور المنافس باستحالة إيقافه.
وفضلا عن الخبرة التي اكتسبها ، فإن ميسي استعان ببرنامج غذائي صحي زاد من لياقته ، يقوم على استهلاك وجبات تتركز على الأسماك الطازجة التي لم يكن يوليها اهتماماً، قبل ان يستشير أحد الأطباء الإيطاليين المختصين في هذا المجال مما جعله يفقد أربعة كيلوغرامات من الدهون كانت تعيق تحركاته و سرعته.
[ads3]